يا للعار, الشرطة في(دَهْس) الشعب

abdalaziz mohammad

:: كاتب نشـط::
يا للعار, الشرطة في(دَهْس) الشعب​
https://sudaneseonline.com/board/505/msg/1652010895.html
بقلم: عبدالعزيز وداعة الله
الشرطة التى كان شعارها (الشرطة في خدمة الشعب), سقطتْ سقوطا شنيعاً سجَّله التاريخ و سوف تدْرُسه الاجيال العالمية اللاحقة على مَرّ الأزمان بأنَّ شرطة في دولة اسمها السودان تدهس سياراتها الشباب العُزَّل المتجهين نحو القصر الرئاسي لرفع مطالبهم للحاكم الذي حجب نفسه عنهم و اطلق عليهم جنوده يقمعون كيفما شاء لهم و يقتلون و يعتقلون و قد أذِنَ لهم و منحهم حصانة غير مُستحَقَّة, فبعد انْ استخدمتْ كل ضروب القمع و القنص و بدأ عجز تمويل هذه العمليات لجئوا الى(الدهس), و أنس عمر أحَد رموز النظام البائد الذي أطلقتْ محكمة الارهاب سراحه مؤخراً كان قد وَجَّه جنوده بقتل المعارضين بالطعن قائلاً أنَّ ثمن الرصاصة أغلى مِنْهم. فثقافة النظام البائد هي قتل المعارِض بأقلّ تكلفة.
و نُذَكِّر (فرعون و هامان و جنودهما) أنَّ هذه المركبات و الآليات التى يدهسون بها و يقتلون و يقمعون بها شبابنا و يعتقلون رموزنا , و بالزيّ الشُرطي الذي لوّثوا شرفه منذ انْ كشَفتهم مقاطع فيديو مجزرة فض الاعتصام و ما تلاها مِنْ احداث قمع بتلذذ و شهيّة مفرطة هي مِن حُرّ مال الشعب الذي ارادهم أنْ يكونوا بالفعل في خدمته لا بدهس شبابه, و في الحديث الشريف الذي رواه البخاري و النسائي والترمذي: (لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم). و للأسف فإنَّ الشرطة تخسر آخِرتها بدنيا غيّرها, أي لكي تُمَكّن سفاح مِن السُلطة برغم رفض الشعب الذي يُشَكِّل الشباب65% منه.
و للأسف الشديد أظهرتْ الشرطة سلبيّة تجاه الثورة منذ بواكيرها, غير اننا لا نُعَمم, و نحيى كل شرفاء الشرطة السودانية و الخزي و العار لكل من تقاعس عن اداء واجبه و كل مَنْ تلطخت يده بالمساس بشبابنا و رموزنا, و نشهد-على سبيل المثال- لذاك القائد الشرطي الذي دعاه جنوده لمشاهدة بعضا من الدراجات البخارية المُخالِفة التى ألقوا القبض عليها ظنا منهم انه انجاز يُحْسَب لهم برغم انه مِن صميم واجبهم الذي يتقاضون بموجبه اجرا, و مَنْ اخذ الاجر حاسبه الله بالعمل, فلامهم على تقصيرهم كل هذا الوقت, او الدكتور فريق عز الدين الشيخ الذي توعَّد كل شرطي يتقاعس عن اداء عمله و لا يستجيب لإغاثة المدنيين خاصة الشرطي الذي يقول: ( ما قلتو مدنية؟ ), فالتحية للشرفاء .
و قد ورَدَ أنَّ وزارة داخلية الانقلاب كوَّنتْ لجنة تقصى بشأن عملية الدهس الاخيرة, عِلما أنّها ليست الأولى, فقد شاهدنا مِن قبْل مركبات تتبع للجيش في شارع الاربعين بأم درمان حاولت دهس الشباب العُزَّل و فشلتْ و كادت احداها الاصطدام بعمود كهرباء, و قد واجهها الشباب ببسالة فريدة, فعن أي لجنة يتحدثون و الشعب قد عرف كيف تكون لجان الانقلابيين , و تلك لجنة(نبيل اديب) التى صمتت صمت القبور خير شاهد, الأمر الذي شجَّع القتلة على المضي في القتل.
و هناك الكثير مِن التوثيق للشرطة لحالات الابتزاز و استلام الرشوة و التورط في عمليات النهب و المشاركة في9 طويلة, و لو انَّ حالة واحدة مِن هذه الحالات وقعتْ في دولة(كافرة) او (اسلامية فعلا, لا مُتَاجِرَة بالدِين) لَهَبّتْ المنظومات السيادية و التنفيذية و العدلية و الأمنية لتكبح في حينها هذه الممارسات الفاضحة, أَمَا أنْ تكون هذه الجرائم في دولة لا يستحي قادتها مِن الانتساب للإسلام فهذه اكبر اساءة للإسلام.
و لأنَّ الانقلابي و زمرته اكثر ما يخشوه هو الإعلام و لهم تجارب في ذلك بقطع خدمات الانترنت حينما يريدون الإقدام على جريمة و مجزرة, و قد توعّدوا وسائل الاعلام, و ألغوا ترخيص فضائية الجزيرة مباشر, و يتوقع ان تنال قناة الحدث شيئا مِن العتاب العنيف بعدما افلحت كاميراتها في نقل عمليات دهس الشرطة للشباب العُزَّل. و لجهلهم فإنَّ عيْن الله ترصد دبيب النمل في الظلام, بينما يرصد الشعب كل جريمة و يوثّق لها, و القِصاص لا مفرّ منه, طال الزمن أو قصر.
و باختصار, لن تستقيم الاوضاع في البلاد و يعود السودان شامخاً مواطنه مُعزز مُكَرَّم ما لم يُعَجَّل بتطهير المنظومتيْن الأمنية و العدلية و مِنْ بَعْد الخدمة المدنية, فمن غير المقبول انسانيةً و ديناً و وطنيّاً ان تكون وظيفة(مغتصِب) ضمن جهاز يُطْلق عليه جهاز(الأمن), و لا انْ تضم الهيئة العدلية قضاة منتسبون للدفاع الشعبي و في سيرتهم الذاتية تلقيهم دورات في الرِماية(تصويب الرصاص)
 
أعلى أسفل