السرالخزين
:: كاتب نشـــط::
كنت قد هبطت القرية لأول مرة حينما تم نقلي مشرفا على المدرسة الابتدائية لم تكن هناك مواصلات سوى اللواري فالمنطقة وعرة تقع على سفوح الجبال المنحدرة كانت تلك الليلة المظلمة الا من برق يضيئ فتشع الأرض من حوله وكان اللوري يتمرجح بينما سائقه منتشي بسبب قرب نهاية الرحلة.
سألت عن بيت العمدة رجل تمانيني معظم وجهه في لون الحليب شارب ولحية وسمرة على الجبين أصر أن أقضي الليلة في ضيافته وعند الهجيع الأخير وبينما أنا نائم أحسست بضجيج وصراخ لقد شب حريق في أحد الفصول أخذنا نحن المعلمين والغفير وبعض من التلاميذ الكبار ننقل الماء ولكن مع كل رشة كانت النار تزيد بعد حين أتت النيران على كل شيء ومن بينهم خمسة تلاميذ صغار تفحموا تماما.
لم نجد سببا للحريق ولكن يقال أن صاعقة هوجاء ضربت المدرسة فاندلع الحريق غير أن هذه الرواية لم يصدقها ضابط التحقيق الذي أتى من المدينة برفقة رقيب ووكيل رقيب لم يصدق أن صاعقة هوت.
عند الفجر أيقظني العمدة بلطف فتحت عيني وجدتني في مكان غريب وحوش تحوم حول بستان البيت وثعابين وعقارب العمدة جلس أمامي وكأن شيئا لا يحدث لكنني فاجأته عن سبب وجود هذه الحيوانات المفترسة والعقارب والثعابين ابتسم حتى بانت نواجذه وقال لي ستتعود على البلد كل من سبقوك رأوا هذا الشيء بل أن أحدهم قال لي أن المدرسة احترقت وعند التأكد لم يكن هناك حريقا.
بعد شهر جلست مع العمدة نتبادل الحديث وذكرته بأول ليلة وأنا بضيافته وما حدث في تلك الليلة من هواجس وكوابيس لكنه ضحك حتى بانت نواجذه وقال لي هذه القرية مسكونة منذ زمن الأجداد ولكن كل ساكنيها من المسلمين لذلك لا يضرون الانس من البشر وليس منهم مخافة أو ضرار.
على بعد أمتار من المدرسة تسكن فطومة مع أهلها وهي فتاة في العشرين كانت وظلت حديث القرية فهي قطعة من نور زادها غنجها الفطري جمالا وبهاء فهي تأكل بغنج وتشرب بغنج تضحك بغنج وتبكي بغنج تنام بغنج وتصحو بغنج تغضب بغنج وتفرح بغنج وحينما رأيتها عشقتها وظل طيفها يراودني عشية وضحاها.
دخلت الصف الأول بمدرسة حنيطيقة الابتدائية وكتبت على السبورة سؤالا في اللغة العربية:
- ما هو الغنج..؟
فكتب الأطفال كلهم وعددهم 41 جوابا واحدا:
- فطومة.
سألت عن بيت العمدة رجل تمانيني معظم وجهه في لون الحليب شارب ولحية وسمرة على الجبين أصر أن أقضي الليلة في ضيافته وعند الهجيع الأخير وبينما أنا نائم أحسست بضجيج وصراخ لقد شب حريق في أحد الفصول أخذنا نحن المعلمين والغفير وبعض من التلاميذ الكبار ننقل الماء ولكن مع كل رشة كانت النار تزيد بعد حين أتت النيران على كل شيء ومن بينهم خمسة تلاميذ صغار تفحموا تماما.
لم نجد سببا للحريق ولكن يقال أن صاعقة هوجاء ضربت المدرسة فاندلع الحريق غير أن هذه الرواية لم يصدقها ضابط التحقيق الذي أتى من المدينة برفقة رقيب ووكيل رقيب لم يصدق أن صاعقة هوت.
عند الفجر أيقظني العمدة بلطف فتحت عيني وجدتني في مكان غريب وحوش تحوم حول بستان البيت وثعابين وعقارب العمدة جلس أمامي وكأن شيئا لا يحدث لكنني فاجأته عن سبب وجود هذه الحيوانات المفترسة والعقارب والثعابين ابتسم حتى بانت نواجذه وقال لي ستتعود على البلد كل من سبقوك رأوا هذا الشيء بل أن أحدهم قال لي أن المدرسة احترقت وعند التأكد لم يكن هناك حريقا.
بعد شهر جلست مع العمدة نتبادل الحديث وذكرته بأول ليلة وأنا بضيافته وما حدث في تلك الليلة من هواجس وكوابيس لكنه ضحك حتى بانت نواجذه وقال لي هذه القرية مسكونة منذ زمن الأجداد ولكن كل ساكنيها من المسلمين لذلك لا يضرون الانس من البشر وليس منهم مخافة أو ضرار.
على بعد أمتار من المدرسة تسكن فطومة مع أهلها وهي فتاة في العشرين كانت وظلت حديث القرية فهي قطعة من نور زادها غنجها الفطري جمالا وبهاء فهي تأكل بغنج وتشرب بغنج تضحك بغنج وتبكي بغنج تنام بغنج وتصحو بغنج تغضب بغنج وتفرح بغنج وحينما رأيتها عشقتها وظل طيفها يراودني عشية وضحاها.
دخلت الصف الأول بمدرسة حنيطيقة الابتدائية وكتبت على السبورة سؤالا في اللغة العربية:
- ما هو الغنج..؟
فكتب الأطفال كلهم وعددهم 41 جوابا واحدا:
- فطومة.