《 خواطرُ محجورٍ منزليَّاً》

ود الأصيل

:: كاتب نشـــط::

  • 《 خواطرُ محجورٍ منزليَّاً》
    ● جلستً منزوياً كراهبٍ في صومعته . إلى طاولة عرجاءَ
    إذ فقدت إحدى سيقانها إثر عراكٍ عبثيٍّ نشب ليلاً بين ثُمالى
    في حانةٍ لتجمع للصيادين. و يتربع على متنها صحنٌ فغر فاه
    لأفرغ فيه علبة ساردين لسد الرمق بقدر معدتي الفارغة. و
    هنا كسرة رغيفٍ يابس مبتسمةٌ في سكوت كعلامةٍ للرضا
    بأقل القليل و على أهبة الاستعداد ليوم الرحيل.

    ● علبة الدخان تأخذ زاويةً جانبيةً بجواري..تتهادى
    راقصةً علىأنغام مضغي لقرقوش الخبز الناشف..و الأجواء
    خارج المكان منتفضٌةٌ كذر رماد السجار على الذقون مع
    غبار النور يتطاير من قطعة سجادٍأعجميٍّ تنفضها سيدةٌ
    غاضبةٌ من زوجها االمحجور منزليَّاً منذ أربعةَعشرَ يوماً،
    قابلةٍ للتمديد إلى حظر تجوالٍ لأجل غير مسمَّى..

    ● و القطط المغرورة بمناعتها ضد الطاعون تتجالس القرفصاء
    تارةً،و تاراتٍ تنطط (العيتنوبة) في شوارعو نفافيج قاع المدينة المهجورة
    كبيوت الأشلاح. و هيتصرخ دونما نية لدى أحدٍ لينهرها لما في صخبهامن
    سلوى لتشق جدار الصمت و تكسر عنق الرتابة .وصوتٌ طاحونة أنينٍ
    ينبعث من بيتٍ مجاور، من حُنجرة كهل ينهر عجوزاً مزهمرةً لكي
    تكف عنالثرثرة في كل فاضية و مليانة ، كييسمع آخر
    مستجدات أخبار تفشي الجرثوم المستجد.

    ● أفرغت جوف الصحن وأخذت بتلابيب علبة السجاربأصابعي .
    و (هي) بقميصها الأحمر القاني ..مالت نحوي خجلى ففتحت فمها
    و أخرجت سيجارة وحنت رأسها للولاعة..الصمت عاد مرعباً
    و صوت النسمة يحفز الجسد لقشعريرة الملل.

    ● كم هو موحشٌ الليل بدون أولئك المترنحين على قوارع الطرقات.
    .و بدون سواري الليل و هم يهزون كعوب أرجلهم بزلة خطوة إلى الأمام
    و مثليها القهقرى.. كم هو موحشٌ حين تضيء و تطفئ إشارات المرور
    و تتبدل ألوانها ولا حياةَ لمن ينتظرها أو يقطعها .فلم تعد ثمةَ خشيةٌ
    من سيف الوقت ، و النجومُ ناعسةٌ و السهرُ حمَّى و الأنام هجودٌ.​
 
أعلى أسفل