طُوكر .... للشرقِ ربٌ يحميه !! ...

دبايوا اكوبام
ان لم نرفع صوتنا عاليا بحق تقرير المصير ورفع السلاح عاليا وامتطاء جبال قرورة وادال و توتيل فلن تستمع لنا الحكومة او المعرضة فكلهم قدموا الفتات وبقايا المؤائد لانسان الشرق واظن ان تجربة التجمع هي خير دليل لكيفية تعامل المعارضة مع الشرق
 
دبايوا اكوبام
ان لم نرفع صوتنا عاليا بحق تقرير المصير ورفع السلاح عاليا وامتطاء جبال قرورة وادال و توتيل فلن تستمع لنا الحكومة او المعرضة فكلهم قدموا الفتات وبقايا المؤائد لانسان الشرق واظن ان تجربة التجمع هي خير دليل لكيفية تعامل المعارضة مع الشرق

رغم كل ذلك بجا حديد
ظلت مناطق شرق السودان مهمشة منذ عهود مضت ومع كل ذلك كان الإنسان البجاوي قانعاً بما أصابه الله متمسكاً بأرضه وإرثه الغني بالمواقف , فأصبح يكابد من أجل أن يعيش ( حفظاً من الإبادة ) ولكن هيهات فالجنجويد لم يهدأ ضميرهم وهم يرون الدماء تجري والحياة تدب في شخص ادروب رغم ما وضعوه من خُطط وسياسات لإبادة ذلك الجنس البشري المتشبث بتلك الأرض , بما أنه ليست هنالك خدمات ولا مشاريع تنموية مستدامة مواكبة للنمو السكاني بمناطق البجا رأت حكومة الجنجويد بأن تجفف كل ما يساعد علي حياة الإنسان البجاوي .
اولاً قامت بإحالة كل القيادات بالمؤسسات المدنية والعسكرية الي الصالح الخاص بنظام البشير واذنابه فلم يسلم من عملية الإقصاء حتي الحارس ( الخفير) ) ليس لأن عطائهم قل كما يدعون بل فقط لأنهم بجا أصحاب مبادئ وقيم , ولكن كانت عزيمة الإنسان البجاوي أقوي من جبروتهم فقاسمهم الشارع البجاوي الحياة فإتجه معظمهم نحو ميناء بورتسودان حيث الصادر والوارد … الخ .
لم تدم النعمة طويلاً فقد أصاب البلاء هذه المرة معهم من قاسمهم العيش حيث تم إستصدار قرار بتحويل كل إجراءات الجمارك الخاصة بالوارد الي مدينة الخرطوم حيث يرتع الجنجويد كما ترتع الحيوانات بكلأ الآخرين (سوبا) فأصبح البلاء أكبر فتوقفت الحياة تماماً ببورتسودان من عمال الشحن والتفريغ , المُخلصين , النقل البري . اصحاب الفنادق , المطاعم , المواصلات … الخ
مع كل ذلك لم ييأس الإنسان البجاوي من رحمة الله فإتجه الي التجارة مع الشقيقة مصر عبر منفذ شلاتين وبدأت الحياة تدب مرةً أخري ولكن ايضاً فعلت بهم ما فعلته من قبل وما ستفعله من بعد لا أمد الله لها أمدا فقامت بقفل المنفذ وتحويل كل الوارد والصادر الي منفذ العابدية حيث تقطن بطون الجنجويد بالولاية الشمالية وبعادها إتجه الإنسان البجاوي من أجل أن يسدَ رمقهُ الي ما يتعلق بسفن الركاب ببورتسودان . أيضاً تم تحويله الي سواكن فلم يستبشر خيراً علماً بأن الفائدة هذه المرة لإخوته بسواكن . فكان ما إستبشر به في تحويل سفن الركاب الي سواكن بلاءٌ وقع علي أهلها حيث قاسمهم القاصي والداني العابر عبر ميناء سواكن خدماتهم الشبه معدومة أصلاً فذاد السوء سوءاً فتضررت كل شرائح المجتمع بمختلف النواحي , الصحية والبيئية … الخ .

هذه الإجراءات أدت في آخر إحصائية أُجريت من قبل مهتمين بقضايا البجا الي تشريد أكثر من مائة وخمسون الف أسرة دون أي دخل يذكر فأصبحت هذه الأسر هائمة تري أفرادها بشوارع بورتسودان وسواكن وكسلا والمناطق التي تم حذفها من خارطة السودان بالمنهج اللا إنقاذي الجديد بعد أن تمت إذالتها بإستراتيجية اللا إنقاذ علي أرض الواقع علي طول الخط الحديدي الرابط بين هيا , كسلا , القضارف .
الم يتساءل من زار الميناء البري الجديد بالخرطوم وميناء سواكن بوابة السود ان ؟؟؟؟ الم يري الفارق الكبير من حيث التجهيزات والخدمات…الخ .

أتساءل بإلحاح مع وجود حاجة ماسة للمياه من أجل حياة إنسان ناهيك عن الزرع والضرع !!! ؟؟؟ فما الجدوي من طريق التحدي الخرطوم الجيلي عطبرة هيا بورتسودان مع وجود طريق بورتسودان كسلا القضارف الخرطوم , اليس من باب اولى أن تذهب ميزانية هذا الطريق الي امداد مياه الشرب من نهر النيل الي بوتسودان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .
الم يتساءل من رأى مدن سنكات , هيا , درديب , اروما وبعض المناطق التي إندثرت بإستراتجية اللا إنقاذ ( هوشيري , كلانييب , صمد ، تهميم , اجواتيرا , وقر , تندلاي , هداليا , اروما , همشكوريب , تكلباب , مناطق نهر عطبرة … الخ !!! كيف يعيشون , كيف يأكلون ويشربون ؟؟؟ كيف من هجير الشمس يستظلون ؟؟؟ كيف وكيف وكيف ناهيك عن الخدمات التعليمية والصحية ... الخ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .
مآسي البجا وما عانوه من النظام الفاشستي بالخرطوم كثيرة لا تحصي وهذه لمحات فقط , لكي يعي الجنجويد بأن الساعة قد حانت لإسترداد الحقوق لأهلها وان منطقهم منطق السلاح قد أجاده البجا منذ أمدٍ بعيد وحانت اللحظة لإستخدامه بعد أن طفح الكيل من قبل أوغاد النظام وإن غداً لناظره قريب . ورغم كل ذلك بجا حديد .
بقلم
حسن ادروب
 
طوكر وجنوبها مأساة انسانية وفساد حكوميٌ مقصود
بقلم/عوض موسي.ِ

كتب الأخ ابوحسين عن رحلة نجلاء وقافلتها الإنسانية الي مناطق طوكر وجنوبها المنكوبة بموجة السيول والأمطار، التي اهلكت الحرث والنسل وتسبب في موت وفقدان وتشريد الألاف من سكان هده المناطق المنكوبة .وقد نجحت نجلاء عند وصلت الي طوكر وجنوبها علي ظهر عربة(اللوري) وبعثت من هناك صوراً علي شبكة الإنترنيت تعكس مدي حجم الكارثة والمأساة والضرر الواقع علي انسان المنطقة ،وفشلت حكومة الخرطوم وبورتسودان بإمكانياتها وطائراتها ومعدات للوصول للمنكوبين وانقاد ما يكن أنقاده.
في اشارة سالبة تعكس عدم المسؤلية والفشل والفساد المريع الذي يضرب حكومة البشير في الخرطوم وحكومة ايلا في بورتسودان .مايعاني منه سكان طوكر وجنوبها من فقر ومرض وجوع وعدم وجود خدمات اساسية وغياب حكومي تام ، تعاني منه جميع مناطق الولاية في جبيت وسنكات وهيا ودرديب والقنب والأوليب وحلايب ،وحتي الأحياء الفقيرة في دارالنعيم والإنقادات وديم عرب وولع والقادسيات والوحدة..الخ. حكومة البحرالأحمر مكونة من هتيفة من الأميين وشبه الأميين وانصاف المتعلمين والأرزقية والمنافقين من (خلوني اعيش لنفس وبس) لافكرة ولاخطة ولابرنامج ،ولافعل سياسي ولا مشروع تنموي حقيقي .عندما تراهم في ناصع ثيابهم من البياض وملفحاتهم وسدائرهم وعممهم تحسب خلف الظل شئ وفي داخل العقول علم ونورٌ ،ولكنهم في حقيقة الأمر (خيش منفوخ وفقاقيع صابون يطير في الهواء). واليهم ايلا رجل اعمال و تجار ومستثمر يروج لمشاريعه الخاصة واحتكارته وكل المشاريع التنموية التي يتحدث عنها من عام 2006م ،هي مشاريع تدر ربحاً وفيراً الي جيب الوالي وشركائه في حكومة الخرطوم الفاسدة .نعم هناك شركاة تعمل في الولاة يملكها نافع علي نافع وعلي كرتي وصلاح قوش وشوايقة بورتسودان ومدير جهاز امن الولاية وغيرهم كثر. معفية من الرسوم والضرائب والزكاة والجمارك تمتص دماء أهلنا المساكين البجا.هل تعرف ياابوحسين لمادا يعاديكم الفرعون ايلا؟

1-رفضتم خطة التهجير القسرية من طوكر القديمة الي طوكر الجديدة بلا خدمات وبالتالي ضيعتم علي التاجر ايلا وشركاءه في الخرطوم مليارات الأرباح من الدولارات
2-هتفتم ضده في لقاء عقيق الشهير لا نوالي هدا الوالي وفضحتموه امام سيده وشريكه وحاميه نافع الما نافع
3-رفضتم خطة تزوير الإنتخابات الأخيرة وصوتم لصالح الشريف(ابوفاطمة) رمز النظافة والأمانة ضد رموز الفساد والتزوير البشير وايلا
4-رفضتم سياسة الإهانة وتكسير الثلج وحرق البخور ودخان الطلح الذي اصبح رمز النفاق والمنافقين اليوم
5-استضافة مناطقكم قوات مؤتمر البجا والتجمع الديمقراطي المحاربة نظام الخرطوم في ايام النضال والآن لابد ان تدفعوا الثمن غالياً بتهميشكم
6-وقفتم الي جانب رجل البحر الأحمر القوي والمناهض لسياسات ايلا الوكيل المعزول ظلماً حامد محمد علي الذي يمثل موقف سيدنا موسي من فرعون البحر الأحمر. والوحيد التي يرعب ايلا ويربك حساباته .

الأخ ابوحسين يذكر ايلا بموقف سيدنا عمر الفاروق لو ان بقلة بالعراق تعثرت لسألني الله عنها ان لم اسوي لها الطريق... ياابو حسين.. بقلة ايه ..وطريق ايه..وسيدنا عمرايه..واليكم ايلا لا يعرف ابوبكر الصديق وعمر الفاروق ولا عثمان بن عفان ولا علي الكرار ولا عمر بن عبد العزير ولا يحزنون..سألك بالله هل واليكم ايلا يقيم الصلاة ؟هل رأيته يوماً في مسجد من مساجد ولايتكم ؟ اين يقيم ايلا صلاة الجمعة والجماعات ؟هل رايت ايلا يقيم الصلاة في مسجد امانة الولاية اثناء دوام العمل كما كان يفعل حاتم الوسيلة؟ في ولايتكم تعاقب ولاة كثر من المتعافي ودكتور سعيد الحسين وبدوي الخير ةالشيخ الجليل ابوعلي مجدوب واخير حاتم الوسيلة كل هؤلاء كنا نشهدهم في صلوات الجمع والجماعات ،وبل كانوا يحرصوا حضور صلاة الجمعة مع الشيخ محجوب مصطفي الحاج هدا الرجل الذي لايخاف في الله لومة لائم. وكانوا يخاطبون الناس بعد الصلاة ويردون علي الملاحظات التي يثيرها الشيخ محجوب في قضايا الناس.هل يفعلها ايلا؟..يقول الرسول ص ادا رأيتم الرجل يرتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان .ما رأيناه بداً.. الشهادة لله..وخبرني من اثق في دينه وامانته وهو يعمل في مكتب الوالي يقول كنا في زيارة مع الوالي خارج بورتسودان ،فأقمنا الصلاة تخلف الوالي وصلي محمد طاهر محمدحسين بدون وضوء.لاصلاة من لم يتوضأ..لا دري من الذي جند يلا في الحركة الإسلامية وماهو البرنامج اللتربوي الذي كان يمارسه اخبرون ياناس يا... أسلامين..فأين واليكم من عمر الفاروق يا ابو حسين هداك الله الفرق مابين النهار والليل والنور والظلمة والنقاء والرجس والركون الي الأخرة واكتناز الدنيا وحبها .اهل طوكر وجنوبها يموتون غرقاً وجوعاً وسكان الولاية عطشاً وصيفا لافحا يشوي الوجوه ، وايلا يستمتع بإجازته السنوية بشرم الشيخ في قاًصره المنيف التي منحته له شركة النصر للطرق والجسور المصرية الذي يملكها جهاز امن الدولة .بقابل عطاءات الطرق في البحر الأحمر، ويتابع مؤشرات استثمارته في البورصات في القاهرة ودبي و ماليزيا وتركيا ..ولاية البحر الأحمر صفر في كل شئ لا ماء لا كهرباء لاصحة حتي التعليم ماشاء الله الولاية الطيش في الشهادة السودانية ..برغم الشعارات الكادبة والغير مدروسة والنظرية الفاشلة التعليم مقابل الغداء ..ياخي بلاش تنظير رجع الداخليات وخلي أولادنا يتعلموا كفانا ماعانيناه ونعانيه اليوم تهميشا من حكومة البلويت وعملاءها المأجورين من بني جلدتنا .صلاح سر الختم وزير المالية ونائب الوالي الذي يرسم الخطط التنموية للولاية هو خريج دورة في آلة كاتبة ،وكان يعمل متعاوناً مع تلك المرأة الأرترية الأصيلة هيلن منقريوس التي خدمت الأقتصاد السوداني وكانت تملك سطولاً من الناقلات البترولية وشاحناة البضائع في سبعينات وثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي ،عندما كان ملياديرات الإنقاذ الجدد اليوم من جملة الفقراء والبائسين في قاع المجتمع يسكنون في اخواخ الطين وبيوت الصفيح ورواكيب البروش وصنادق الخشب.استولي صلاح سر الختم علي جميع ثروة هده المراة الإرترية بواسطة جهاز الأمن عندما ساءت العلاقات بين ارتريا والسودان في 1997م . وتم طردها وترحيلها الي ارتريا بعد تجريدها من ثروتها لصالح صلاح سر الختم لأن شركتها كانت مسجلة بإسمه وهو كان يأخد نسبته في الأسم فقط .لأنها أجنبية لايسمح لها بتسجيل الشركة باسمها.لكن انقلب عليها واستولي علي اموالها وارصدتها في البنك وعرباتها ،واصبح صلاح سر الختم بين عشية وضحاها ملياردير ضمن القطط السمينة .وعلي الحكومة الأرترية ان تطالب بإرجاع ثروات الأرترين التي نهبت بواسطة الأجهرة الأمنية لصالح اعضاء النظام ..واليوم صلاح سر الختم وزير المالية ونائب الوالي ورئيس الغرفة التجارية لنقابة ناقلات البترول ومن كبار مدخني الطلح لإيلا ، ومن اساطين البلويت المتأمرين علي ابعاد ابناء البجا من وظائف الواصفات والمقاييس ...نواصل ..
 
طوكر وغزة ... وجه الشبه!!!

نحمد الله حمدا كثيرا في طوكر باننا لم نصل مرحلة الحصار الاسرائيلي علي غزة الصامدة وان كان هنالك تشابه كبير بين المدينتين ، نستعرضه في ما يلي:
الصمود والصبر ، ومناجاة الله ليرفع عنا هذا الكرب والضيق، هو الشبه الاجمل لان الشكوي لغير الله مذلة .
تدني مريع جدا في الخدمات كافة من كهرباء ومياه وصحة علاجية وصحة بيئة . ونركز حديثنا عن طوكر الصامدة ، لاسيما وأنها سوف تمر علينا بعد ايام ذكري مرور عام كامل على انقطاع الكهرباء عن المدينة بعد تلف الوابورات والتي لم يهتم احد اطلاقا بامر صيانتها والان نحن نستظل بظلال شهر رمضان الكريم ، ويحق لنا ان نسال هل سيستمر الظلام في شهر الخيرات والتراويح والقيام ؟! من يتصدي لحصد الحسنات ،وخير الدعوات من اهل طوكر المدينة ، ليكسب نور الله في الدنيا والاخرة .

عمت كهرباء سد مروي كل بقاع السودان الشمالي واجزاء من الشرق، تكرموا علينا اذن بالوابورات التي كانت تنير بورتسودان !!
كنا نقيم صلاة التراويح في حرم الجامع الكبير لان داخل الجامع مع هذا الصيف لا يحتمل حتي مع وجود المراوح خاصة وان وابور الجامع – وان كان يعمل الان، لكنه يحتاج لصيانة عاجلة والا فمصيره ان يلحق بوابورات كهرباء المدينة . حرم الجامع الكبير يا اخواني المسلمين يعاني من كثبان التراب الهائلة التي تحيط بالجامع من كل الجهات وتحتاج لعمل عاجل بالقلابات لخارج المدينة ،وليس طرحها امام الجامع لانها ستتكون مرة اخري العام القادم. وهذا الامر سيقودنا للحديث عن الحزام الاخضر من الجهة الجنوبية من المدينة وسنتحدث عنه المرة القادمة. اوجه ندائي للاخ الكريم وزير التخطيط العمراني بالولاية التصدي للقيام بهذا العمل الخيري ونيل الاجر والثواب في هذا الشهر العظيم .اهل طوكر البسطاء لا يريدون (شوارع اسفلت) ولا (كرانيش) يريدون وابورات لتوليد الكهرباء وانارة منازلهم في هذا الشهر الفضيل ودعم محطة (كرمبت)بالجازولين ليستمر ضخ المياه للمدينة .
هلمو بنا لحصد الحسنات في شهر رمضان ورفقا يأهل طوكر.
عماد عبدالرازق فرح - مكتبة التحرير-طوكر
 
حديث المدينة
ما الذي يحدث في شرق السودان..
عثمان ميرغني

لا أخفى عليكم قلقي على ما نسمعه من أخبار شرق السودان.. وليس مصدر قلقي ما طفى على صفحات الصحف في الآونة الأخيرة عن المعركة بالكراسي في داخل أسوار حزب المؤتمر الوطني هناك.. فلربما كانت مجرد "تفاهمات" حول الكراسي.. حُسمت بالكراسي.. لكن ما يقلقني ما تعرض له زميلنا الصحفي الشاب عبد القادر باكاش.. وهو مدير تحرير صحيفة "بروؤت" الاقليمية التي تصدر في البحر الأحمر أسبوعياً.. وهو مدير تحريرها (ومراسل الزميلة السوداني في ذات الوقت).. كتب مقالاً في عموده الراتب تحت عنوان "البيان الأول".. حشد فيه كثيراً من العاطفة والخوف أن ينزلق الشرق إلى منحنى المطالبة بتقرير المصير.. وما فهمته من المقال بعد أن قرأته مثنى وثلاث ورباع أنه يقصد التحذير وإضاءة الأنوار الحمراء وقرع الأجراس.. لكن شدة رد الفعل إذ جرى اعتقاله وأُرسل إلى الخرطوم وينتظر حالياً في سجن كوبر.. جعلتني أحس بأن الأزمة ليست في المقال.. بل في – ربما- معلومات لدى الجهات الرسمية عن "كواليس" المقال.. وكانت تلك بالضبط سبب معركة (الكراسي) التي دارت ونقلت أخبارها صحف الخرطوم. يبدو (وهذا تحليل من عندي) أن لدى الجهات الرسمية معلومات عن شيء ما يدور وراء الكواليس في الشرق وتتحسب له بكل هذه الحساسية العالية.. ولكن أليس الأجدى أن ننظر للوضع في الشرق كله بمنظار غير الذي رأينا به كثير من معضلات البلاد الأخرى.. شرق السودان.. وفي عز عهود الاحتراب في التسعينيات من القرن الماضي ورغم وجود أكثر من حركة مسلحة من شرق السودان إلا أن أهله لم يمارسوا قط تدمير الذات.. كانت حادثة واحدة فقط في بداية التسعينيات حاول البعض تفجير الكبري الذي يعبر فوقه طريق الخرطوم – بورتسودان وانفجرت العبوة فيهم.. ثم اتضح أنها كانت من تدبير وترتيب أبناء الذوات في قلب الخرطوم. حتى في أفجع لحظات الاحتراب مارس أهل الشرق شرف الخصومة الفاضلة.. ولم يدمروا اقليمهم كما فعل – بكل أسف- أبناء دارفور ولا زالوا.. ولحسن حظ الشرق.. أن الأموال التي توفرت من مؤتمر الكويت تكفي لإقامة مشروع "مارشال".. يجعل من الشرق جنة السودان ومخزونه المكتنز بعافية الموارد.. لماذا لا نحاول الرهان على كل هذه الأصول الثمينة في الشرق.. إنسان مبدع خلاق راقي.. وموارد موجودة وأخرى موعودة.. بدلاً من السير في مسالك المواجهة في أي مستوى أو مجال.. أتمنى أن يطلق سراح زميلنا عبد القادر باكاش.. فوالله العظيم ما رأينا في هذا الشاب إلا الصدق والحرص ونبل المقاصد. ولنضع في اعتبارنا أن إثارة الدخان في سماوات الشرق قد تشوش على المانحين الدوليين وربما يقبض البعض يده بعد أن بسطها بالوعود.. فنفسد بأيدينا ما بذلت فيه الشقيقة دولة الكويت كل جهدها من أجل إنسان الشرق..
التيار
 
تداعيات الخلاف في الشرق وماوراء الحجب
عمادالدين ضرار

يبدو ان مجرى الامور بين السيد ايلا ومركزه قيد التأرجح مابين القبول والخوف .القبول بالتنازلات والعروض التي تم تقديمها له .والخوف من مآلات ما بعد الوضع .وبحكم طبيعة الرجل الجانحة للذكاء والتنبه لماهوآتي والود الذي فقد بينه وبين مركزه فقد يتوقع الرجل بأن هذه العروض والتي يسيل لها اللعاب قد تعتبر جزره لجر الفارالي المصيدة .واحكام قبضتها عليه وتحجيم مكانته المتنامية في الظهور والسيطرة علي طموحه الجامح .ومابين جزرة النظام وعصاه وتمنع ايلا مابين القبول والرفض تبرز عدة معطيات .
اولا ان السيد ايلا صنيعة نظام مؤسسي وبالتالي يتبع منهجية ذات اطر محددة ومن المفترض به ان لايشذ ويخرج عن طوع المؤسسية والا فالنسيان مكانه وهذاابسط عقاب فمثل ماتم صنعه يتم تدميره.وبما ان الرجل عقله راجح رفض كل العروض التي يسيل لها اللعاب من قبل المركزخوفا من المصيرالمحتوم ويريدضمانات اكثروصلاحيات اوسع وهذا ما ترفضه المؤسسية .ولكن الذي يدعوا للريب هو قدوم السيد النائب الاول بدلا من السيد نافع وهو المعروف بميله لايلا ؟؟وقد كان السيد ايلا من الذكاء بمكان بأتباعه سياسة الباب الموارب لاهو مقفول ولا هو مفتوح قابل لكل التأؤيلات قد يصدق بعضها وقد يخطئ .ولكن الذي يهمنا في هذا السياق هو ان الشرق اضحى بمثابة حصان طراودة لهذا التحاور ما بين ايلا والمركز ففي كل الاحوال يخضع الوضع للعرض والطلب في عملية البيع المشؤمة بين اقطاب النظام الحاكم يتم بيع الشرق في سوق ليس للاخرين رائ فيه وفي ركن قصي من المشهد يجلس السيد اسياس ممسكا" بروزنامة مطالبه وشروطه فهو ركنا اساسيا في معادلة الوضع المتأزم بين القطبين فهو يمثل العمق الاستراتيجي لاي محاولة يقوم بها الاخير وفي نفس المقام لديه اجندته التي يحبكها بطريقة يحسد عليها وايضا الشرق هوالذي يمثل محور معادلته المطلبية التعسفية التدميرية .ويلوح باوراقه للنظام الذي يتنازل في كل حين وما تهافت السيد نافع لاسمرة منا ببعيد ,اذا وبناء عليه نجد انفسنا رقما يتم تداوله في كل بنود اللعبة مابين رحى العرض والطلب بينالاطراف الثلاثة. وكلها قد تتفق علي مكرها علي تهميش الشرق والعمل علي الحيلولة دون ان تكون له قائمة بل يظل اسيرا" لثالوثه المرعب والموغل في الظلم (الفقر والجوع والمرض) .قد يردد البعض ان نظرية المؤامرة غير واردة في كل ما تم سرده وقد يتفق البعض مع جزئيات منها ويختلف مع الاخر وقد يتفق من يتفق . ولكنها تكون في الاخر تحليل لما يجرى من امور تتشابك وتتداخل مع بعضها ولكنها تتفق علي احجام ابناء الشرق والنيل منهم بشتى الطرق .ان الناظر لوضع الشرق ولمدى الظلم الموغل في التجني عليه من قبل اركان النظام الحاكم وممارساته البائنة للناظر يدرك جليا" ان الشرق مقبل علي عمل كبير وتخطيط بارع في الدقة .قد تتفق وتختلف مع اركان النظام في بعض الامور وان احجام المسؤلين وعدم توضيحهم لما يتم تداوله عبر المنابر الاعلامية والالكترونية يدعوا للتسأل والدهشة اذااخذنا فيالاعتبار ان والي البحر الاحمر يعتبر من المقربين داخل اروقة النظام والحركة الاسلامية .
والذي يدعواللريبة هوسياسة الصمت المتبعة في التعاطي مع الامور . ان الوضع في شرق السودان ليس كما ينبغي ان يكون لساكنيه من عدة نواحي اعتبارية لوافترضنا حقوق المواطنة للوطن وحق الوطن لمواطنيه ولكن المتأمل للوضع يدرك جيدا حجم التهميش الكارثي الذي يتعرض اليه الشرق من قبل آلية الحكم والانكى من هذا كله انهم يتمادون دون ارعاء الآذن انتباهة .لما يجري وانها بفعلها هذا تكون كالذي يصب الزيت في النار بدلا من الماء وان لكل فعل رد فعل موازي له وقد يكون اشد منه احيانا .ولكن بعد كل هذا علي المتأمل ان يدرك بأن الوضع بحاجة الي وقفة مع النفس والتعاطي مع الامور بمنظار آخرعشما" في وحدة وتماسك هذا الوطن دون الاجترار لمغبات ومألآت ماهو مقبل من تداعيات قد تودي بمزيد من الاحتقان . ولنضع في الحسبان ان هناك ماوراء الستار من هو مختبئ خلف بنوده المطمعية التوسعية الداعية والساعية الي زعزعة هذا الوطن بكل مرتكزاته الاثنية والعرقية وجرها الي آتون المستنقع الآسن............
 
الاخ الفاضل /سوركناب ..لك التحية
وبعد...........
ما كتبته عن ماساة الشرق يعبر حقيقة عن الكارثة ,,,وفعلا رصدت باحترافية ومشاعر سيد الوجعة ملامح الجريمة النكراء والتي في تقديري ليست وليدة اليوم انما هي تراكم لحقب تاريخية تعاقبت على مصادرة حقوق انسان الشرق ،وانا اتفق معك تماما ولكن حتى لا نتحول إلى ظاهرة صوتية فارغة ...نامل ان نقفز الى خطوات اكبر تبدأ بالتصالح مع الذات وترتيب البيت من الداخل دون اقصاء أوتهميش او احتكار للصوابية والاحقية والحكمة ...علينا أن لا نستجدي حقوقنا بل ان نملي شروطنا وان نتجاوز هذه القيادات الشيطانية التي سطت على ثورة الغلابى وامتطت ظهرها ووصلت لغاياتها المحدودة والمريضة احتفاء بالقصر وبهرجة المراسيم وسيارات الفي بي وتعاميهم وتجاهلهم لمطالب الملايين ....نعم يجب ان نتجاوزهم ونؤكد احتقارنا لكل من يخون قضية الشرق المحروم من ادنى معطيات التنمية في الارض او الانسان ولنبدأ مسيرة الالف خطوة من خلال اعادة بناء الانسان وصياغة وجدانه وعقله وفق رؤية إنسانية متجردة ترنو الى الغد بتوقد وامعان وبصيرة نافذة كزرقاء اليمامة أي العمل الدؤوب والمستمر في احداث انقلاب تغييري في منابت الوعي عند البجاوي وهذا قد لايتاتي في العاجل وقد يستغرق وقتا ولا يهم فمعظم الحركات التاريخية ذات البصمة في التحولات الاجتماعية لم تاتي بين ليلة وضحاها ..فالتغيير في الوعي الوجودي وفي نظرتنا لما حولنا هو المخرج (لايغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم) ولعلنا نحلم والحلم مباح والحلم هو احد مفتايح النجاح والبلوغ نحو الاشواق والغايات فذلك اوباما كيف حقق حلمه ووجوده .........لا باس فقد طرقت اخي موضوعا هاما متزامنا مع غضبات الشعوب من حولنا ......وحتى ذلك الحين لاولن نقف نتفرج في المسلسل بل نجاهد بكل الادوات وتحت كل المستويات حتى لا يسرق المال الذي تدفق من الخيرين لاعمار الشرق من خلال المتابعة اللصيقة وال
 
طوكــــــــــــــــــــر ..لمن تشتكــــــــــي؟؟
مواصلة للمقال السابق نكمل ما شهدنا وشاهدنا من الانقباض والعزلة التي تعيشها طوكرفي شتى مناحي الحياة ونحن عابري سبيل وماذا كنا نرى إذا طال بنا المقام وهذا ما كنا نتمناه لا لنتسلى أو نشمت بل لنعكس الصورة كاملة من غير شوائب ،وإذا حاولت أن تتلمس أي جانب من الجوانب لأغناك ما فيه من مثالب عن الذي يليه،ففي مجال التعليم مثلاً تعتبر طوكر من أسوأ المحليات مستواً وإجلاساً وبيئة مدرسية ،أما عن الصحة فحدث ولا حرج لانها تفتقر لادنى مقومات الرعاية الصحية الاولية وأن المستشفى موجود كمبنى ولكنه أفرغ من فؤاد أم موسى !حيث لا أطباء ولا دواء ولا معدات وتتكالب عليه الرمال كتكالب الاكلة على قصعتها !!وبرغم من ذلك يجبرك سلطان المرض بالذهاب إليه وفي هذه الحالة عليك أن تضمن( البطارية)قبل التفكير في الكبسولة وإن لم يكن بمقدورك شرائها إستلفها لأن هناك ظلمات بعضها فوق بعض ،أما جانب المياه والذي يعتبر من أكبر المشكلات بالولاية إلا أن طوكر كانت أفضل حالاً في ما مضى بفضل كرمبت والتي كادت أن تتوقف وما اتفه سبب توقفها هوعدم توفر الوقود والصيانة والمضحك أن الولاية تبرعت لكسلا بوابورات مما دفع مزارعي كسلا بشكر الوالي وهذا ما صار يتبارى فيه الجميع اما قول الحق لم يجد ناطقا.. فان هذا العطاء يعتبر عطاء من لا يملك لمن لا يستحق،( وكما يقول المثل الشعبي الزيت الما يكفي ناس البيت حرام على الجيران ) وايضا يقول أهل كسلا: جابوها عشان يعذبونا بيها ذي ما عذبو ناس بورتسودان وهذا ما هو حاصل لكسلا التي إمتلأت ضجيجاً وإزعاجاً بسبب إنعدام الكهرباءوإنتشار اللسترات شفاهم الله من هذه العدوى!!!
أما عن الوضع المعيشي فالموسم متوقف لعامين بسبب شح الامطار وما جرى للخور في العام السابق ومما يعيشه أهل طوكر من غلق هذا الموسم لان الامر ما زال بلا معالج ولا علاج، ومما زاد الطينة بلة إيقاف الذرة القادم من القضارف بقرار وتم إٍستبداله بالمخزون الاستراتيجي الذي كان يقدم للطلاب في عملية الغذاء مقابل التعليم والذي يعتبرمن أفشل السياسات حسب وصف التربويون لان نظام الداخليات الذي كان قائماً يعتبر هو الافضل والانجح ،وان هذا المخزون المستبدل لا تستطيع أن تميز بينه وبين التراب شكلا ومذاقا ولكن الجوع كما يقال كافر...وومما لفت إنتباهنا أن الجميع يبيع ولا أحد يشتري فهذا يحمل حزمة من الحطب وذاك يجلس حائراَ وتلك تنزوي في ركن بكوم ٍ من البيض للحصول على جنيه أو جنيهان تسد بهما الرمق وليتها تجد مشترياً. شعب أينما تولي وجهك تقابلك معاناته ويطاردك شبح بؤسه، في الطرقات والبيوت شبراً شبراً وخطوةً خطوةً بشراً ودواب الجميع ينظر الى السماء بغية الفرج وتقرأ وتحس بانفاسهم وتجاعيدهم وهي تردد نعم للتغيير.. وتشاع الهمسا تٍ بينهم وأحياناً تعلو بعض الاصوات لتقول يسقط كل ظالمٍ فاجر وكل ساكتٍ عن الحقّ فأن لم يكن اليوم فغدا ًوذلك ليس ببعيد.
 
آه يا بلد آه يا سودان أستضفت من كل أفريقيا جنوباً و غرباً و شرقاً و قسمت من قوت أبناءك و أكرمت و ماذا وجدت و ما الذى انبت!!!!
ابن الشمال الكادح الذى لم يمل و لم يكل و قارع الصحراء و صعابها بارادته دون مساعدة من أى حكومة ليخرج منها قوتاً له و لابنائه .. أبنائه الذين آثر ان يدفع بهم بالتعليم من عرق جبينه و فى كثير من الأحيان خصماً على راحته و أهم متطلبات حياته ...
أما آن لنا أن ننظر فى موضة التهميش هذه....
 
وما زالت الازمة قائمة

طوكر ازماتها متكررة بعضها مرتبط بمشكلات الطبيعة التي تعطيها الخير والشر حسب فصولها فهي حبيسة الهبباي وفيضان خور بركة والذي يحمل النعمة وضرتها وسبحان الله حتى الجفاف يابى الا المشاركة في ضرب انسان طوكر وهذه كلها مصائب طبيعية لا يسأل عنها الانسان الا في المقاومة والمكافحة والتعامل الرشيد .ولكن طوكر المسكينة التي لا تساهم الا بالخير لا تلقى الا الاهمال والصدود من انسان الشرق الذي يحكمها بالظلم والطغيان وهو واليها الموقر ولا تلقى التفاتة من اهل المركز (البعيد من العين بعيد من القلب ) وحتى الاحزاب التي حاربت في شرق السودان ضد الحكومة لم تترك في ذاكرة اهل طوكر الا الموت والتسبب في حكم الطوارئ .مسكينة انت ياطوكر لا حبيب يبكيكي ولا طبيب يشفيك .
 
البحر الأحمر.. المواطنون يطالبون بالعدل والمساواة
طالب عدد من قيادات ومواطني ولاية البحر الأحمر، الحكومة المركزية بدراسة حالة الولاية التي ظلت منذ خمس سنوات على سطح صفيح ساخن تسيطر عليها الخلافات والصراعات المختلفة التي أرجعها الكثيرون الى مشكلات في طريقة الحكم والتنمية والخدمات. وأشاروا إلى ضرورة مواجهة الحقائق على الأرض، وعدم اتباع سياسة دفن الرؤوس في الرمال خوفا وهروبا من واقع ظل سكان الولاية ينشدون تحسنه نحو الافضل، غير أنهم أكدوا فشل كل المحاولات الرامية الى إيصال أصواتهم الى المركز الذي قال إن مسؤوليته تحتم عليه معرفة ما يحدث بكل الولايات والتدخل من أجل مصلحة المواطنين، وتمنوا ان يكون الوالي الدكتور محمد طاهر إيلا العائد من رحلة استشفاء قد راجع سياسته السابقه، وجاء بخارطة عمل جديدة تقنع المواطنين.
وسألت «الصحافة» عدداً من القيادات والمواطنين عن مشكلات الولاية التي تعاني بسببها، وكيفية الخروج من ازماتها المتكررة على الأصعدة كافة، خاصة المتعلقة بالتنمية والخدمات. وفي هذا الصدد يشير رئيس المكتب الانتقالي للاتحادي الديمقراطي المهندس معتصم عز الدين، الى أن مشكلات الولاية الحقيقية تتمثل في سم الجهوية القاتل الذي تفشى في جسد الولاية، وبات من أكبر المهددات، وقال إن الماضي القريب للبحر الأحمر كان يشير الى أن التمسك بالقبيلة لم يكن معروفاً، وان الحديث كان عن قومية البجا والشماليين فقط، غير أن ذلك تغير ووصل الحال الى مرحلة متأخرة، وأصبح الحديث عن بطون القبائل والعموديات. وأكد ان الجهوية تفرز العديد من الأضرار على رأسها تمزق النسيج الاجتماعي وظهور المحسوبية الجهوية والحزبية. وقال إن هذا الأمر يقود الى الغبن والحساسيات. وطالب بضرورة محاربة الجهوية والمحسوبية اللذين وصفهما بالمرضين القاتلين، وقال إن العديد من الدول تقدمت وتطورت بعد أن حاربت الجهوية والمحسوبية.
ومن جانبه كشف عضو تشريعي الولاية حامد إدريس، عن عدم اهتمام حكومة الولاية بمشكلات المواطنين الحقيقية المتمثلة في الخدمات، التي قال إنها تشهد تردياً كبيراً في ظل تركيز السلطات المحلية على الكماليات والمظاهر التي لم يستفد منها المواطنون، بل اورثتهم فقراً ومرضاً وجهلاً، وقال إن الولاية تعاني من غياب العدالة في التنمية التي تحظى بها محليات وتفتقدها اخرى لعوامل سياسية بحتة وأن البطالة استشرت لأسباب كثيرة ابرزها ايقاف التعيين الحكومي منذ خمس سنوات، علاوة على الاضرار التي لحقت بشريحة عمال الشحن والتفريغ التي أصبح معظم منسوبيها عاطلين عن العمل. وطالب ادريس بالاهتمام بالتنمية المتوازنة وعدم تدخل الحزب الحاكم في شؤون الإدارة الاهلية التي اعتبرها الضامن لوحدة النسيج الاجتماعي بالولاية.
فيما يرى القيادي محمود محمد علي بدلي، أن سياسة تكريس حكم الفرد وانعدام الشورى واهدار المال العام من ابرز المشكلات التي تعاني منها الولاية، وقال إن هناك ظلماً قد حاق بالمواطنين جراء سياسة حكومة الولاية التي قال إنها فشلت في اقناع السكان بجدوى مشاريعها التي أورثتهم الفقر، كما تمنى بدلي أن يتعامل المركز مع ولاية البحر الأحمر بمزيد من الاهتمام والتركيز وعدم ترك الحبل على غارب والي الولاية ليفعل ما يحلو له من تجاوزات مرفوضة، وقال بدلي إن المركز مطالب بالاجابة بكل شفافية على السؤال المهم «هل يعارض مواطنو الولاية النظام أم يطالبون بحقوق وخدمات»؟ واشار الى أن إجابة المركز على هذا السؤال بكل وضوح وعدالة تمثل الحل الجذري لمشكلات وقضايا الولاية.
ويرى محمد آدم الطيب رئيس حزب الامة القومي بالبحر الاحمر، أن مشكلات الولاية تتمثل في غياب مبدأ ترتيب الاولويات الضرورية، وقال إن سياسة الولاية تجاه تنفيذ المشاريع تحتاج لاعادة نظر ودراسة، وأضاف قائلاً إن مشكلة مياه الشرب يجب أن تحظى بكل الاهتمام، وان توجه نحوها معظم الموارد، وذلك لأن حلها يمثل فتحاً للعديد من القطاعات الزراعية والصناعية التي من شأنها استيعاب ايدي عاملة وتوفير الاستقرار، وأيضا لا بد أن تعمل حكومة الولاية على اعادة النظر في سياستها تجاه مستشفى بورتسودان الرئيسي الذي بات في حالة يرثى لها من التردي الذي لا يعجب ولا يسر، وتأهيل المستشفى وجلب كوادر ومعدات طبية متطورة بات أمراً ملحاً وضرورياً، وذلك لأن معظم أهل الولاية لا يملكون المال الذي يتيح لهم التوجه صوب المستشفيات الخاصة. وهناك امر ثالث لا بد من الاشارة اليه، وهو ان الدولة انتهجت الحكم الفيدرالي من اجل تقصير الظل الاداري، ولكن هذه السياسة غير مطبقة على أرض الواقع، والدليل على ذلك أن معظم المعاملات المختلفة للمواطنين تتم في العاصمة رغم وجود مصالح ومؤسسات مركزية بالولاية، ومن أجل تقصير الظل الاداري قولا وفعلا لا بد أن تعطى هذه المؤسسات المركزية صلاحيات واسعة وكبيرة، وبصفة عامة ولاية البحر الاحمر تمتلك عوامل التقدم والتطور، فقط تحتاج الى إدخال تغييرات في سياسة المركز وحكومة الولاية في التعامل مع القضايا والأولويات.
ومن جانبه يرى الفريق شرطة عثمان فقراي أن موقع الولاية المتميز وامكانياتها الاقتصادية الضخمة وضعاها خلف العاصمة القومية من حيث الأهمية والتأثير الاقتصادي في البلاد. واضاف قائلاً إن الولاية في السابق كانت مكتفية بمواردها ولم تواجه عجزا في موازنتها وذلك منذ عقود مضت، ولكن أخيراً اضحت تواجه معاناة حقيقية في ميزانيتها، ووصلت مرحلة عدم صرف حقوق المعاشيين والعاملين، وهذا الامر يعود الى سياسة التنمية المقلوبة التي انتهجها الأخ ايلا الذي ركز على السياحة والطرق ووجه نحوهما كل موارد الولاية، فيما أهمل الخدمات الأخرى كالتعليم والصحة، وطال الاهمال الريف، ونتيجة للاولويات المقلوبة تراجعت الولاية في التعليم والصحة. وأبرز الأشياء التي تحتاج لمعالجة من الأخ الوالي أن يعطي مساحة للرأي الآخر ويستمع إليه ولا يتعامل معه بحساسية زائدة، وذلك لأن الشورى امر مهم وضروري للتطور والتقدم، ونص عليها الدين الاسلامي. وبصفة عامة لا بد أن يرتب الأخ ايلا اوراقه، ونطالبه بالجلوس والاستماع الى كل الوان الطيف السياسي بالولاية.
إذن هذا يتمنى وذاك يطالب.. وآخر يناشد، وما بين الآراء المعارضة لسياسة الوالي والمؤيدة لها، يؤكد الكثيرون أن الدكتور محمد طاهر إيلا مثلما نجح في بعض الملفات فإنه مطالب بجملة من الإصلاحات الضرورية، ونفض الغبار عن ملفات أخرى كاد يطويها النسيان، وذلك لتمضي الولاية نحو ما ينشده سكانها.
 
نحو وضع حد لمعاناة انسان الشرق
.. بقلم: د. ابومحـمد ابوامـنة

يجب علي الحادبين من ابناء الشرق تقييم الموقف السياسي تقييما واقعيا ومن ثم السعي لتنشيط تنظيمهم التاريخي ليواكب ما يجري من احداث, واضعين في الاعتبار التفكك الذي حل بالسودان, والذي كما تشير بذلك الكثير من الدلائل قد يشمل جنوب كردفان وجنوب النيل الازرق ودارفور وشرق السودان.
كما تعلمون فان البجا يشكلون اثنية خاصة لها تاريخها وثقافتها وعاداتها ولغاتها الخاصة ولها منطقتها الجغرافية المترابطة, التي تمتد من بئر شلاتين في اقصي الشمال الي خور الخياري جنوبا, ومن ساحل البحر الاحمر شرقا حتي حدود الاقليم الشمالي غربا.

بالرغم ان البجا لعبوا عبر التاريخ دورا فعالا في الدفاع عن الغزاة الاجانب وشاركوا في الكفاح ضد الاستعمار البريطاني وقدموا عشرات من الضحايا في معركة الجمعية التشريعية وتصدوا لكل النظم الديكتاتورية, الا انهم لا يجدون غير التهميش والاذلال من قبل كل الحكومات سواء كانت عسكرية او مدنية. انهم يدوسون علي وجداننا وعلي ثقافتنا وثراثنا.
ان الحكومات التي تعاقبت علي الحكم منذ الاستقلال وحتي الان سارت في نفس الطريق المتمثل في فرض هيمنة اواسط البلاد علي السلطة، وطبقتها الراســمالية علي الاقتصاد، وبتركيزالتنمية علي اواسط البلاد، وفرض ثقافتها ومعتقداتها الدينية ولو بقوة السلاح علي الاقاليم الاخري وتهميشها. لقد طالب البجا منذ الخمسـينات من القرن الماضي بالحكم الاقليمي وبالمشـاركة في السلطة وبتنمية منطقتهم فاتهموا بالعنصرية والجهوية وعرض وحدة البلاد للخطر.
كلما رفعوا صوتهم بأبسط المطالب انهـالت عليهم مطرقة الاتهام بالعنصرية.
فمرحبا بالعنصرية لو كانت تعني التحرر من العبودية والاذلال والانعتاق نحو حياة حرة شريفة.

فالبجا يعيشون اليوم كما عاشوا قبل قرون وقرون مضت, في فقر ومرض وجهل وانسان الشرق يجاهد في سبيل جرعة الماء ولقمة العيش . فقد اتسع نطاق الفقر، وانتشر الجفاف والتصحر، وتتوالي المجاعات وتعم امراض سوء التغذية وضعف الدم و السل، ونسبة هذه الامراض هي الاعلي في العالم كما تشهد بذلك دراسات هيئة الصحة العالمية ووزارة الصحة..
ان السيطرة والهيمنة والتهميش التي فرضتها حكومات اواسط البلاد هي التي ادت الي الحروب والاقتتال وتفكيك الدولة.
باستغلال الجنوب سيواجه سودان الانقاذ عهدا مظلما.

البجا سيتعرضون لأسوء استغلال,هم مقبلون علي عهد أكثر سوادا. فستزداد معدلات الفقر والجوع بشكل لم يسبق له مثيل في البلاد.
لن تخدعهم مؤتمرات للتنمية كالتي عقدت في الكويت او في غيرها من المواقع, لقد شبعوا وعودا فوق وعود. علي البجا ان يتحركوا اليوم دفاعا عن انفسهم وقبل فوات الاوان..
لابد من التحرك لوضع حد للاوضاع المأساوية التي يعيش تحتها انسان الشرق.

لذلك تنادي القيادات البجاوية في الخارج بضرورة توحيد الصف البجاوي في الداخل والخارج حول الاهداف التاريخية للتنظيم, وبانتخابات للمكاتب في كل المحليات والاقاليم.
لابد من عقد لقاءات بين القيادات في مختلف المحليات ثم علي مستوي اعلي للتفاكر حول قضايا المنطقة التاريخية ورسم الخطط لتحقيقها ثم التفاكر لخلق قيادة فعالة موحدة من عناصر صلبة ومخلصة للقضية.

خلق قيادة واعية وثورية لمؤتمر البجا صار ضرورة لا يمكن تجاهلها.
دون خلق التنظيم الموحد تحت قيادة واعية وثورية سيصبح تحقيق امالنا في شرق مزدهر مجرد احلام..ـ
غياب القيادة الصلبة, المناضلة, المتفانية, سيمهد الطريق للانتهازية لتتسلل محاولة القضاء علي التنظيم وعلي تطلعاتنا التاريخية.
 
مجـاعة الشرق.. (الكلام دخل الحوش)
تقرير: صديق رمضان :

اسهمت إتفاقية سلام الشرق التي ابرمت في 2006 بين الحكومة ومكونات الشرق السياسية التي رفعت السلاح في وجه الخرطوم منتصف العقد الماضي في إيقاف صوت البندقية ،غير ان الاتفاقية وبحسب مراقبين لم تلب طموحات سكان الاقليم الذي لاتزال اجزاء واسعة منه تشكو الثالوث القاتل (الجهل ،المرض ،الفقر ) وهو الأمر الذي جعل الإقليم يشهد تململاً وحراكاً كبيرين قابلته الدولة بخطوات سياسية واقتصادية متسارعة للحيلولة دون عودته لمربع الحرب، الا ان هذه الجهود لم تثن احزاب وقيادات بارزة بالشرق من التحذير اخيرا من مجاعة تلوح نزرها في الأف?، مشيرين الى ان هذا الامر من شأنه تدويل قضايا الاقليم وتأزيمها أكثر مما هي عليه.
وحتى وقت قريب كانت قيادات باحزاب الشرق تحذر من احتمال وقوع ازمة انسانية بالاقليم وتطالب المركز بالتدخل لانقاذ السكان خاصة في المناطق المتاثرة بالحرب من شبح ضعف الموارد والجوع والمرض، وكانت هذه القيادات تتحاشى الاشارة مباشرة الى وجود فجوة غذائية تهدد حياة السكان، ولكن اخيرا بدأت هذه الاحزاب والقيادات تجهر بوجود مجاعة بالشرق وتشير الى ان المواطن يواجه ظروفا حياتية قاسية تختلف عن تلك التي يرزح تحت وطأتها سكان الولايات التي تشهد مواجهات عسكرية بين الحكومة وحركات مسلحة، وهذه الجزئية كان قد تحدث عنها تقرير صندو? الامم المتحدة الانمائي الذي اشار الى ان الحياة في اقليم الشرق اكثر بؤسا من اقليم دارفور الذي ظل يشهد توترات امنية منذ العام 2003 .
ولأن حقيقة وجود ازمة غذائية بالشرق لم يعد امرا خافيا انتقلت مكونات الاقليم المختلفة من مربع حديث الدبلوماسية الى الجهر بالخطر القادم، وفي هذا الصدد حذر حزب مؤتمر البجا من مجاعة وشيكة فى شرق السودان بسبب شح الامطار وارتفاع اسعار الحبوب الغذائية ودعت اللجنة المركزية للحزب فى البيان الختامى في الاجتماع الذى عقد اخيرا برئاسة رئيس الحزب موسى محمد أحمد مساعد رئيس الجمهورية دعت الحكومة لاتخاذ التدابير اللازمة لكبح جماح ارتفاع الاسعار ومنع حدوث كارثة إنسانية فى الاقليم على نحو ما حدث فى الصومال، وفي ذات ا?اتجاه ذهبت وزيرة الدولة بالعمل ورئيسة حزب الشرق الديمقراطي آمنة ضرار التي قالت إن شرق السودان يعاني مجاعة حقيقية كامتداد طبيعي لموجة الجفاف التي ضربت منطقة القرن الأفريقي بفعل إنعدام الأمطار، وأكدت ضرار أن تبعات ذلك ستلقي بظلالها على الإقليم الشرقي لعام قادم كحد أدنى، وقالت خلال حوار تلفزيوني مع برنامج على قناة الشرقية نيوز الفضائية ومقرها لندن، أن الحكومة السودانية على علم تام بتداعيات هذه الفجوة وتعمل على تلافي آثارها، واشارت الوزيرة الى أن وزارة العون الانساني السوداني ستبدأ تسيير قوافل غذاء خلال فترة ?جيزة، مشيرة الى ان شرق السودان جزء لا يتجزأ من القرن الافريقي، وقالت « نحن قلنا أننا أيضاً نعاني مجاعة والآن نسير قوافل لتقديم العون الغذائي ونطالب الحكومة القيام باللازم ولن نتوانى للحظة في اللجنة التنفيذية العليا لطلب العون»
عضو المجلس التشريعي بولاية البحر الاحمر حامد ادريس قال في حديث لـ(الصحافة) عبر الهاتف امس أن 150 ألف شخص من سكان منطقة جنوب طوكر بولاية البحر الاحمر الحدودية مع اريتريا يعانون من الجوع والنقص في مياه الشرب وانعدام الخدمات الصحية .منبها الى أن السكان الذين يعيشون في 40 قرية في هذه المنطقة يعانون الجوع لانهم فقدوا اراضيهم التي كانوا يزرعونها في مشروع طوكر الزراعي بسبب انتشار شجرة المسكيت التي غطت كل الارض ومنعتهم من زراعة محاصيلهم الغذائية».مشيرا الى ان «المواطنين ليس لديهم مصادر لمياه الشرب ويعانون نقصا في?الخدمات الصحية. اضافة الى مشكلة انتشار الالغام الارضية في المنطقة وهي الغام زرعت اثناء الحرب الاهلية (1994-2006) واكد النائب انه راجع المسؤولين في حكومة الولاية «ولم يتحرك احد، (كما ارسلنا تقارير للحكومة الاتحادية ولكن لا شيء حدث).
هنا تبرز الاسئلة حول موقف الحكومة من خطر المجاعة بالشرق التي تعتبر امتدادا طبيعياً لما يحدث بمنطقة القرن الافريقي كما اشارت الوزيرة ، وابرزها لماذا لم تعلن الدولة وجود فجوة غذائية مثلما فعلت عدد من دول القرن الافريقي، يجيب رئيس حزب التواصل حامد محمد علي مشيرا الى ان الدولة لم تعترف بوجود مجاعة بالشرق وذلك حتى لا تعتبر مقصرة في واجبها تجاه الشرق، ويقول في حديث هاتفي مع (الصحافة) امس ان الدولة اهملت المشاريع الزراعية في الاقليم ولم توجه ولو جزء قليل من موارد البترول خلال المرحلة الماضية لتطوير واعادة الحياة?لهذه المشاريع التي كانت ستقيل عثرات سكان الاقليم، وعبر محمد علي عن بالغ دهشته من مسلك حكومة ولاية البحر الاحمر التي تسير قافلة غذائية الى ولاية النيل الازرق في الوقت الذي تشهد فيه منطقة جنوب طوكر مجاعة اعترفت بها الدولة، وابان ان الدولة تخشى اعلان وجود مجاعة بشرق السودان خوفا من دخول المنظمات وتدويل قضية الاقليم.
غير ان رئيس المؤتمر الوطني بالانابة بولاية البحر الاحمر محمد طاهر احمد حسين ورغم اعترافه بوجود معاناة يواجهها سكان الشرق وضيق في معاشهم أكد بان الأمر لا يرقى لمستوى مجاعة وقال ان الازمة الاقتصادية وارتفاع الاسعار وغلاء المعيشة من الاسباب التي تقف وراء معاناة المواطنين، وقال في حديثه لـ(الصحافة) ان المنظمات هي التي تعلن وجود مجاعة وليس الحكومات، واشار الى ان المنظمات ترى ان هناك صعوبات تواجه المواطنين وليس مجاعة وهذا امر طبيعي ، ويضيف قائلا «في ولاية البحر الاحمر ظللنا نحرص على معالجة الآثار السالبة للازمة ?لاقتصادية ، وحكومة الولاية نجحت في توفير مخزون استراتيجي معتبر واسست محفظة لتوفير السلع)، وقال انهم يتبعون سياسة اليد العليا خير من السفلى لذلك لن يطلبوا مساعدات من دولة وذلك لان السودان قادر على تجاوز ازماته ، وهو ذات الحديث الذي اشار اليه وزير الزراعة الأسبق والقيادي بحزب المؤتمرالوطني الحاكم محمد الأمين كباشي في حديثه لفضائية الشرقية نيوز رغم إقراره بالمجاعة، مؤكدا قدرة البلاد على تجاوز الفجوة من خلال القنوات الرسمية دون الحاجة لمساعدات دولية من خارج السودان.
ويرجع خبراء اقتصاد ازمات الشرق المتكررة الى عدم وجود مشاريع تنموية واقتصادية كبيرة ،ويشيرون الى ان الحكومة تتحمل جزء كبيرا من المسؤولية، وهو ذات الرأي الذي افصح عنه رئيس حزب العدالة والتنمية بالشرق بكسلا محمد اسماعيل الازهري الذي حمل الحكومات المتعاقبة مسؤولية وصول الشرق الى مرحلة المجاعة وقال ان الانقاذ تتحمل جزءً مقدراً وذلك لأنها ركزت على مناطق محددة حسب قوله ووجهت اليها مشروعات التنمية وهمشت الشرق ،وقال في حديث لـ (الصحافة) ان الاقليم ظل يشهد مجاعات متواصلة وذلك على اثر توقف كل المشاريع الزراعية وعدم?وجود مؤسسات اقتصادية تستوعب الايدي العاملة ،معتبرا ان بعض مناطق الشرق لاتزال تعيش حياة القرون الوسطى ، وانتقد حكام كسلا والبحر الاحمر وقال ان جل همهم ينحصر في كيفية ارضاء المركز وليس خدمة مواطني الولايتين
 
ما يحدث لإنسان طوكر وجنوبها من مأساة انسانية ، بسبب فقدان ابسط الخدمات الأساسية وعدم قيام الدولة بمسؤلياتها تجاه مواطنيها ..نعم هي المجاعة بعينها حيث الكوارث ونفوق الماشية وفشل المشاريع الزراعية ونضوب الضرع والزرع وكساد التجارة والعطالة وتوقف مصادر الأرزاق ..والحديث حول الفجوة الغذائية الذي بروج من قبل ابواق النظام يعتبر نوع من التضليل الإعلامي والسياسي، وذر الرمال في العيون لإبادة مزيد من البشر بالجوع والعطش والمرض والخوف. .فالمنطقة منذ 1997م ترزح تحت سياط الطوارئ والاحكام العرفية خارج منظومة القانون والدستور..ورغم انف اتفاقية سلام الشرق المأزومة التي نصت علي رفع حالة الطوارئ في جميع أرجاء شرق السودان .لكن هذه المناطق اعبترت حتي اليوم مناطق عمليات عسكرية يمنع الأقتراب والتصوير فيها..وفرض عليها جدار حديدي من قوات الامن والشرطة والجيش حيث يمنع دخول الاعلام و المنظمات الإنسانية والخيرية وحتي مساعدات الاهالي وزكواتهم تجد صعوبة في دخول المنطقة وخير مثال منعت تلك القافلة الخيرية التي كان يقودها النائب التشريعي حامد ادريس من الوصل الي المتضررين في منطقة جنلهنتي.. وللأسف الشديد بقرار من معتمد المحلية.الوضع الإنساني في طوكر وجنوبها جد خطير لايقل خطورة مما يحدث في الصومال..وربما الصومال من حظها السعيد وجدت اعلام حر ابرز معاناتها الإنسانية الي العالم لتنهال عليها المساعدات من كل فج عميق..وللمفارغة الحكومة السودانية المركزية والولائية ترسل المساعدات الإنسانية والطبية الي الصومال ومواطنيها من الاطفال و النساء والشيوخ يموتون جوعاً ومرضاً في طوكر وجنوبها علي مرمي حجر من ميناء بورتسودان..مواطنوا طوكر وجنوبها ضحايا النسيان والتهميش طالتهم بسبب سياسيات الحكومة الفاشلة في كل شئ. واليوم يتم اخفاءهم وسترهم ليموتوا بعيداً عيون العالم..ما يحدث في تلك المناطق مجاعة كاملة الدسم بكل فصولها وحواشيها.وعلي االمجتمع السوداني والدولي ان يعلموا هذه الحقيقة ويطلعوا بمسؤلاتهم الإنسانية تجاه مواطني طوكر وجنوبها..اللهم اني بلغت اللهم فاشهد..
 
وغــدا ينفـجر البـركان.. يا مـوسي
.. بقلم: د. محمد أبو آمنة

كيف غابت عنكم ملامح البركان الذي عما سينفجر؟ لقد الحق النظام الاستبدادي الخراب بالبلاد. في عهده انتشر الفساد, وعم نهب الاموال, وتحطمت المرافق الخدمية من صحة وتعليم وزراعة واشتعلت الحروب ومورست الابادة البشرية والتجويع, انهارت المشاريع الاقتصادية التي شيدها المستعمر كالسكة حديد, والجزيرة والقاش والبركة الذي تحول لمرتع للمسكيت ولدبب للرمال. وبلغت موجة الغلاء حدا لم نشهده من قبل. لقد قادت سياسات الانقاذ البلد الي الهاوية.
لوضع حد لهذه المخاطر ارتفعت اصوات الشرفاء في كل التنظيمات السياسية تنادي باسقاط النظام ولا تحاور معه. لا مشاركة معه,. وخرجت المظاهرات الجماهيرية في كل انحاء القطر تطالب بازالته والرمي به في مزبلة التاريخ. الا تشاهدون؟
في مثل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد انعقد اجتماع لجنة البجا المركزية المؤتمروطنية, والجماهير في الشرق تتطلع لموقفها من السياسات الاجرامية التي تمارسها الانقاذ ولمناشدة منها لاسقاط النظام.
لكن هيهات!

قرارات اللجنة الموقرة خلت تماما من اي شيئ يعكر صفو العلاقة المنفعية مع السلطة. لم تشر للازمة الحادة التي تمر بها البلاد ولا للضائقة المعيشية التي تطحن وتقتل وتبيد. لم تشر للسلطة الاجرامية من قريب او بعيد كمسبب رئيسي للاوضاع المأساوية التي تمر بها البلاد. تتحدث القرارات بنفس التعابير التي الفناها من قادة الانقاذ واعلامه.
اقرأ معي:

شخصت اللجنة المركزية أهم التحديات الوطنية والقدرة على مواجهة مهددات الأمن والسلام ووحدة وإرادة أهل السودان قضايا التحول الديمقراطي والأزمة الاقتصادية المتمثلة في ارتفاع أسعار السلع الأساسية وتناقص فرص العمل
وماذا عن المجاعة التي تقتل وتبيد حاليا؟:
حذرت اللجنة المركزية من حدوث مجاعة في شرق السودان نتيجة لشح الأمطار وارتفاع الحبوب الغذائية ودعت الدولة لاتخاذ ما يلزم من تحوطات لمنع وقوع كارثة إنسانية
بينما الجماهير تطالب باسقاط النظام وعدم التعاون معه تري اللجنة المركزية أن حلول ومعالجة التحديات الوطنية تتطلب من الجميع عملاً صبوراً وصادقاً يؤكد خيار السلام وعدم العودة إلى الحرب.
بل يتبرعون بتقديم النصح للسلطة الاجرامية لإشراك القوى السياسية بفعالية في إدارة الأزمات التي تواجه البلاد وتقديم تنازلات سياسية للوصول إلى توافق وطني.
الم يسمعوا ان القوي السياسية في مختلف كياناتها هي التي ترفض رفضا قاطعا اي تعاون مع السلطة الاجرامية؟ الاتقرأون اوتسمعون او تتابعون مجريات الاحداث علي الساحة السياسية السودانية؟ في اي كوكب تعيشون؟ في اي كهف انتم نائمون؟ هل شلت المكيفات والعربات الفارهة والدولارات الفهم؟

صيغت قرارات مركزية لجنة البجا المؤتمروطنية في عبارات عائمة فضفاضة باسلوب المؤتمر الوطني المعروف, وتستحق للمهتمين الاطلاع عليها ليروا مدي الارتماء في احضان المؤتمر الوطني. اضغط هنا.
بينما تدعو القوي السياسية الي العمل المشترك، لازالة النظام وانتشال البلاد من الدمار الشامل, تتحدث قرارات الانتهازيين عن الانقاذ وكأنها نظام حكم باقي الي الابد واللعاب يسيل لتلك المناصب التي منحت لهم علي ظهر الشهداء, فخانوا وغدروا بهم.
وغدا ينفجر البركان .. ياموسي.
كونوا معنا..
 
أخونا الغالى سوركناب
لك التحية وأنت دائماً تتحفنا بمواضيع هامة ومثيرة وفى الصميم ..
وعن معاناة إخواننا فى شرق السودان والضيم والظلم الذى يعانون منه لا يخفى على أحد ..
وأرجو أن تسمح لى بسرد هذا الحدث الذى عايشته وأنا أعمل فى مشروع خشم القربة آنذاك ..

وهو خاص بموقف الدكتور [على أبو بكر] البطولى ..الذى كان مساعداً للمحافظ للخدمات الصحية لمديرية كسلا .. والذى طالب الحكومة ( حكومة نميرى آنذاك) بأنه بدلاً من بناء قصر جديد بمناسبة إحتفالات مايو التى كانت تقام كل سنة فى مدينة من مدن السودان .. حيث كان قد تم الإختيار لمدينة كسلا فى تلك السنة لبناء قصراً لنميرى وضيوفه من المدعويين والذى كان يكلف مبلغاً كبيراً من المال من خزينة الدولة .. قال لزين العابدين المشرف على ولاية كسلا فى الإجتماع الرسمى بالمديرية .. إنه على إستعداد بالتنازال عن منزله الكبير وكذلك منزل المحافظ الذى كان يجاوره.. وقد إتفقهو والمحافظ على ذلك من قبل .. فى أن يستقطع مبلغاً من المال من هذه الميزانية لتحسين وتأثيث هذين المنزلين لإستقبال وإيواء المدعوين .. والقصة كلها إحتفالية ليوم واحد .. بعدها ينفض سامر الجميع .. ولا داعى لبناء القصر.. ويتم تخصيص باقى المبلغ ، وهو كبير ، فى شراء أدوية ومواد غذائية وبطاطين للناس الغلابة الذين يعانون من السل الرئوى وسوء التغذية والجوع والعوز والأمية والجهل وتشجيعهم على الإستقرار .. بمديرية كسلا .. التى كانت تتبع لها منطقتى بورتسودان والقضارف .. تتصور ماذا كان رد الحكومة ؟؟ تم إستدعاؤه والمحافظ ورحلوهما قسراً للخرطوم .. إستجوبوهما وشكلوا لهما محكمة أمن دولة وإحيلا للصالح العام .. فيا عجبى .. للصالح العام !!!! .. لإنه حسب ما قالوا فقد تشدق بما لا يرضى السلطات النافذة وتأييد المحافظ فيما قال !! فيا ترى أبحجة أنهما إنتقصا من قدرها ؟؟... أما كانت تعلم أنه كان غيوراً لمصلحة وأرواح من كان مسئولاً عنهم أمام الله والوطن .. وقد طرح فى ذلك الإجتماع كل الإحصاءات الموثقة للآعداد المهولة من موتى الجوع اليومى وسوء التغذية والسل الرئوى المصاحب لهم فى حلهم وترحالهم .. وما أكثر من توفوا أمامه وهو عاجزعن مساعدتهم ؟؟ ويمكنهم الرجوع لسجلات جميع المستشفيات الخاوية على عروشها والشفخانات المنتشرة ... ولكن لا حياة لمن تنادى !!!وكيف يتسنى لكلاب لهب والمفسدون بالتمرق وسفسفة الميزانية التى فصلت لذلك الحدث .. إن لم يتم بناء القصر؟؟ ونيل نصيب الأسد منها وهم يتمشدقون ويسهرون والناس يموتون !!!!!

فيا عجبى !!!
 
أخونا الغالى سوركناب
لك التحية وأنت دائماً تتحفنا بمواضيع هامة ومثيرة وفى الصميم ..
وعن معاناة إخواننا فى شرق السودان والضيم والظلم الذى يعانون منه لا يخفى على أحد ..
وأرجو أن تسمح لى بسرد هذا الحدث الذى عايشته وأنا أعمل فى مشروع خشم القربة آنذاك ..

وهو خاص بموقف الدكتور [على أبو بكر] البطولى ..الذى كان مساعداً للمحافظ للخدمات الصحية لمديرية كسلا .. والذى طالب الحكومة ( حكومة نميرى آنذاك) بأنه بدلاً من بناء قصر جديد بمناسبة إحتفالات مايو التى كانت تقام كل سنة فى مدينة من مدن السودان .. حيث كان قد تم الإختيار لمدينة كسلا فى تلك السنة لبناء قصراً لنميرى وضيوفه من المدعويين والذى كان يكلف مبلغاً كبيراً من المال من خزينة الدولة .. قال لزين العابدين المشرف على ولاية كسلا فى الإجتماع الرسمى بالمديرية .. إنه على إستعداد بالتنازال عن منزله الكبير وكذلك منزل المحافظ الذى كان يجاوره.. وقد إتفقهو والمحافظ على ذلك من قبل .. فى أن يستقطع مبلغاً من المال من هذه الميزانية لتحسين وتأثيث هذين المنزلين لإستقبال وإيواء المدعوين .. والقصة كلها إحتفالية ليوم واحد .. بعدها ينفض سامر الجميع .. ولا داعى لبناء القصر.. ويتم تخصيص باقى المبلغ ، وهو كبير ، فى شراء أدوية ومواد غذائية وبطاطين للناس الغلابة الذين يعانون من السل الرئوى وسوء التغذية والجوع والعوز والأمية والجهل وتشجيعهم على الإستقرار .. بمديرية كسلا .. التى كانت تتبع لها منطقتى بورتسودان والقضارف .. تتصور ماذا كان رد الحكومة ؟؟ تم إستدعاؤه والمحافظ ورحلوهما قسراً للخرطوم .. إستجوبوهما وشكلوا لهما محكمة أمن دولة وإحيلا للصالح العام .. فيا عجبى .. للصالح العام !!!! .. لإنه حسب ما قالوا فقد تشدق بما لا يرضى السلطات النافذة وتأييد المحافظ فيما قال !! فيا ترى أبحجة أنهما إنتقصا من قدرها ؟؟... أما كانت تعلم أنه كان غيوراً لمصلحة وأرواح من كان مسئولاً عنهم أمام الله والوطن .. وقد طرح فى ذلك الإجتماع كل الإحصاءات الموثقة للآعداد المهولة من موتى الجوع اليومى وسوء التغذية والسل الرئوى المصاحب لهم فى حلهم وترحالهم .. وما أكثر من توفوا أمامه وهو عاجزعن مساعدتهم ؟؟ ويمكنهم الرجوع لسجلات جميع المستشفيات الخاوية على عروشها والشفخانات المنتشرة ... ولكن لا حياة لمن تنادى !!!وكيف يتسنى لكلاب لهب والمفسدون بالتمرق وسفسفة الميزانية التى فصلت لذلك الحدث .. إن لم يتم بناء القصر؟؟ ونيل نصيب الأسد منها وهم يتمشدقون ويسهرون والناس يموتون !!!!!

فيا عجبى !!!
اخى الغالى الحادى
تحياتى واحترامى وشكرا على هذه الاضافة الثرة
لقد ظل الشرق وانسانه يعانى بسبب التجاهل المتعمد من قبل كل الحكومات المتعاقبة منذ الاسف الشديد مما ادى ان يقوم البجا بتكوين كيان ( مؤتمر البجا ) بعد عام من الاستقلال وتقدموا بمطالب واضحة وصريحة وعادلة ( فى يوم ما ساجلب لك خطاب مؤتمر البجا التأسيسى عام 1957 ) وكلن استطاعت الطائفية البغيضة ان تلعب دورها وتطفئ ذلك النور الذى كان سيحل كل قضايا الشرق كما لعبت سياسة ( فرق تسد ) التى عمل بها المركز فى كتم اى صوت ينادى بقضاياه العادلة ولا زال هذا التهميش مستمرا للاسف الشديد حتى الان ولكن لكل بداية نهاية وباذن الله ستنطلق ثورة البجا قريبا سواء ابوا ام رضوا كل ودى واحترامى ليك ولكل شرفاء بلادى .
 
جبهة الشرق تدين الاعتداء علي اهالي كسلا وتدعو السودانيين للمقاومة :
بسم الله الرحمن الرحيم
جبهة الشرق
بيان مهم
لاتكتفي سلطة الإنقاذ بالتهميش السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي تفرضه علي شرق السودان واعترفت به دون حياءٍ اوخجل في اتفاقية اسمرا، وتضيف لذلك كل يوم سلسلة من الجرائم والاعتداءات علي اهل الشرق الابرياء.

ففي اقصي الشمال تفرض حصاراً وحالة طوارئ علي سكان جنوب طوكر، وتمنع وصول الاغذية والمساعدات اليهم، وتعطل حركة سكانها وكل الانشطة الاقتصادية فيها؛ ضمن خطة مدروسة لابادة السكان وإخلاء المنطقة لتحقيق رغبات قياداتها العنصرية ضد الاهالي، وإرضاء جشع طفيليتها في استثمار موارد المنطقة البترولية والمعدنية والزراعية ومؤانيها دون اي تكاليف وتعويضات.
وفي البحر الاحمر تحولت مناطق الاوليب والقنب لارض جرداء تفر منها حتي الغربان. وبفعل انشاء طريق عطبرة ـ هيا يفتقد سكان المنطقة الممتدة بين كسلا وهيا لكل شئ، وقبل ذلك كانت مليشيات النظام قد ابادت اهالي ديم عرب في يناير 2005 في مذبحة يندي لها جبين الانسانية (والاسلام الذي بإسمه يتم القتل !!) خجلاً؛ ولاتجرؤ السلطات حتي الآن علي إعلان نتائج التحقيق لان الاوامر صادرة من اعلي قياداتها، فيما يتم فصل الطلاب بالبحر الاحمر لمجرد الدفاع عن كرامة اهلهم في وجه قيادات الدولة العنصرية.
وفي ولايات كسلا والقضارف وسنار، وببرود اعصاب وصمت مريب من منظمات المجتمع المدني والاحزاب السياسية نفذت عصابات النظام مذابح في العام 2008 لقبيلة الهوسا؛ وقبل ايام ايضاً راح ستة من فتيات القبيلة ضحايا غرقاً بعد مطاردة من الشرطة في منطقة ابورخم؛ والجريمة قطع الاشجار !!.
وفي القضارف راح عدد من الرعاة قبل ايام ضحايا لإطلاق نار من الشرطة لتنفيذ امر من المحلية بترحيلهم، فيما يسقط اهالي ريفي كسلا يوميا قتلي وجرحي برصاص عصابات مكافحة التهريب ذراع النظام الامنية لإكمال عملية ابادة قبيلة البني عامر التي تنفذ بدقة في منطقتي جنوب طوكر وريفي كسلا، فيما يتكفل السل والطبيعة بابادة قبائل الهدندوة والامرار وعموم البجا منذ عشرات السنين.
وفي الوقت الذي يغيب فيه اهالي الشرق عن مراكز اتخاذ القرار في دولة المركز العنصرية، ويعيش الاقليم باكمله اوضاعاً إقتصادية تتفاوت بين المجاعة والإنهيار، لم يكن من المعقول أن يصمت اهله رغم علمهم ان بنادق ومدافع المجرمين حاضرةٌ دوماً وليس من العقل والمنطق الخروج السلمي في مواجهتها، فخرجوا في عاصمة الاقليم التاريخية كسلا طوال الايام الماضية في تظاهرات سلمية يقودها الشباب والطلاب، وكان ان ووجهوا بالرصاص والارهاب والدهس بالعربات.

ونحن في جبهة الشرق إذ ندين ماتعرض له اهالي كسلا من قمع بواسطة مليشيات الانقاذ، ندعو كل الاهل بالشرق وعموم الشعب السوداني للاستعداد للخروج للشوارع لإسقاط هذا النظام. ونحذر من ان استمرار هذا النظام معناه تقسيم السودان لدويلات وإنهيار الدولة السودانية باجمعها، ومن كان حريصاً علي استمرار هذه الدولة والحفاظ علي حياة اهلها ومستقبلهم فعليه اليوم قبل الغد مد يده للثوار للتعجيل بقذف الانقاذ لمزبلة التاريخ.
كما لايفوتنا التنبيه لمحاولات التزوير التي يمارسها الانقاذيون وحلفائهم (بقيادة موسي محمد احمد وآمنه ضرار ممن خانوا شعبهم وآثروا الانضمام لنظام القتلة) بالإيحاء بأن إتفاق الشرق مستمر، ونؤكد ان الاتفاق إنتهي بقيام الانتخابات ولم يحقق 1 % من تطلعات مواطني الشرق؛ بل تزداد الامور سؤاءً كل يوم.
ومع شكرنا وكامل تقديرنا لدولتي الكويت وقطر وتقديرنا لحسن نواياهم، ننبههم لضرورة التدقيق في مايقدمونه من دعم لقناعتنا ان جُّل الاموال تذهب لجيوب الفاسدين، لتعود وتستعمل في استجلاب اسلحة ومعدات لقتل اهالي الشرق وعموم الشعب السوداني، ولياخذوا العبرة من الاضحوكة صندوق اعمار الشرق.
ونؤكد ان كفاح جبهة الشرق سيتواصل، وسنمدُّ ايدينا بيضاء لكل قوي التغيير لبناء سودان ديمقراطي تسود فيه ثقافة احترام حقوق الانسان، واحترام الثقافات السودانية المختلفة وتحقيق التنمية المتوازنة.
عاش كفاح شعبنا العظيم
جبهة الشرق ـ 26 اكتوبر 2011
منقول من الراكوبة الرئيسية
 
حروف ونقاط
احذروا الشرق ..!!
النور احمد النور

في 17 ديسمبر 2010م، صادرت السلطات التونسية عربة يد بدائية الصنع محملة بالفواكه والخضروات هي كل رأسمال الشاب محمد بوعزيزي البائع المتجول ذي الـ 26 عاما، وهو خريج جامعة، ظل يبحث لسنوات عن فرصة عمل تليق بمستوى تعليمه ولم يجد، ومثله مثل الملايين من الشباب العرب، قرر امتهان مهنة شريفة تكفيه قوت يومه..بيع الخضروات والفواكه، لكن السلطات في ولاية سيدي بوزيد كان لها رأى آخر، إذ بادرت بمصادرة عربة الخضروات بدعوى أنها لا تستوفي شروط الترخيص، فما كان من بوعزيزي إلا أن أشعل النار في جسده وتوفي بعدها بأسبوعين في المستشفى.
وبعد مرور ساعات على هذه الواقعة، بدأت نيران الغضب والاحتجاج التي أشعلها بوعزيزي في جسده تنتقل إلى الشعب التونسي، وخاصة الطبقة المتوسطة التي تعاني من نسب بطالة عالية فكانت "ثورة بوعزيزي" التي أطاحت بنظام الدكتاتور زين العابدين بن علي،وتبعتها الثورة المصرية فالليبية واليمنية والسورية والحبل على الجرار.
وفي أول نوفمبر الجاري بولاية القضارف هذه المرة أشعل طارق محمد وهو جندي متقاعد من مصابي العمليات النار في ركشته التي يقتات حلالا مع أسرته من ظهرها، في مركز شرطة مرور بلدية القضارف احتجاجا على قرار البلدية باحتجاز ركشته بعد ما فرضت عليه غرامة قدرها مائتي جنيه لعملها من دون ترخيص، فلم يستطع توفيرها ،ودب اليأس في نفسه وتملكه الإحباط وخلال دقائق تحولت الركشة إلى رماد وهي كل ما يملك وحصل عليها بعد صرف حقوقه من المؤسسة العسكرية ليستعين بها على مجابهة الحياة القاسية.
طارق احرق مصدر رزقه في لحظة غضب بعد فشل كل محاولاته مع بلدية القضارف رغم انه سعى إلى تجنب الاحتكاك مع السلطات، وظل يعمل في الأحياء الطرفية لكنه وقع في يد سلطات المرور فاحتجزت ركشته ورفضت إطلاقها إلا بعد سداد غرامة تبلغ مائتي جنيه، وحاول دون جدوى إقناعها أنه لايملك المبلغ مما دفعه لحرق حصاد عمره الذي أفناه في خدمة وطنه ليريح البلدية وشرطة المرور.
هذه الحادثة رغم أنها فردية إلا أنها تحمل دلالات خطيرة،ويمكن قراءتها بما تشهده مدن الشرق من القضارف ذاتها قبل أسابيع عندما وقعت مواجهة بين الشرطة وأصحاب "زرائب" تربية الماشية بسبب قرار المحلية بإزالتها ما أدى إلى مقتل نفوس بريئة،والعنف في جامعة كسلا الذي انتهى بإغلاق الجامعة بعد تظاهرات وإصابة طلاب، ثم مقتل صبي وإصابة آخر برصاص شرطة مكافحة التهريب أمس الأول في وسط المدينة،وكان حادث مماثل وقع قبل شهور أيضا في كسلا.
ينبغي أن ينتبه واليا القضارف وكسلا ويركزا في قضايا مواطنيهما، فالشعب حين يتعطّش إلى الخبز والماء، ويحارب في مصدر رزقه، لايهتم بعصى الأمن الغليظة ولا بالقنابل المسيلة للدموع ولا بالهروات ولا بالسجون والمعتقلات ..البطالة والجوع والغلاء تزداد يوما بعد آخر، والفاقة تتمدد،وما الشعارات المناهضة لوالي القضارف على جدران المنازل والمرافق إلا رسالة تحذير يجب عدم إهمالها.
يجب أن ينزل الحكام من عليائهم لتفقد رعيتهم والتعرف على همومهم ومشاركتهم آلامهم وسماع صرخاتهم ومطالبهم ،فإذا اشتعل لهيب ثورة الجياع في الشوارع والحارات والأزقة لا يستطيع أحد أن يخمده ،فاحذروا رسالة الشعوب الغاضبة ، وأجراس التغيير إذا دقت فلن يستطيع أحد أن يوقف عجلة الزمان، وعلى حكامنا أن يعوا بأن الوقت قد حان للتغيير و للإصلاحات الجذرية وبناء المؤسسات المدنية الحقيقية ومحاربة الفساد وإشاعة العدل والحريات ودولة حكم القانون، وتسهيل سبل العيش الكريم ودعم الشرائح الضعيفة في المجتمع
. نعم،لم يعد دفن الرؤوس في الرمال مجديا، واجهوا الحقائق المرة قبل أن يخرج الأمر من أيديكم.
الصحافة
 
أعلى أسفل