هل آن للشعب السوداني ان يفرح خيانة الأحزاب ونقد العهود والمواثيق

صابر فضل المولي

:: كاتب نشط::
قبل كل شي مبروك التوقيع على الوثيقة الدستورية.. وباقي الوثائق الموصلة لاتفاق شامل يفضي إلى دولة تخدم البلد كما ينبغي.. ونأمل ان تساهم في رفع الضيم والعنت والفاقة عن كاهل السواد الاعظم من السودانيين.. الأجواء الان حبلى بالغبطة والفرح.. وفي مخيلة الجميع غدا مشرق.. غد لا حدود لطموحاته.. مسنود بالمواطنة الحقه والمساواة ووفرة الحقوق.. هذا الاتفاق اكيد لا يتوافق مع أجندة مجموعة آلت على نفسها الوقوف في الجانب الاخر والسباحة عكس التيار.. وهي ليست بالهينة.. وارجع الي العام ٨٥ حينما توجست الاحزاب السياسية من المؤسسة العسكرية وفكرت في تسوير وحماية الديمقراطية.. فوقعت على وثيقة حماية الديمقراطية.. التي تمنع تداول السلطة في السودان بغير صناديق الاقتراع.. لكنها كانت حبرا على ورق بال.. ما استطاعت ان تحمي الديمقراطية من انقلاب ٨٩.. ولا أن تحمي نفسها من المحو ومكب النفايات.. لا أحد الان يذكرها لا بالخير ولا بالشر.. ما الذي يضمن الالتزام بالديمقراطية وتجنب الانقلابات العسكرية التي عشقتها الأحزاب السياسية التي تطالب بالديمقراطية من ناحية ومن ناحية أخرى تسند وتشجع منتسبيها في ألمؤسسة العسكرية بالانقلاب على الديمقراطية.. لم يحدث انقلابا عسكريا في السودان الا بدعم من حزب سياسي مشارك في الحكومات الديمقراطية... لعبة تفتقر للأخلاق والاعراف.. وتمرق مؤديها في وحل نقد العهود والخيانة..
 
أعلى أسفل