ميرغني النقي «قلت يا حسناء ماء»

ا

ابو نمر

Guest
جئتُ ظمأناً كأني كنتُ في بيدٍ عراءْ
وقتها الليلُ قد أليل وما لنا في البيت ماء
لن أمدّ الصبر حبلاً إن في الصبرٍ عناء
فخرجتُ أطرق الأبواب ليلاً في حياء
فأتتني غادةُ تبدو عليها الكبرياء
عندما طلت عليّ خلتها بدر السماء
وجهها البسام يبدو في نقاءٍ كالضياء
قالت الحسناءُ ماذا؟ قلتُ يا حسناءُ ماء
صبت الماءَ إليّ فغدا الماءُ دواءْ
وغدا جوفي يصيحُ بعد إفراغي الإناء
حمدك اللهم إني قد تماثلتُ الشفاء
*******
جيدها جيدُ غزالِ، وتسيرُ كالمها
فاقت النورَ صفاءً وصفاءٌ اسمها
ميتٌ قلبٌ يراها ثم لا يهفو لها
كل ّ مَنْ أبصرها يوماً قد تمنى حبها
كم شراكٍ وشباكٍ نُصبت من حولها
صاح قلبي في هواها حين ولت ظهرها
ليتها لما سقتني قد سقتني ودّها
*******
قد ظمئتُ حتى إني خلتُ للظمأِ حرابْ
تطعن الجوفَ فيدمي، أو لهيبٍ أو شهاب
لن أمدّ الصبر حبلاً إن في الصبرِ عذاب
فخرجتُ أطرق الأبوابَ من بابٍ لباب
فرأيتُ البدرَ نحوي حاملاً كأس الشراب
فسقاني كأسه الأولى وأخرى ثم غاب
فبذا الجوف يصحُّ وبذا القلب يصاب
*******
لا تقلْ لي ما الذي ساقك إليها لكي تراها
تلك خطوات كتبن ليت قدمي ما مشاها
حين قدمي سار فيها ليت قلبي ما رآها
لستُ أدري حين جئتُ إليها ظامي يا تراها
قد سقتني كأس ماءٍ أم سقتني من هواها
أظمأت قلبي إليها حين أعطتني سقاها
إن قلباً أظمأته ليس يرويه سواها
صاح قلبي في هواها عندما ساقت خطاها
ليتها كانت فتاتي، ليتنى كنت فتاها​
 
أعلى أسفل