41..!

السرالخزين

:: كاتب نشـــط::
كنت قد هبطت القرية لأول مرة حينما تم نقلي مشرفا على المدرسة الابتدائية لم تكن هناك مواصلات سوى اللواري فالمنطقة وعرة تقع على سفوح الجبال المنحدرة كانت تلك الليلة المظلمة الا من برق يضيئ فتشع الأرض من حوله وكان اللوري يتمرجح بينما سائقه منتشي بسبب قرب نهاية الرحلة.
سألت عن بيت العمدة رجل تمانيني معظم وجهه في لون الحليب شارب ولحية وسمرة على الجبين أصر أن أقضي الليلة في ضيافته وعند الهجيع الأخير وبينما أنا نائم أحسست بضجيج وصراخ لقد شب حريق في أحد الفصول أخذنا نحن المعلمين والغفير وبعض من التلاميذ الكبار ننقل الماء ولكن مع كل رشة كانت النار تزيد بعد حين أتت النيران على كل شيء ومن بينهم خمسة تلاميذ صغار تفحموا تماما.
لم نجد سببا للحريق ولكن يقال أن صاعقة هوجاء ضربت المدرسة فاندلع الحريق غير أن هذه الرواية لم يصدقها ضابط التحقيق الذي أتى من المدينة برفقة رقيب ووكيل رقيب لم يصدق أن صاعقة هوت.
عند الفجر أيقظني العمدة بلطف فتحت عيني وجدتني في مكان غريب وحوش تحوم حول بستان البيت وثعابين وعقارب العمدة جلس أمامي وكأن شيئا لا يحدث لكنني فاجأته عن سبب وجود هذه الحيوانات المفترسة والعقارب والثعابين ابتسم حتى بانت نواجذه وقال لي ستتعود على البلد كل من سبقوك رأوا هذا الشيء بل أن أحدهم قال لي أن المدرسة احترقت وعند التأكد لم يكن هناك حريقا.
بعد شهر جلست مع العمدة نتبادل الحديث وذكرته بأول ليلة وأنا بضيافته وما حدث في تلك الليلة من هواجس وكوابيس لكنه ضحك حتى بانت نواجذه وقال لي هذه القرية مسكونة منذ زمن الأجداد ولكن كل ساكنيها من المسلمين لذلك لا يضرون الانس من البشر وليس منهم مخافة أو ضرار.
على بعد أمتار من المدرسة تسكن فطومة مع أهلها وهي فتاة في العشرين كانت وظلت حديث القرية فهي قطعة من نور زادها غنجها الفطري جمالا وبهاء فهي تأكل بغنج وتشرب بغنج تضحك بغنج وتبكي بغنج تنام بغنج وتصحو بغنج تغضب بغنج وتفرح بغنج وحينما رأيتها عشقتها وظل طيفها يراودني عشية وضحاها.
دخلت الصف الأول بمدرسة حنيطيقة الابتدائية وكتبت على السبورة سؤالا في اللغة العربية:
- ما هو الغنج..؟
فكتب الأطفال كلهم وعددهم 41 جوابا واحدا:
- فطومة.


 
رد: 41..!

قلتا لى جت عليهم ال 41 ههههههه
كسرة
والله غنج دى انا خايف عمدة حنيطيقة زاتو يكون ما ناقشها هههه
 
رد: 41..!

جميلة جدا يابن اختي واصل
هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
 
رد: 41..!

جميلة جدا يابن اختي واصل
هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
مشكور استاذي صلاح عباس وأفكر أن أواصل ال 41 وأربط كل حدث مرّ بالخاطر وانني على قناعة بأن الرواية أسهل من القصة القصيرة التي تحتاج الى حبكة ومداخل ونهايات.
 
رد: 41..!

لا شك ان فطومة احد جنيات حنيطيقة فهذا النور الذى وصفت لا يليق بانسيات هذا العالم وان وجد لا يتغلغل الى وجدان اطفال في مقتبل العمر
 
رد: 41..!

بعض المفردات والمعاني تتداعى في عقولنا وترتبط باشخاص يسيرون بيننا حتى نظن ان هذه المعاني خلقت من اجلهم او انهم تجلي لعالم المثل الافلاطوني على واقعنا فصارو معاني تتنفس وتشاطرنا الاكسجين
واصل يا الخزين
 
رد: 41..!

بعض المفردات والمعاني تتداعى في عقولنا وترتبط باشخاص يسيرون بيننا حتى نظن ان هذه المعاني خلقت من اجلهم او انهم تجلي لعالم المثل الافلاطوني على واقعنا فصارو معاني تتنفس وتشاطرنا الاكسجين
واصل يا الخزين
فعلا بهذا التحفيز يجب أن أواصل لأ جعل غلاف الروايه 41 برؤى آمنه تارة وصادمة أخرى سأحفر في الذاكره مستنبطا تسلسلا للطفولة والشباب ثم الكهوله وهي حياة عشتها بعرضها وطولها.
وبالنسبه لفطومة التي ستصبح عنصرا مساندا في الروايه فهي فعلا هجين ما بين الإنس والجن ميزتها أنها لا تختفي تحت الشمس ولكنها تحوم بيننا.
الشكر لك اخي عوض والأستاذ صلاح عباس وللمهيبة منى عمسيب على التشجيع بالمواصله.
https://m.youtube.com/watch?feature=youtu.be&v=A4CeJT64Cok
 
رد: 41..!

فعلا بهذا التحفيز يجب أن أواصل لأ جعل غلاف الروايه 41 برؤى آمنه تارة وصادمة أخرى سأحفر في الذاكره مستنبطا تسلسلا للطفولة والشباب ثم الكهوله وهي حياة عشتها بعرضها وطولها.
وبالنسبه لفطومة التي ستصبح عنصرا مساندا في الروايه فهي فعلا هجين ما بين الإنس والجن ميزتها أنها لا تختفي تحت الشمس ولكنها تحوم بيننا.
الشكر لك اخي عوض والأستاذ صلاح عباس وللمهيبة منى عمسيب على التشجيع بالمواصله.
https://m.youtube.com/watch?feature=youtu.be&v=A4CeJT64Cok
كيف سقط هذا الرابط على البوست لا أدري ولكنه في كل الأحوال لقاء تلفزيوني يستحق المشاهدة لأنه مع حرم المبدع صلاح بن الباديه.
 
رد: 41..!

متعك الله بالصحة والعافية استاذنا السر ....واصل ونحن متابعين ومنتظرين
 
رد: 41..!

القصه يا طارق واقعية.
حتو ولو ... في القري والارياف الحكايات الصغيرة تكبر وتكبر
ثم تطوف حدود القرية ولو بالقرب من النيل تتسلل الحكاية
مع المراكب او حتي تسبح في جنح الليل الي الضفة الاخري
لتجد احدهم يحتسي خمراً او به علة او به ارق فتفضي اليه
الحكاية حكاية فيطرز هذا الاخير من الحكاية حكاية وهكذا
تعم القري لتصل الي الحضر .
جميل يا السر والله .​
 
رد: 41..!

كنت قد هبطت القرية لأول مرة حينما تم نقلي مشرفا على المدرسة الابتدائية لم تكن هناك مواصلات سوى اللواري فالمنطقة وعرة تقع على سفوح الجبال المنحدرة كانت تلك الليلة المظلمة الا من برق يضيئ فتشع الأرض من حوله وكان اللوري يتمرجح بينما سائقه منتشي بسبب قرب نهاية الرحلة.
سألت عن بيت العمدة رجل تمانيني معظم وجهه في لون الحليب شارب ولحية وسمرة على الجبين أصر أن أقضي الليلة في ضيافته وعند الهجيع الأخير وبينما أنا نائم أحسست بضجيج وصراخ لقد شب حريق في أحد الفصول أخذنا نحن المعلمين والغفير وبعض من التلاميذ الكبار ننقل الماء ولكن مع كل رشة كانت النار تزيد بعد حين أتت النيران على كل شيء ومن بينهم خمسة تلاميذ صغار تفحموا تماما.
لم نجد سببا للحريق ولكن يقال أن صاعقة هوجاء ضربت المدرسة فاندلع الحريق غير أن هذه الرواية لم يصدقها ضابط التحقيق الذي أتى من المدينة برفقة رقيب ووكيل رقيب لم يصدق أن صاعقة هوت.
عند الفجر أيقظني العمدة بلطف فتحت عيني وجدتني في مكان غريب وحوش تحوم حول بستان البيت وثعابين وعقارب العمدة جلس أمامي وكأن شيئا لا يحدث لكنني فاجأته عن سبب وجود هذه الحيوانات المفترسة والعقارب والثعابين ابتسم حتى بانت نواجذه وقال لي ستتعود على البلد كل من سبقوك رأوا هذا الشيء بل أن أحدهم قال لي أن المدرسة احترقت وعند التأكد لم يكن هناك حريقا.
بعد شهر جلست مع العمدة نتبادل الحديث وذكرته بأول ليلة وأنا بضيافته وما حدث في تلك الليلة من هواجس وكوابيس لكنه ضحك حتى بانت نواجذه وقال لي هذه القرية مسكونة منذ زمن الأجداد ولكن كل ساكنيها من المسلمين لذلك لا يضرون الانس من البشر وليس منهم مخافة أو ضرار.
على بعد أمتار من المدرسة تسكن فطومة مع أهلها وهي فتاة في العشرين كانت وظلت حديث القرية فهي قطعة من نور زادها غنجها الفطري جمالا وبهاء فهي تأكل بغنج وتشرب بغنج تضحك بغنج وتبكي بغنج تنام بغنج وتصحو بغنج تغضب بغنج وتفرح بغنج وحينما رأيتها عشقتها وظل طيفها يراودني عشية وضحاها.
دخلت الصف الأول بمدرسة حنيطيقة الابتدائية وكتبت على السبورة سؤالا في اللغة العربية:
- ما هو الغنج..؟
فكتب الأطفال كلهم وعددهم 41 جوابا واحدا:
- فطومة.



حلوة ي ابوالسراسير ... لكن fourty One دا محل ايسكريم بالعمارات
 
رد: 41..!

حتو ولو ... في القري والارياف الحكايات الصغيرة تكبر وتكبر
ثم تطوف حدود القرية ولو بالقرب من النيل تتسلل الحكاية
مع المراكب او حتي تسبح في جنح الليل الي الضفة الاخري
لتجد احدهم يحتسي خمراً او به علة او به ارق فتفضي اليه
الحكاية حكاية فيطرز هذا الاخير من الحكاية حكاية وهكذا
تعم القري لتصل الي الحضر .
جميل يا السر والله .​
شهادة أعتز بها من كاتب رائع أبهجنا بحكاياته وسرده فعلا الخبر يتسلل كزخات المطر بين القرى وربوعها لعلها الفاقة التي تلتف حول مجالس القهوة النسائيةالصباحية هي السبب.
 
رد: 41..!

متعك الله بالصحة والعافية استاذنا السر ....واصل ونحن متابعين ومنتظرين
كدراوي شكرا لك الجزء الثاني من الحكاية مازال على نار هادئة وأنا منتظر مع المنتظرين شكرا على التشجيع.
 
رد: 41..!

بعض المفردات والمعاني تتداعى في عقولنا وترتبط باشخاص يسيرون بيننا حتى نظن ان هذه المعاني خلقت من اجلهم او انهم تجلي لعالم المثل الافلاطوني على واقعنا فصارو معاني تتنفس وتشاطرنا الاكسجين
واصل يا الخزين
أخي عوض العوض تداعيات كثيرة تقتحمنا ونحن غافلون فننزعج في البدء ثم مانلبث أن نتأقلم معها فتصبح أمرا عاديا يعيش بيننا شكرا على الملاحظة الجميلة مستر عوض.
 
رد: 41..!

لا شك ان فطومة احد جنيات حنيطيقة فهذا النور الذى وصفت لا يليق بانسيات هذا العالم وان وجد لا يتغلغل الى وجدان اطفال في مقتبل العمر
فطومة هجين مابين الانس والجن ولكن القرية لاتعلم.
 
أعلى أسفل