ميرغني النقي «غضب الشعوب»

ا

ابو نمر

Guest


مهداة لكل الحكام العرب
__________

غضبُ الشعوبِ
******
غضبُ الشعوبِ كأنه بل إنه
ماءُ القدورِ والصدورُ قدورُ
إن ظلّ فوق النارِ حيناً بارداً
لا بدّ أنه ساعةً سيفورُ
غضبُ الشعوبِ إذا تفجر أو غلى
فكأنه البركانُ حين يثورُ
يقضي على من حوله ويبيدهم
فإذا الجميعُ بجوفه مقبورُ
يا من قبرتم في الضلال وما لكم
يوم النشورِ من الضلالِ نشور
إن الصدورَ إذا غلت أحقادها
يوماً بما يغلي بها ستمورُ
فتجنبوا حقد الصدورِ فإنه
نارٌ أوارُ سعيرها مسعورُ
يا من تسعر في المحاكمِ جورهم
وبعهدهم أرضُ العدالةِ بورُ
القهرُ والإرهاب ليلٌ مظلمٌ
والليلُ أظلمُ ما يكون النيرُ
والليلُ مهما كان حجمُ ظلامه
سيذوب حالاً حين يسطع نورُ
إن أخمد المصباحَ ريحٌ فسادكم
عند الصباحِ سيرحل الديجورُ
والبيضُ سهل الكسرِ إلا أنه
يوماً إذا كسرته سيطيرُ
وتراه في أفقِ الفضاء سحائباً
لمّا تحلقُ في السماءِ نسورُ
قدرٌ سيأتي ذات يومٍ يا ترى
أين المفرُ إذا أتى المقدورُ
إذاك لن تغني شفاعةُ شافعٍ
أبداً ولا للمستجيرِ مجيرُ
كلا ولا الأعذار تنفع عندما
لا ينفع التقديمُ والتأخيرُ
غضبُ الشعوبِ جهنمٌ وسعيرها
وجهنمٌ للظالمين مصيرُ
.................
يا أيها الشعب الذي من حقه
طلبُ الحياةِ بما قضى الدستورُ
فيما التراخي والتواني وعهدكم
شعبٌ إذا عزّ المرامُ غيورُ
كم هبّ في وجه المظالم ثائراً
لا يستكينُ ولا يخيفه جورُ
تدعوه وهو المستجيبُ لمن دعا
للعدلِ يرمي وللسلامِ يشيرُ
أناتُ مكلومٍ ودمعُ ثواكلٍ
ودمُ العفافِ الطاهرُ المهدورُ
ثوروا على كل الطغاةِ ورددوا
الحقُّ أكبرُ والمرادُ كبيرُ
يا من يريد إلى حياته معبراً
ما للحياةِ سوى المماتِ عبور​
 
أعلى أسفل