نص سردي :- إنشقاق

فيصل مصطفى

:: كاتب نشـــط::
نص سردي :-
إنشقاق
كوة موصدة
فضاء تسكنه العتمة
يبعثر الصور
يخدد الأخيلة
يرسم خطوطاً متقاطعة
يشكل أبعاداً متداخلة
تسقط أضواء مزغللة
تتباعد
تتقارب
تسمك
تلتهب
تنفجر
تبهت العتمة
تغادر
تظل الكوة موصدة
ينفرد به المكان
يضيق
تتدانى جدرانه
يهبط سقفه
يكاد يلامس هامته
تهتز أرضيته
تضطرب
تتصدع
تتشقق
تتجوف الأرض تحت قدميه
يوشك أن يسقط في الفجوة
أن يُبتلع
ينتبه
يتماسك
يمد يديه
تلامس أحشاء الفراغ
يستعيد إستقامته
تتطاول قامته
تكاد هامته تصطدم بالسقف
* * *
يحاول عبثاً أن يتبين الأشياء حوله
يقرع سطح الأرض بقدميه
لا يهتز
لا يضطرب
لا يتصدع
لا يتشقق
بل يثبت
يصلد
يصلب
يُحار بين الوهمي و الحقيقي
تتكاثف العتمة مجدداً
يتخذ أصابعه ضوء
ليبصر بها الجدران
يشب على أمشاط أصابه
فلا تلامس هامته السقف
يعيدها مهيضة
تتدلى منكسرة
يحرك جوارحه يمنة و يسرة
يشوح بهما
يركل كل شئ أمامه
فيتغير المشهد !!؟...
* * *
تمتد أصابعه
تضغط أزراراً
تتحرك الكرة من حوله
ترسل وقائعها بُؤر دامية حروب أهلية الحاكم يقتل شعبه يفقر الإنشقاق شدقيه يضغط زر المرئية
يدير بصره في الجهات الأربعة
يحدق
يهيم على وحهه
تنشق هوة بينه و بين المرئيات
يتأمل الألفة و الغرابة
يجانس بين المجهول و المألوف
ينفي المثبت
و يثبت المنفي
يفصل اللباب عن القشور
تُحجب الحقيقة
يتجلى المجاز
تتوالد الدلالات
تتصادم
تتيبس
تصير هشيماً
تُوهى
يبهت الترميز
تنشب قطيعة بين اللفظ و المعنى
يتجمد المشهد
يرتعد
يرتعش
يفقد حرارته
يحتضر
يغيبه الفناء يفتح التلفاز مجدداً تتدافع الصور هذا عصر الصورة يرتعب يتملكه الأسى
يسارع بإغلاقه
يروح في سُبات عميق
* * *
يبزغ الفجر
تشرق الشمس
تخترق أشعتها زجاج النافذة
يصحو
ينتفض مُتأففاً
من حدة حرارة الشمس
يسدل الستارة
علها تخفف نوعاً ما
عن صهد أوارها
يضيق ذرعاً بما حوله
يتلبسه ضرباً من الإنشقاق
يحيط به
يحاصره
يبحث عن مخرج
يفقد خارطة السبل
تضيع المفاتيح
يقرع الجدران
يتباعد رجع صداها
يصاب بهزيمة نكراء تسكن الهزيمة دواخله
يحاول عبثاً
الخلاص من قبضة
غير مرئية !!؟...
تمسك بخناقه
تكتم أنفاسه
يهتز
يتشقق
ينهار
يتقوض
* * *
من بين الإنشقاقات
و تراكمات الغيوم
تشرق (نازك) بوجهها الصبوح
تشد من أزره
تقوم إنحناءاته
ترأب صدوعه تحاول أن تداوي موصع البتر
تتقيح جروحه دون أن يستعيد ثلثه
الذي بُتر في غياب وعيه !!؟...
يعجز خياله عن تجسيد الحبيبة
و إستحضار همسها الساحر
* * *
بين الصحو و المنام
تتدافع الأحلام
تتكدس
يكتظ مخزون الذاكرة بالماضي و الآتي
يتعلق بحبائل (إبن سيرين)
عله يفض بكارة شفرة هذا الهول !!؟...
يرى فيما يرى النائم أحلاماً أضغاث أحلام
بل كوابيساً تتواتر
من رأى أنه يسقط في بئر ؛؛؛
فهذه بشارة بالرحيل المبكر !!؟...
من رأى بحراً من بعيد ...
فإنه يقع في براثن الأهوال
من رأى بحيرة فهي المرأة
ذات يسار تحب المباشرة
أكان حالماً أم قارئاً لكتاب تفسير
الأحلام ل (إبن سيرين) ؟؟!... المفتوح أمام ناظريه
من بنى قبة فوق السحاب
فإنه يصيب سلطاناً و ثروة !!!...
أغلق الكتاب ؛؛؛
فكر في قبة السحاب
أأصاب السلطة أم أصابته ؟؟...
أما الثروة !!!....
فظل عديمها على الدوام
ماذا عن المرأة البحيرة !!؟...
كانت كمدائن السراب
بعيدة و قبض ريح !!؟....
أيتابع الحلم أم القراءة ؟؟؟...
لا يدري !!!.
من رأى أنه يغلق باباً
تزوج إمرأة مرتفعة !!!...
هل (منية النفس) إمرأة مرتفعة ؟؟....
من دخل داراً و أغلق بابه
لا يرتكب المعاصي و الخطايا
و يكف لسانه عن فاحش القول
أيواصل القراءة أم الحلم !!!؟؟.. من حُبس طوعاً أو كرهاً ؟؟...
حُبس عنه الرزق !!!..
ذلك وعد غير مكذوب ...
* * *
خرج من غفوته مفتوناً بتفسيرات (إبن سيرين)
يزاوج بين الأمر الواقع و الخيال
يمزج بين طيف (نورالشقائق) و المرأة المرتفعة !!؟...
بين قبة السحاب و الثروة المعدومة ...
يخطو
يتشبث بالجدران
متسانداً صوب الباب
يعالج مزلاجه ...
ينفتح على مصرعيه
ينفذ من خلاله طليقاً
تهب رياح
تئز تزمجر
يتخبط
عديم الإنتماء
بلا هوية
سليب الحقوق
بلا مصدات
يقاوم رياح عاصفة
ترتسم أمام ناظريه
إنشقاقات غائرة !!؟...
 
أعلى أسفل