وأعدوا ...

الفاتح خليفة

:: كاتب نشـــط::
. (١)

ماهى الحلقة المفقودة لاندلاع ثورة شعبية شاملة والسخط الشعبى بلغ زروة سنامه بشكل لم يسبق له مثيل ودرجة الغليان فى الشارع جاوز المدى المسموح وترسخت القناعة فى الذهن العام باستحالة التعايش السلمى مع هذا الواقع الكارثي المأساوى ولا حياة لعيش ٍكريم فى ظل هذه العصابة الفاسدة الفاجرة المتجبرة وان الموت بما تبقى لنا من عزةٍ وكرامةٍ وشموخ خيرٌ لنا بما لايقاس من حياة الذل والهوان المنتظر فى دولة الحرابة والانهيار الشامل والتفكك تحت رحمة العصابات والمليشات وسيادة الارازل وتسلط الرويبضات على رقابنا وهى المصير المحتوم الذى ينتظر الدولة السودانية فى حال استمرار هذا النظام بسياساته الشتراء المعهودة وقد لاحت نُزُرُها فى الافق القريب بما لا تخطئه عين
. (٢)
بعيداً عن العاطفة والهتافية والحماس فقد اثبتت التجارب اننا كشعب سودانى لا ننتفض لوحدنا بشكل تلقائي كثورة ٢٥يناير المصرية مثلا ..ولو اخرجتنا رياح الغضب والحماس ،تكون النتيجة عكسية تماماً مثل ما حدث فى سبتمبر ٣٠١٣ الدامية لغياب التنظيم/التخطيط/التامين/والقيادة الملهمة التى تتولى هذه المسائل بالاضافة الى تنبيه وحشد المناصرة العالمية ضمن التخطيط والإعداد ، واستمالة عيون الرصد العالمية والاقليمية للانتهاكات المحتملة من النظام الدكتاتورى ،لذلك يبرز ويتعاظم دور الاحزاب ..القوى السياسية/جماعات الضغط المدنية ،لاحظوا هنا ان النظام فطن لهذا للامر فقام بحملة اعتقلات واسعة النطاق فى الصفوف الامامية للاحزاب الفاعلة فى الحراك الثورى ولا تزال حملات الملاحقات الامنية تطال رموز الاحزاب وكوادرها بلا هوادة ويجب من الان الدخول فى حصن التامين المحكم حتى ليل الثلاثاء القادم تمهيدا للوثبة الثورية يوم الاربعاء ٣١ يناير القادم

(٣)
علينا جميعاً الا نترك وظيفة الاحزاب شاغرة فيما يلى العمل التمهيدى من تعبئة وحشد واستقطاب وتقديم خطاب ثورى مرحلى متوازن عبر الانخراط والتغلغل وسط الجماهير وخلق تلاحم شعبى مع نداء الثورة والقيام بفعل موازى لخطاب اليأس والتحطيم الذى ظلت تبثه ازيال النظام وإعلامه الباهت
. (٤)
يجب ان نتذكر تاكيداً لما اشرنا اليه فى صدر المقال ،اننا كشعب سودانى ظللنا صامتين إلّا فى صفحات الفيسبوك الى ان جاءتنا مبادرة الحزب الشيوعى وجراءته فى الخروج فخرجت معه الجماهير بعدد مقدر جداً يوم الثلاثاء رغم الاستعراض والارهاب الذى سبقت الجماهير الى مكان المسيرة وبذلك كسرت الجمهاير جمودها وحركت ساكنها وسرت فى اوصالها روح الثورة .ولما خرج حزب الامة والبعث وبقية قوى المعارضة فى امدرمان تدافعت الحشود على نحوٍ مربك لخطط الامن ..صمتت الاحزاب فسكتت معها حركة الجماهير وهى تنتنظر وتترقب نداءً اخر فى مكان اخر
. (٥)
اصبحت الكرة اذن فى ملعبكم ايها القوى السياسية ..افتحوا مسارات جديدة كلما وضع النظام الاشواك الامنية فى الطريق .اتخذوا بدائل السير كلما بنوا امام المسير مطبات .فلنؤسس للخيارات والبدائل لمواجهة القمع للمحتمل وفق الخطة (أ) والخطة( ب) فليحتلوا الميدان ا ويغمروها بالمياه طالما الميدان ب ضمن البدائل ..بعد ذلك اسألونا واسألوا الشعب من التلاحم والاحتشاد
 
أعلى أسفل