ناقوس الهجرة المخيف

صلاح عباس

:: كاتب نشـــط::
بدء احييكم جميعا ..
عقول كثيرة أجبرها الواقع المرير علي ترجيح كفة التضحية باجمل ايام العمر التي من المفترض قضائها بين الاحباب والاهل والاصدقاء في اغلي تراب يستعصي انفصاله عن خلايا كل من ينتمي الي هذا التشكيل العريق والي هذا المجد العظيم بما يعرف بالسودان..
حتما هنالك اسباب جوهرية جعلت الكثيرون من خيرة ابناء هذا الوطن اختيار باب الهجرة كحل لما الت اليه الاوضاع والظروف بالبلاد وتحولت الهجرة من غاية الي هدف وذلك لضبابية الرؤية تجاه عملية اصلاح يلحق بها قطار العمر وان يشهد المرء بذورها ان لم يمهله العمر لقطف ثمارها...
قابلت قبل عدة ايام شابا في منتصف الثلاثينيات اثار حفيظة فضولي لماسمعته عنه انه باختصار عالم سوداني قادم من دولة السويد خبير في مجال هندسي دقيق جدا اكمل تعليمه الجامعي بالسودان وتم اختياره لمنحة دراسات عليا بدولة السويد تفوق بامتياز ومن ثم عاد الي السودان ظل قرابة العامين يلهث وراء وظيفة تمكنه من افادة بلاده فيما نهله من علم وتفوق ولكنه اصطدم بحاجز الواسطة والانتماء الي النظام ثم قام بتقديم اوراقه عبر الانترنت خارجيا فحصل علي عدة عروض دون مقابلته شخصيا ارسل له عقد عمل ! من اكبر شركات البترول العاملة بالخليج ارتحل ابننا وهنالك بدأ مسيرة حياته العملية ولم بغفل الجانب البحثي فحصل علي درجة الدكتوراة ومن ثم الزمالة الملكية للمهندسين واصبح يشار اليه بالبنان في المؤتمرات العالمية وقدم الكثير من الاوراق العلمية .. هذا الشاب بالرغم من ماوصل اليه تجد ملامح الحزن ترتسم علي جبينه فقال لي انه كان يحلم بان يغير الكثير في السودان وانه يرضي بالقليل لينفع بلاده ,,
الكثيرون مثله اجبرتهم الاوضاع علي ترجيح هذا الخيار والكثيرون منكم اختاروا نفس النهج.. بالفعل لايستطيع احد القاء اللوم علي من اختار طريق الهجرة ولكننا سنظل نلوم انفسنا علي ماليس بايدينا لانه الشعور بالانتماء..لانه الوفاء وحب هذا الوطن العظيم وهذا الشعب الذي لايستاهل الا الخير....
 
أعلى أسفل