هاشم صديق «يحفـظ ضد مجهـول»

ضى القمر

:: كــاتبة نشــطة ::
يحفـظ ضد مجهــــول

شكرا لله
فالوالى لم يمنحنى
وساماً ذهبياً
كيف كنت
اوارى خجلى
فى قبر وسام؟!
وكيف كنت
ساقرأ شعراً

ولا أكسر بصرى
فى حضرة جمهورى
الايتام
وانا مذبوحٌ
بقطعةِ ذهبٍ
من نحرى
حتى قدمىّ
تحملنى منشطراً
نصفين
نصفُ ضد النصفِ الاخر
وحروفُ تخرج
من حلقٍ مشروخ
باى كلام.
شكراً لحذائى غير اللامع
فى حضرة نجوم كل الاحذية
الاعلام.
شكراً لغبار الشارع
ومياه البالوعة تهرع فى الدرب
و(اورنيش) الفاقة
ورهق الزحف
على الاقدام.
شكراً لوسام الشق الغائر
فى كعب القدم
ودكتوراة الاورام.
شكراً لله
لأنى لم اسجد فى يوم ابداً
لاصلى خلف كبير يرضى عنى
لانى دخلت الاسلام.
من حظى ان صلاتى
عزف منفرد للخالق
وان جبينى خالٍ من غرة تمييز
تتقنها الصنعة
فى سوق الغرر الاوهام.
من حظى
انى لم ادخل وطنى
من باب (كبار الزوار)
ترفع قدرى حقاً
نظرات العسعس وتدقيق الاوراق
وتفتيش جيوبى بامن مطار.
لم يجدوا يوما شعراً محظوراً
فى وسط ثيابى
لانى اكتب محظور الشعر على قلبى
وقلبى على العسعس عصىُ
يضحك من خبث الانظار
مقفول فى وجه السادة
مفتوح فى حضرة جمهور الصالة
ليل.......نهار.
هذا مسرح تجريد العبث
وتأليه اللامعقول.
شمس تغادر كهف الليل
ليبدأ فى وطنى
فجر الزفة للمجهول
المأساة الان ليست قطعة خبز
او (صحن الفول)
بل ان القاتل يصبح (عيسى)
بل ان الظالم يصبح (موسى)
وملف جروح الناس
(يحفظ ضد مجهول)!.
.......................
المأساة الان
لم نوكل قلماً ليوقع عنّا
فى صلح الاوراق بدموع او دم
لم يسألنا احد
عن راى....او ظن...او فهم
كنا نظن ان (النبقة)
قسمة فقراء الناس
لم نتحدث ابداً عن الكافيار او الاناناس
لم نرفض ان نكشط اسم الحرب من الكراس
لكن من كان يحاور عنّا فى هذا المولد
والواحد منّا ممنوع الانفاس
او معتقلُ يا حراس!؟
وجهان من كل وجوه الناس
قد اقتسما حتى ثيابى
وانا الشعب السيد الوارث ..والميراث.
اغتالوا جنيهى وانحسرت وجباتى
مثل الماء من البئر
وتم بأمر الدولة تطبيع جروحى ومماتى.
اطفالى السبعة جوعى
ومعاشى لا يكفى ايجار البيت
دعك عن الاحلام مثل اللحمة ورطل الزيت
تنوب التخمة عن جوعى فى توقيع الاوراق
وحقوقى منسية
مصاريف مدارس اولادى
دواء (القحة) ..نحول الجسم
وسياط (بيوت الاشباح)
وكوم جراح
وقهر الذل
والف قضية ملغية.
قال المانشيت على الصحف المخنوقة:
فلننسى الماضى
ولكن .......
(يا اولاد الهرمة)
جيبنا فاضى
والثروة تذهب للطرفين
وانا الشعب المالك
لا املك (سد الدين)
لازلت (مهمش) مغلول يدين
ووكيلى ليس الجلاد او السارق
وليس هنالك بند فى الاوراق
عن الماضى
يُعَرّف اسم القاتل والمقتول واسم القاضى
اعلم ..
وكنا من قبل العملاء
واعداء الاسلام
سنكون الان اعداء سلام.
فانتم امهر صناع كلام
وافجر من سب وهاتر فى الاعلام
وحواة - قبل رجوع الطرف – ستأتون
بعرش (مسيلمة) مثل شياطين سليمان.
وجراد قرض الاخضر واليابس
وهو يسبح للرحمن
كم امقتكم
ليس هنالك فيكم من يشبه فعل المسلم
او معنى الانسان.
الآن
هل تصبح هذى العاصمة الحضرية
علمانية ....أم اسلامية؟!
..........
لكنها ترفع ساقيها منذ الفجر
وحتى رحيل الليل
مثل العاهرة الغجرية
سرق الجوع حياء الحِكم
وامثال جدودى الشرقية.
.................
عاصمة اسلامية
والخمر السئ يحلب من برميل مسموم
حشيش ونساء وشذوذ
ووضوء بالويسكى
وصلاة فى غرف النوم
عجباً
تحت سماء الشرع
تمارس احدث موضات العار
فى اكثر من ركن من هذى الخرطوم.
هل سيعود الشرف على متن الاوراق
وسفسطة الاعلام؟!
من سيسدد فاتورة بيع بكارة انثى
سفكتها من اجل طعام؟!
من سيجعل حرف الالف يعود لوسط اللام؟!
هل ساصبح حراً كما يعد الناطق
ام هذا - كالعادة - اى كلام!؟
...............
ماذا!؟
هل سيتفق الطرفان على نزع الالغام!؟
لكن من سينزع من صدرى هذا اللغم العام!؟
ومن سيحاسب آمر فرق الاعدام
ويعيد الشهداء لسقف البيت وفى رمضان!؟
ومن سيقيم الحد على من ذبحوا الاسلام!؟
يا احفاد مسيلمة وزبانية الحجاج
إن صادرتم ثورات الشعب
وبلعتم قوت الناس
وعلى باب المسرح اعلنتم عن ملهاة
تدعى (انقاذ)
و(لهفتم) كل الثروات
من الصمغ العربى ولوز القطن
وحتى آخر قطرة جاز
واسميتم دمار البيت وعار الفاقة انجاز
وابدعتم فى الكذب
حيث تغنى مغنيكم عن وهم عبثى
اسماه (الاعجاز)
من اوكلكم عنى
وانا الشعب الوارث والميراث!؟
من اين اتيتم يا (اولاد الهرمة)
وكيف يكون الورق سلام!؟
وانتم حراس القهر
ونحن قطيع فى سجن عام!؟
هل سوف يصفق (بوش) و (باول)
لنجمين اثنين
وتمحا بقية كل الارقام!؟
..........
لن يعطس طرف
الا بإذن (البيت الابيض)
وان خالف يكتب (بن لادن) او (صدام)
ليس هنالك عطس حر يا عمرو
بل ليس هنالك
احيانا _ فى عرف القوة _
شئ يدعى زكام.
أقيموا صلاة الشكر
على باب (البيت الابيض)
فليس هنالك فى فقه الذلة
شئ يدعى حرام.
صار المنطق عاهرة غربية
وزناة الحكام العرب
يحبون الغنج بصوت (نعم)
لا يهمس احد ابداً بكلمة (لا)
حتى لو كان المنطق علم العرب
حتى لو كان الحق كلام الله.
عجباً
عجباً
يا امراء العرب وسيوف محمد والاسلام
يامن بايعتم فخذ الغرب
وكم امتعكم ذل الضرب
وضحكتم _ مثل البلياتشو_ لحرق الشام
...............
ستقولون : شجبنا
ياربى
من يشجب كلمة شجب هذى
او يحرقها فى حفلٍ عام!؟

اعلم
وكنا من قبل العملاء واعداء الاسلام
سنكون الان اعداء سلام
ولكن
لن يعمى بصيرتنا برق الكاميرات
وتصم الآذان رعود الاعلام
نحن نرى _ ببصيرتنا _
ما خلف الاوراق
ومصافحة الايدى
وتصفيق الجوقة
وتمكين الاقزام.
...........
كم مرة
كان هنالك حفلُ للتوقيع
على دفتر صلح فى تاريخ الوطن
وكان هنالك حراس ونحن قطيع.
وكم مرة ذاكرنا على سبورة جرح الوطن
باع .............يبيع.
نظل عيوناً غائرة
فى صالة هذا المسرح
نشهد ملهاة التوقيع
وتراجيديا الترفيع
وسيرك الركض الى الغابة
وفارس التقطيع
وننكفى على الجوع
ووخز سقام
زخات الخطى
تضاعف حمتنا
كلام
وكلام
وكلام
ورجال فى كل الازمنة
هموا الامراء
ونحن قطيع فى سجن عام.
سئمنا ان نحلم
مثل الحشاش
ويسرق سادتنا منا
حتى الاحلام.
لا
لن يفتح هذى المرة
باب دون حساب
لن نسمع هذى المرة
طرقعة الانخاب
ونغض الطرف عن السفلة والاذناب.
فذاك كتاب
ذاك كتاب.
لن نصبح فى كل عصور (العصر)
جموع النظارة والاقزام
هذى المرة نعطس تحت الضوء
ودون الاذن من البيت الابيض
او الطرفين ونثأر للشرف العام
ونبصق فى وجه القتلة والإعلام.
هذا مسرح
تجريد العبث وتأليه اللامعقول.
شمس تغادر كهف الليل
ليبدأ فى وطنى فجر الزفة
للمجهول.
المأساة الآن
ليست قطعة خبز
او (صحن الفول)
بل ان القاتل
يصبح (عيسى)
بل ان الظالم
يصبح (موسى)
وملف جروح الناس
(يحفظ ضد مجهول)
لا
لا
لا
لن (يحفظ ضد مجهول)
 
أعلى أسفل