هاشم صديق «مراجيح المديح والذم»

يوسف عوض الباري

:: كـاتب نشــط ::
مراجيح المديح والذم

شن جاب المديح
للذم؟!
وشن دفن الفرح
في الهم؟!
وكيف ضاعت
سبيبْة «الكيف»
بأمر السيف
في تبن «الكم»؟!!
وشن خلّى العَشَم
وهمين
كراع في الغيب
وإيد في الدم؟
وكم زاجل
ضهب في الريح
وكم مرسال
طواهو اليم؟
كُت عشمان
يهل فجراً
أقول لعنيك
بشارْة الخير
كُل ما تبوس
عيوني فَجُر
- بعد لبّن -
يغيب مني
ويشيلو الطير
وكلْ وطناً
خريطتو خلاص
يقع ويتماص
بإييد الغير.
وكل ورداً
في سدر الناس
يموت وينداس
في وحل السير.
وكلْ وتراً
لهج انجاز
ولى نبض الجروح
انحاز
طريقو سِدِر
وسجنو شِبِر
وحزنو سفير.
حُزُن يابا
حُزُن يمه
حُزُن يا قوم.
حُزُن راقد
حُزُن بالكوم.
........
حُزُن في صنة
الدنيا
حزن في «تيمة»
الغنية
حُزُن في سرحة
في الحافلة.
حزن في زفرة
القافلة
حزن في خشعة
النافلة.
حزن في بحّة
الآذان.
حُزُن في أنّة
أمدرمان
حُزُن في وحّة
الخرطوم
حُزُن يابا
حُزُن يمه
حُزُن بالكوم
......
أريت لو الفرح
في السوق
وكان ريل الأمل
مطلوق
وكان جري الزمان
ملحوق
وكان في البال
دُعاش وبروق
وكان خاصمنا
صوت البوم
وباس عينينا
ناي النوم.
هاك منديل ورق
لفّة
لا مُزن الدموع
كفّ
ولا بحر العَرَق
جفّ
ولا كمل السعال
خفّ
ولا راح الطرش
خلانا في زفه
ولا خيلاً أصيل
جازانا في اللفّة
ولا حيلاً
وقف ممشوق
في وسط السوق
وفي وش الكضب
تَفّ.
تسامحيني؟!
نسيت وردك
على رمل البوار
والعك.
وطشّ بهاك
بين جن العُصار
والسك.
هوْ كان وطناً
رهانو شمس
وكان وعداً
عليهو الرك
وكان مجبول
على الأوراد
وكان إيمانو
قاطْع الشك.
منو الوداهو
حد القيف
وحشّ حشاهو
بي حَدّ الكضب
والسيف؟!
وشن سوى الصباح
مَغرب
وأنسام الضلام
تخويف
وشن خلى الشرف
طُرفه
وكت عابن
بنات الريف؟!
وكيف يا بويا
- في قبرك -
يكون باطْن الحِكَم
تزييفْ
ويا يُمه الفَقُر
قالّينا يضحك
- كُر
وكت صاهر
عيون أم دُر
ومدّ الإيد
صبح تشريف.
.......
يِفَط يابا
يِفَط يمه
يِفَط بالكوم.
......
حُزُن يابا
حُزُن يمه
حُزُن يا قوم.
حُزُن مكتوب
حُزُن مسموع
حُزُن في الشوف
حُزُن مرسوم
.......
حُزُن في الخوف
حُزُن في الونسه
والنظرة.
حُزُن في الحلوه
والمُره.
حُزُن في سحنة
البيبان
حُزُن في نقرة
الضيفان.
حُزُن في زفرة
الحيطان.
حُزُن في الغيبة
والرجعة
حُزُن في العَكَره
والنقعة.
حُزُن في الرقدة
والقعدة.
حُزُن في الكَسْره
في الفتحه.
حُزُن في الضمه
في الشدّه
حُزُن في الشْوله
في المدّه
حُزُن في السكته
في النُقطه
.......
لا الماضي
هوْ صار فعلاً
صمد فارع
ولا الحاضر
بقى مضارع
ولا «سوف»
بقت تصبيرة
للشارع
ولا «الانشاء»
بقت قمراً
أكيد طالع.
«كان» غنانا
في الحصه
ولسه دَرِسْنَا
في لسه.
وبين الرجفه
والزفه
وقع قلب القلم
مكسور
وسال دمع الحِبِر
مغبون
من التاريخ
من الجغرافيا
والمافيا
والخسه.
هاك فنجان
أمل قهوه
غسلت هواك
بي مطر الخريف
المُر
من لطعة لسان
الناس
ومن شُبهة
ومن شهوة
....
أيا عازه
أقِلْديني
وضميني
على سدرك
بشارات الأمل
إحساس.
فترت من الجروح
والصوم
وموت النوم.
أريت لو مره
في كتفك
أخُت واتكل
عذاب الراس
وأشم شعرك
تجيني مروّه
في الأنفاس.
أيا عازه
شفايفك جمره
تغلي عروقي
لو تنباس
أعود فارع
صبي مضارع
وأقيف بينك
وبين الفاس
كم مرات
تضيق الدايره
واتكرفس
في قد الإبره
واترضرض
من الهتيفه
والحراس
هواك يمرقني
من سجني
يفتفت طبلة
الترباس.
.........
مسيخه الدنيا
دون سُكّر
عذاب عشقك
وكل سؤال
مصيرو الريح
بدون يرتاح
على راحة
برش ردِّك.
ومافي مطر
نزل «واقع»
بدون رعدك
وجن برقك
عشان يغسل
هوان ونعاس
ويصحصح لي
هتاف الناس
ويخط الحاضر
المأمول
على الأحلام
وفوق
في صفحة الكراس.
أيا عازه
نفخت رماد حُزُن
قيّل
على الأوراق
عشان يشرق
جَمُر يلمس
بطن قلمي
وأحس بي حُرقة
المشتاق.
وأشرِّط فيزا
في الخاطر
وأقَبِّل من مطار
مفتوح
بناغم يأسي
في الآفاق.
..........
أيا عازه
سعيت كم مره
هرولتَ
بين «مروة» جروح
قصة عذاب
العام
وبين لُجة
«صفا» الأحلام.
ولا حجيت
ولا عمّرت
للأيام.
نساسق
بين وهم مفتوح
وبين ضيقاً
يسل الروح
ونِتْدَردق
علي الصحرا
نرقِّع بالصَبُر
جُبَة هوى الفُقَرا
ونتململ
من المارشات
ومن موال
نشاز السادة
والخُلفا
كتير صنقعنا
لما فَتَرنا
شان نلمح
هلال يمرقنا
من صومنا
وبدراً تام
يجامل
ويقْلد الأيتام.
شن جاب المزاد
والبيع؟!
منو السَلّ الحروف
والصوت
ومين إيديهو
في التربيع؟!
أيا عازه ....
لو وقعت
جبال «التاكا»
أو «مَرّة»
وحاتك ما بخيب
ذره
أكان مطلوق
سراح جني
أو يوماً
لقيت أقدامي
مُنْذرا.
لحافك شوك
لا غشوني
لا غشوك
هواك يا ستي
دام سيدي
وأنا الخادم
أنا المملوك
وحاتك ما فتر
يوماً
غبار كرّي
ولا حافر
نَقز بره.
رهاني الباقي
ديمه عليك
حرفو «كتابه»
ما «طُره».
لا بتباع
ولا بصبح
نديم عولاق
ولا بركب
جناح فِرّه
مساهر في الصريف
صاحي
وقابض سيف
حروف حره
أيا عازه
تسامحيني؟!
زمان كانت عيوني
يباب
لاركّ الخريف
فَد يوم
ولا قالَد
رموشها سحاب
ودار زمني
شَرَق ريدك
قفار رملي
سمعت صرير
على الأبواب.
مَدّ عزاكِ
إيد الريح
شبابيك المطر
فتحت
لقيت دمعاتي
صبحو قُراب.
هواك يا عازه
جَرّسني
ولا خجلان
ولا زعلان
ولا مكسور
ولا مشرور
ولا مرتاب.
ولا نافسني
في ريدك
غرام سلطان
ولا غشّاني
ضُل أحزاب.
.........
أيا عازه
بصيرة العاشق
المكتول
عيون درويش
تشوف في الليل
ورا الظاهر.
وتتصفح
كتاب باكر.
ومكشوف
عنّها المستور
ومرفوع
من رؤاها حجاب.
أيا عازه ...
الفرح مكتوف
ولا القيّدنا
حبل الخوف؟
أو شان جوعنا
نار في الجوف
والتاريخ
ورق مكشوف؟!
أم يا عازه
جاي «خليل»
في نص الليل
يبل الشوق
عيون «أبروف»
ويزقزق
في غمام «نملي»
ويبَشِّر
فوق بنات «مروي»
«يهرول»
بين ضفاف «سنجه»
ويطوف بي فرحو
لي «راجا»
يقيّل في ربوع
«فاشر»
ويمسح دم جرح
داشر
يراجع دنيا
محتاجه.
يرك في دومه
في «توتيل»
ويأذًّن
في دغش بدري
- منو البِدْري؟ -
عشان يطلق
عقال النيل؟!
سلام سانتينو
ود شول دينق
سلام محجوب
سليل شاويش.
سلام ميري
سليلة شول.
سلام يا بُقجة
المسلول
سلام يا آفة
المشروع
سلام يا كُربة
الأبرول.
سلام يا حال
جهات أربع
سلام يا حُرقة
الشُفع
سلام (ناكيت).
سلام «النعمه
بت وراق».
سلام يطلع
من الأوراق
سلام يبرد
حشا الآفاق
سلام يطرانا
كلنا جد
ويشيل قدامنا
سور السد
وخوفنا الحِلِم يِنْهَد
ويغيب من عيّنا
ضو رقراق.
يا عازه
الوجع بي طال.
يا عازه
الصَبُر غربال
يا عازه
النقيح بطال.
متين دغَشك
يفج الشوف
متين يا روحي
«سد المال»؟!
متين المُزن
يهز الأَرْض
أريت «القبلي»
حسع شال
تَتَرْتَري
يا عروس أُمه
أشيل منك
جنس شبال
أطمبر
«أغْبَش التربال»
وأقول للدنيا
عَصْرنا آل
بدون اليانكي
والهتيفه
والعُزال.
وشن جاب المديح
للذم؟
وشن دفن الفرح
في الهم؟
وكيف ضاعت
سبيبْة «الكيف»
بأمر السيف
في تبن «الكم»؟
وشن خلّى العشم
وهَمين
كراع في الغيب
وإيد في الدم؟
وكم زاجل
ضهب في الريح
وكم مرسال
طواهو اليم؟
 
أعلى أسفل