ها أنتم جادلتم عنهم في محاكم الدنيا يا سبدرات فمن يجادل الله عنهم

abdalaziz mohammad

:: كاتب نشـط::
عبدالعزيز وداعة الله عبدالله
قال تعالى: (هَا أَنْتُمْ هَٰؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا) النساء- الآية109 و نحن نقرأ هذه الآية الكريمة نحزن للسقوط المريع للأستاذ عبد الباسط سبدرات و هو يظهر في قاعة محكمة مدبري الانقلاب العسكري على النظام الديمقراطي في 1989 مدافعا بضراوة عن مدبري الانقلاب, و في حكمهم دمروا البلاد و افسدوا و قتلوا و اكثر من خمسين من قادتهم مُلَاحقون دولياً بجريمة ابادة جماعية لشعبهم في دارفور. و ليت الاستاذ سبدرات رأي كيف كانت ردة فعل محبيه حينما رأوه في المحكمة و لولا الأدب لَقلنا ما قالوه و ما فعلوه. و مع ايماننا بالقاعدة القانونية: (المتهم برئ حتي تثبت إدانته) لكن هؤلاء المتهمين القابعين في الاقفاص كانوا سلفا قد اعترفوا بتدبيرهم للانقلاب, و اليوتيوب يعج بمقاطع فيديوهات اعترافاتهم, و ليت سبدرات و مَنْ يقف مثل موقفه تذّكر ما جاء في سورة النساء-الآية 107 :(وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ , إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا)و الاختيان هو الخيانة و يقال خانه و اختانه , و خوَّانا أي شديد الخيانة. و لأنَّ الله لا يحب الخوّان أمَرَنا أن لا نجادل عنه.
و ليت الاستاذ سبدرات تذكَّر الحديث الشريف: (مَنْ أَعَانَ ظَالِماً لِيُدْحِضَ بِبَاطِلِهِ حَقّاً فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ الله وَذِمَّةُ رَسُولِهِ) أخرجه الحاكم بسند صحيح. و ما رُوِى انه جاء خياطٌ إلى سفيان الثوري فقال: إني رجل أخيط ثياب السلطان (وكان السلطان ظالمًا)، هل أنا من أعوان الظلمة؟ فقال سفيان: بل أنت من الظلمة أنفسهم، ولكن أعوان الظلمة من يبيع منك الإبرة والخيوط..!! و في الأثر: (إذا كان يوم القيامة قيل: أين الظلمة وأعوانهم؟ أو قال: وأشباههم فيُجمعون في توابيت من نار ثم يقذف بهم في النار). و عن أوس بن شرحبيل أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من مشى مع ظالم ليعينه وهو يعلم أنه ظالم، فقد خرج من الإسلام ) و روى الدارمي ان سليمان بن عبدالملك سأل أبا حازم: أي الناس احمق؟ قال: رجلٌ انْحَطَّ في هوى أخيه, و هو ظالم, فباع آخِرته بدنيا غيره), و: (إن من أشرِّ الناس منزلة عند الله يوم القيامة عبدا أذهب آخرته بدنيا غيره). و (وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا , إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ) لقمان-الآية33,و(يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35)وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ) سورة عبس-الآيات34-37 .و نقول لكل الاخوة و الاخوات المشتغلين بالمحاماة أنْ تذكَّروا الظلم الذي أوقعه هؤلاء الانقلابيون على الشعب و سفكهم الدماء و تدميرهم للبلاد و أضاعتهم لها, فلا تكونوا عوناً لهم و لأي ظالم مثلهم, و تذكروا يوم الحساب و لا تبيعوا آخِرتكم بدنيا غيركم.
و الاستاذ سبدرات لا اظنه يجهل انَّ انقلاب1989 كان غدراً و نقضا لعهد مع بقية الاحزاب للحفاظ على الديمقراطية و القولة الشهيرة: (اذهب للقصر رئيسا و انا للسجن حبيسا) و الحديث الشريف يقول: ( آيات المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب و إذا أُؤتمن خان, و إذا عاهد غدَر) و هم كذّبوا و خانوا و غدروا, الى جانب اعترافاتهم الموثَّقَة في الشبكة العنكبوتية و احتفظ منها بإعتراف الرئيس المخلوع و علي الحاج امام جمْعٍ مِن اخوانه, أمَّا على عثمان طه فقد قال أنَّ عجلة الزمن لو دارتْ ثانية لَمَا تردد في تكرار الانقلاب و هو الذي هدّد الشعب حين ثورته الظافرة بإخراج كتائب ظله مثلما هددنا احدهم بعدم المساس بِحُكمهم و قال: (الدم رُكَب)و يريد انَّهم لن يتوانوا في سفك دماء المتظاهرين حتي تبلغ دمائهم مستوي الركبة. و هُم أصلا سفاكي دماء, فقد وجَّه احمد هرون(و هو مدني) مجموعة من الجنرالات لأكتساح منطقة و قتل كل مَنْ فيها و لا يبقوا على احد حيَّا, و في موضع آخَر وجَّه علي عثمان طه( و هو مدنيّ ايضا) باللغة الانجليزية عسكريين بأنْ يصوبوا السلاح ليقتلوا لا للإعاقة: (shoot to kill ) , و قد وجَّه الرئيس المخلوع كبار قادة الشرطة بأن يطلقوا الرصاص على المتظاهرين و سمَّى ذلك قِصاصا في آخِر أيامه و نظامه يتهاوى أمام هدير الشارع , و الرئيس المخلوع اعترف أَمَام جَمْعٍ من (إخوانه) و متسائلاً كيف يستجيب الله لدعائهم و قد قتلوا العديد مِن البشر لأتفه الاسباب التى لا تستحق أنْ يُذبح عليها خروف, و كرر قوله بسفاهة الاسباب و انهم شركاء في جريمة حتي اصغر جندي حامل للسلاح, و يوم القيامة كُلّ نفس بما كسبت رهينة, و لا تذر وازرة وزر أخري.
 
أعلى أسفل