كان لابد أن ينفلق السودان .. و ننفلق نحن ..؟؟؟

سمؤل تاج السر

:: كاتب نشـط::
أنت َ .. تتمنــــى
و أنت ِ .. تتمنين
و أنتم .. تتمنون
و أنتن .. تتمنين


الأمنيات تسكن في عمقنا الأبعد منذ آلاف السنين
و لا سبيل في تحقيقها
عصية عن التحقيق
بيد أننا لا نحلم بالكثير
لا نطمع
و لا نشطح
لا نريد قصور شامخات
لا ترف .. و لا رفاهية

فقط نتمنى
الأمن و السلامة و الإستقرار
لنا و لأهلينا و لسوداننا المكلوم

أن نأكل مما نزرع .. زدنا جوعا
أن نلبس مما نصنع .. تعرينا
أن نحكم بشرع الله .. فكان أن عملنا على مبدأ إذا سرق الشريف تركناه و إذا سرق الضعيف أقيم عليه الحد
نادينا أن حي على الجهاد و سوقنا شهداءنا عرائس إلى أعلى الجنان .. فكان أن قلنا (أن كل من مات في الجهاد هو (فطيس)
كفرنا بأفكارنا و معتقداتنا التي نادينا بها و عملنا في تثبيتها و ترسيخها منذ العام 1989م

أنقسمنا بعد توحد

فكان لابد أن ينقسم السودان أيضا ً بعد توحد
و يتشطر أجزءا ً .. أجزاء
و كان لابد أن تتداعى علينا الأمم
كما تتداعى الأكلة على قصعتها
كنا قصعة سائغة لذة للآكلين
لا نبكي و لا نتباكي أن ذهب الجنوب من غير رجعة
و لكن نتباكي على قيم تنتهك كل يوم ٍ
علانية ً
و في وضح النهار

نتباكي على تلكم الأقنعة الزائفة التي ما فتئت تتكشف شيئا ً فشيئا
نبكي أحلامنا التي ظلت توأد صراحة ً
نبكي النهاية
النهاية الأليمة لفيلم تراجيدي خلف وراءه بحرا من العبرات و المآسي
أبكي العيون دما ً أحمرا ً
و لا يزال
و لا نزال .. نهتف .. و نؤيد ..
و نحن ُ جوعى
مرضى
و نضرب أيدينا إمتنانا ً
أن منحنا الله عُمر
مهدينا المنتظر
و منقذنا من الهلاك و الضياع

و إذ هو يردي بنا في هوة بعيدة القرار من المشكلات التي نحتاج لقرون من الزمان لتسويتها
ولا نقدِر ..

كان الدولار .. بستة عشر جنيها ً ... مقولة قديمة
و كان السودان .. وطنا ً واحدا ً .. مقولة جديدة

بكينا بالأمس على ما آل إليه الجنيه
و اليوم نكي لما آل إليه السودان

و إن كان اليوم غائم في السودان و لا رؤية واضحة
حتما هي بُشريات المطر الذي سيكون وبالا ً علينا
و على السودان ..

لأنه سيتهاطل أحمرا ً بلون الدماء ..
دماءك يا وطني ..

و دماءنا نحن الغلابة الصابرين المكلومين ..


له و لنا الله ...


CENTER]
 
أعلى أسفل