خالد بيرم
:: كاتب نشـــط::
كلما اتجه شرقا تزداد هي في البعد غربا ..
كانت البداية حين التقيتها في قاع عاصمة الامبراطورية التي افلت شمسها واصبحت تعرف بعاصمة الضباب حيث يقع حي ام ضهب في اقصي جنوب العاصمة وحيث كان لقاءنا الاول عند الجسر الذي يسبق تقاطع شارع دفق البول مع شارع الدجاج غمض ..ونسبة لضبابية العاصمة قد يحتار الزوار للندن وحتي المقيمين فيها لهذه الاسامي ..ام ضهب ..وشارعي دفق البول والدجاج غمض وقد يكون لم يروها او حتي سمعوا بها ..ولكن انا كان لي الحظ في معرفة حي ام ضهب او الضاحية كما يحب ان يطلق عليها سكانه ..وقد خدمني الحظ عندما كنت استغل قطار ويلز متجها للندن في ان التقي بصديقي الويلزي بريز كانون والمقيم في ضاحية ام ضهب لم اصدق ولم يصدق فكان العناق حارا وبعد اجترار زكريات اخر لقاء لنا والذي كان قبل سنوات في شرق المعمورة ..فسالني اين اقيم في لندن فلم يجد عندي اجابة ..وكان صديقي يجيد العربية وتحديدا اللهجة السودانية العزبة فقال لي: ولا يهمك يا زول ..حتنزل معاي في ام ضهب ..فاجبته باستغراب :بريز انت جنيت ..ام ضهب شنو الفي لندن ..فابتسم صديقي وانا اعلم بان ابتسامة بريز وراها العجائب ..فقال لي :ام ضهب دي اجمل ضاحية في لندن وشايلا جمالها من طيبة سكانها فهي مزيج من ضهبانين العالم وفيهم الكثير من الانجليز زي كدا ..والضهب عندكم في اللهجة السودانية هو الضياع ..وابرز شوارع ام ضهب هما شارعي الدجاج غمض ودفق البول ..فقلت له :اها ياود كانون ..دي سرقة لانو الاسامي دي ما عندها علاقة لا بالانجليزية ولا باي لغة غير لهجتنا نحن السودانين ..فاجاب : انت عوير يا زول ولا عضاك نعجة ..نحن اصلا استعمرناكم ليه ؟ ما عشان نسرق تفاصيلكم الصغيرة وعليك الله ما تقاطعني وخليني اتم ليك قصة الاسامي دي واخذ بريز في التسرسل في الحديث عن شارع دفق البول والجداد الغمض ..فشارع الجداد غمض دي نسبة لان اغلب سكان الشارع هنود وكانوا يعملوا النهار بطوله ومع غروب الشمس تجد الشارع خالي من المارا فكل سكانه بقرشو بدري يعني زي الدجاج بمجرد ما يدخل الليل بنومو ..اها اما شارع دفق البول عكس الدجاج غمض تبدا فيه الحياة بعد المغرب ويسكنه افارقة وسمي بدفق البول لعدم وجود حمامات وكان السكان ينتظرون يحل الليل ليدفقو في الشوارع ما بالوهو نهارا..فخرجت مني ضحكة جعلت كل ركاب القطار بان يصفوني بالغجري ..هذه قصة الاسامي وطبعا هذا التعريف خاص لسكان لندن حتي لايفاجؤ بتلك المسميات ..ونرجع لقصة لقاءنا الاول ..كنت انا بعد ان اقمت مع صديقي بريز نزلت من البيت باحثا عن ثمار الدوم فكنت علي يقين باني ساجد دوم طالما شوارع ام ضهب بهذه المسميات ..وكانت هي تحمل فكرتي وحاجتي تبحث عن الدوم في شوارع ام ضهب والتقينا عند التقاطع ..قد يكون تشابه السحنة هو الجازب فوقفنا وجها لوجه وفي نفس اللحظة خرج السؤال مني ومنها ..القا دوم وين ..فضحكنا كثيرا فاتفقنا ان تتجه هي غربا وانا شرقا ومن ساعتها لم نلتقي مرة اخري ..ولكن تركت في داخلي اثرا لازال يحرضني للبحث عنها في شوارع لندن
كانت البداية حين التقيتها في قاع عاصمة الامبراطورية التي افلت شمسها واصبحت تعرف بعاصمة الضباب حيث يقع حي ام ضهب في اقصي جنوب العاصمة وحيث كان لقاءنا الاول عند الجسر الذي يسبق تقاطع شارع دفق البول مع شارع الدجاج غمض ..ونسبة لضبابية العاصمة قد يحتار الزوار للندن وحتي المقيمين فيها لهذه الاسامي ..ام ضهب ..وشارعي دفق البول والدجاج غمض وقد يكون لم يروها او حتي سمعوا بها ..ولكن انا كان لي الحظ في معرفة حي ام ضهب او الضاحية كما يحب ان يطلق عليها سكانه ..وقد خدمني الحظ عندما كنت استغل قطار ويلز متجها للندن في ان التقي بصديقي الويلزي بريز كانون والمقيم في ضاحية ام ضهب لم اصدق ولم يصدق فكان العناق حارا وبعد اجترار زكريات اخر لقاء لنا والذي كان قبل سنوات في شرق المعمورة ..فسالني اين اقيم في لندن فلم يجد عندي اجابة ..وكان صديقي يجيد العربية وتحديدا اللهجة السودانية العزبة فقال لي: ولا يهمك يا زول ..حتنزل معاي في ام ضهب ..فاجبته باستغراب :بريز انت جنيت ..ام ضهب شنو الفي لندن ..فابتسم صديقي وانا اعلم بان ابتسامة بريز وراها العجائب ..فقال لي :ام ضهب دي اجمل ضاحية في لندن وشايلا جمالها من طيبة سكانها فهي مزيج من ضهبانين العالم وفيهم الكثير من الانجليز زي كدا ..والضهب عندكم في اللهجة السودانية هو الضياع ..وابرز شوارع ام ضهب هما شارعي الدجاج غمض ودفق البول ..فقلت له :اها ياود كانون ..دي سرقة لانو الاسامي دي ما عندها علاقة لا بالانجليزية ولا باي لغة غير لهجتنا نحن السودانين ..فاجاب : انت عوير يا زول ولا عضاك نعجة ..نحن اصلا استعمرناكم ليه ؟ ما عشان نسرق تفاصيلكم الصغيرة وعليك الله ما تقاطعني وخليني اتم ليك قصة الاسامي دي واخذ بريز في التسرسل في الحديث عن شارع دفق البول والجداد الغمض ..فشارع الجداد غمض دي نسبة لان اغلب سكان الشارع هنود وكانوا يعملوا النهار بطوله ومع غروب الشمس تجد الشارع خالي من المارا فكل سكانه بقرشو بدري يعني زي الدجاج بمجرد ما يدخل الليل بنومو ..اها اما شارع دفق البول عكس الدجاج غمض تبدا فيه الحياة بعد المغرب ويسكنه افارقة وسمي بدفق البول لعدم وجود حمامات وكان السكان ينتظرون يحل الليل ليدفقو في الشوارع ما بالوهو نهارا..فخرجت مني ضحكة جعلت كل ركاب القطار بان يصفوني بالغجري ..هذه قصة الاسامي وطبعا هذا التعريف خاص لسكان لندن حتي لايفاجؤ بتلك المسميات ..ونرجع لقصة لقاءنا الاول ..كنت انا بعد ان اقمت مع صديقي بريز نزلت من البيت باحثا عن ثمار الدوم فكنت علي يقين باني ساجد دوم طالما شوارع ام ضهب بهذه المسميات ..وكانت هي تحمل فكرتي وحاجتي تبحث عن الدوم في شوارع ام ضهب والتقينا عند التقاطع ..قد يكون تشابه السحنة هو الجازب فوقفنا وجها لوجه وفي نفس اللحظة خرج السؤال مني ومنها ..القا دوم وين ..فضحكنا كثيرا فاتفقنا ان تتجه هي غربا وانا شرقا ومن ساعتها لم نلتقي مرة اخري ..ولكن تركت في داخلي اثرا لازال يحرضني للبحث عنها في شوارع لندن