انصاف ابراهيم
:: كــاتبة نشــطة ::
نظر حوله ملاين النوافذ والابواب . سرح بخياله قليلا ياترى كم حكاية خلف هذه النوافذ المضيئة . وكم قصة خلف الابواب الموصدة , وكم صرخة وفرحة ودمعة بين الجدران
سؤال دائما عالق بذهنه يتسلل الى خياله كل صباح وهو يركض ليمارس رياضته الصباحية . يستغرب نفسه كثير فهو يركض منذ ستة عشر عام . يستيقظ فى نفس التوقيت دون منبه سوى ذلك النداء الداخلى الذى يوقظه ليركض دائما يسال نفسه لماذا هو يركض فى الصيف . فى الشتاء فى الخريف فى الربيع لم يتوقف يوما عن هذه العادة الصباحية .
فهو يهرب من نفسه من افكاره من الشجن الذى يسكنه دائما . من احلامه التى يبنيها ويهدمها كل صباح
فى احدى الصباحات رسم وطن كالمدينة الفاضلة ولكن فجاءة دخل فى الاطار الخلفى للصورة المرتشين والانتهازية ولصوص المال العام وهم يصيحون اين نقيم نحن وانت ترسمها مدينة فاضلة , ولم يجد سوى ان يركض ويركض حتى تقطعت انفاسه . وتسارعت ضربات قلبه وعلم انه هالك لا محالة اذا لم يتوقف اا
وشغل نفسه بالتفكير فى الابواب والنوافذ وتذكر نافذة صغيرة فى قلبه اقفل عليها سنوات وسنوات حتى انه لم يعد يستطيع فتحها خوفا من ان تعصف به ,وفجاءة اطلت ملامحها خرجت للنور حكاية كتلك التى خلف النوافذ .
صبية تمناها حلم بها عشقها سهر ليالى ورسم الحلم الجميل , كانت الاولى والاخيرة . ليس قبلها ولابعدها وارتجفت اطرافه مازال تاثيرها كما هو حتى فى الحلم تجعله يرتجف . تذكر الرعشة الاولى . اللقاء الاول . الهمسة الاولى تذكر الضفة والاشجار والقبلة الاولى دائما يحمل الذكرى ترحل معه اينما كان انها كالعنة الفراعنة تطارده تكسر النافذة وتخرج لتسكنه هل تملكته الصبية ؟ ام تملكه الحب ؟ ام هو حلم الحب الاول . لايدرى شئ سوى ان الصبية مقيمة فى حلمه تملكت كل احساسيه رغم العابرات فى حياته رغم الصبايا تطل هى وحدها , يحلم بها , يتمناها اعتاد وجودها فى حياته فهى تطل من حين الى اخر رغم انه يتاكد دائما كل مساء من انه اغلق نافذة الصبية جيدا ليحبسها بعيدا عنه , لكن رغم كل شئ فهو يعلم جيدا انها لعنة الحب اولعنة الهية او لوثة سكنته منذ مراهقته الاولى , وجعلته يركض هرب من اقامتها فيه كوطن محتل .
تلعثم قليلا وهو يطرد تللك الذكرى امسك زجاجة الماء بكلتا يديه ورفعها الى فمه شرب وجاس بنظراته فى تلك الابواب سرح بفكره فالحياة ليست سوى ابواب مغلقة تفتح احدها لتجد باب اخر امامك ثم اخر وهكذا تظل ترحل من باب الى باب حتى تجد نفسك فى اخر الابواب احس بلزوجة العرق تتسلل داخله فجلس ليستعيد انفاسه تزاحمت الصور امامه ابريق جده ومصلاة قديمة وبيوت كالمغارة تدخل اول بيت وتظل من باب الى اخر هكذا هم اهل ذلك الوطن بيوتهم مشرعة الابواب للقادمين للغرباء ذكرى البيوت والوطن جعلته يتذكر ذلك الحزب الذى اذدادت مقاعده فى البرلمان وهو ينادى ويرفع شعاره الوطن لابنائه فقط , لا للغرباء وتذكر ذلك الوطن الذى باعوه فى مزاد علنى بدا البيع ودقت اجراس المزاد وباعوه قطعة قطعة واحدة لميزانية الجهاد واخرى للخصخصة واخيرا باعوا ماتبقى من وطن كصفقة سلام تبا لهذا الوطن المتعفن . وعاد لفكرة الحزب الوطن للمواطنين وليس للغرباء . طوبى لاولئك الغرباء الراحلون الواقفون على ارصفة الموانئ . سيظلوا هكذ ا بلا وطن ولا مواطنة تمتم فى سره لعنة الله على الحدود والوثائق والسياسة . ماشانى والوثائق والحزب فليفعلوا مايشاؤن ببلادهم وعلقت عيناه بذلك الضوء المتسلل من نافذة المنزل رقم ٢ فانتباته حالة من الغثيان , ياترى من الساكن الجديد واى حكاية بين جدرانه مازال يتذكر صديقه الابنوسى جابى الذى يقطن ذلك المنزل وتلك الصرخة التى شقت سكون الليل تدوى فى اذنه مازال منظر الدماء عالقا بذهنه كان جابى كثير الشجار مع زوجته الجميلة جيسكا وابنته سارا ذات الخمسة عشرا ربيعا فاجابى القادم من بلا د الشمس كان من اؤلئك الرجال الذى يمسكون بقبضتهم كل شئ ويتمسكون بتقاليدهم وعاداتهم ويعيشون على هامش الحياة فى منافيهم . عكس جيسكا وسارا فقد انصهروا سريعا فى المجتمع الجديد , مما جعل جابى يحس ان جيسكا تتمرد عليه وتخرج من سيطرته وخرج هو من دائرة اهتماماتها التى شملها التغير
سؤال دائما عالق بذهنه يتسلل الى خياله كل صباح وهو يركض ليمارس رياضته الصباحية . يستغرب نفسه كثير فهو يركض منذ ستة عشر عام . يستيقظ فى نفس التوقيت دون منبه سوى ذلك النداء الداخلى الذى يوقظه ليركض دائما يسال نفسه لماذا هو يركض فى الصيف . فى الشتاء فى الخريف فى الربيع لم يتوقف يوما عن هذه العادة الصباحية .
فهو يهرب من نفسه من افكاره من الشجن الذى يسكنه دائما . من احلامه التى يبنيها ويهدمها كل صباح
فى احدى الصباحات رسم وطن كالمدينة الفاضلة ولكن فجاءة دخل فى الاطار الخلفى للصورة المرتشين والانتهازية ولصوص المال العام وهم يصيحون اين نقيم نحن وانت ترسمها مدينة فاضلة , ولم يجد سوى ان يركض ويركض حتى تقطعت انفاسه . وتسارعت ضربات قلبه وعلم انه هالك لا محالة اذا لم يتوقف اا
وشغل نفسه بالتفكير فى الابواب والنوافذ وتذكر نافذة صغيرة فى قلبه اقفل عليها سنوات وسنوات حتى انه لم يعد يستطيع فتحها خوفا من ان تعصف به ,وفجاءة اطلت ملامحها خرجت للنور حكاية كتلك التى خلف النوافذ .
صبية تمناها حلم بها عشقها سهر ليالى ورسم الحلم الجميل , كانت الاولى والاخيرة . ليس قبلها ولابعدها وارتجفت اطرافه مازال تاثيرها كما هو حتى فى الحلم تجعله يرتجف . تذكر الرعشة الاولى . اللقاء الاول . الهمسة الاولى تذكر الضفة والاشجار والقبلة الاولى دائما يحمل الذكرى ترحل معه اينما كان انها كالعنة الفراعنة تطارده تكسر النافذة وتخرج لتسكنه هل تملكته الصبية ؟ ام تملكه الحب ؟ ام هو حلم الحب الاول . لايدرى شئ سوى ان الصبية مقيمة فى حلمه تملكت كل احساسيه رغم العابرات فى حياته رغم الصبايا تطل هى وحدها , يحلم بها , يتمناها اعتاد وجودها فى حياته فهى تطل من حين الى اخر رغم انه يتاكد دائما كل مساء من انه اغلق نافذة الصبية جيدا ليحبسها بعيدا عنه , لكن رغم كل شئ فهو يعلم جيدا انها لعنة الحب اولعنة الهية او لوثة سكنته منذ مراهقته الاولى , وجعلته يركض هرب من اقامتها فيه كوطن محتل .
تلعثم قليلا وهو يطرد تللك الذكرى امسك زجاجة الماء بكلتا يديه ورفعها الى فمه شرب وجاس بنظراته فى تلك الابواب سرح بفكره فالحياة ليست سوى ابواب مغلقة تفتح احدها لتجد باب اخر امامك ثم اخر وهكذا تظل ترحل من باب الى باب حتى تجد نفسك فى اخر الابواب احس بلزوجة العرق تتسلل داخله فجلس ليستعيد انفاسه تزاحمت الصور امامه ابريق جده ومصلاة قديمة وبيوت كالمغارة تدخل اول بيت وتظل من باب الى اخر هكذا هم اهل ذلك الوطن بيوتهم مشرعة الابواب للقادمين للغرباء ذكرى البيوت والوطن جعلته يتذكر ذلك الحزب الذى اذدادت مقاعده فى البرلمان وهو ينادى ويرفع شعاره الوطن لابنائه فقط , لا للغرباء وتذكر ذلك الوطن الذى باعوه فى مزاد علنى بدا البيع ودقت اجراس المزاد وباعوه قطعة قطعة واحدة لميزانية الجهاد واخرى للخصخصة واخيرا باعوا ماتبقى من وطن كصفقة سلام تبا لهذا الوطن المتعفن . وعاد لفكرة الحزب الوطن للمواطنين وليس للغرباء . طوبى لاولئك الغرباء الراحلون الواقفون على ارصفة الموانئ . سيظلوا هكذ ا بلا وطن ولا مواطنة تمتم فى سره لعنة الله على الحدود والوثائق والسياسة . ماشانى والوثائق والحزب فليفعلوا مايشاؤن ببلادهم وعلقت عيناه بذلك الضوء المتسلل من نافذة المنزل رقم ٢ فانتباته حالة من الغثيان , ياترى من الساكن الجديد واى حكاية بين جدرانه مازال يتذكر صديقه الابنوسى جابى الذى يقطن ذلك المنزل وتلك الصرخة التى شقت سكون الليل تدوى فى اذنه مازال منظر الدماء عالقا بذهنه كان جابى كثير الشجار مع زوجته الجميلة جيسكا وابنته سارا ذات الخمسة عشرا ربيعا فاجابى القادم من بلا د الشمس كان من اؤلئك الرجال الذى يمسكون بقبضتهم كل شئ ويتمسكون بتقاليدهم وعاداتهم ويعيشون على هامش الحياة فى منافيهم . عكس جيسكا وسارا فقد انصهروا سريعا فى المجتمع الجديد , مما جعل جابى يحس ان جيسكا تتمرد عليه وتخرج من سيطرته وخرج هو من دائرة اهتماماتها التى شملها التغير