من يعبر الرؤى

magic4sudan

:: كاتب نشـــط::
كان مكيف الغرفة ينفث بكل طاقته .. خليط من حرارة و بعض خيوط رفيعة من الهواء البارد .. و محاولاتى للنوم المستحيل متوالية حتى اننى نهضت من سريرى , تجولت عبر الغرف , جلست لأكتب , ثم عاودت الكره أحاول النوم رويدآ رويدآ اصابنى شيئ منه فدخلت فى مراحل النوم و لكنى لم اصل السبات , و فى تلك اللحظات شاهدت فيما يرى اليقظان .. و فى لحظات أظن فيها تغلبت خيوط الهواء البارد على جحيم باقى الخيوط الكثيفة لحرارة الهواء .. غلبنى النوم و رأيت نفسى .. أقف معى أوراقى الثبوتية فقط .. فى طابور طويل للقادمين فى أحدى محطات السفر , و الصف يمشى قليلآ ثم ينتفض الجميع , وأذا برجلا أمن هذه النقطة الحدودية .. يقتادا رجل عنوة الى المجهول .. مقدمات تسحب باقى الهواء من رئتيك .. تخدرك قليلآ قليلآ كلما تقدم بك الصف .. البعض أصابه دوار السفر أو فوبيا مواجهة رجال الأمن .. فسقط لا حراك له .. متجنبآ .. مصير مجهول او هو للحظات آمن .. اما المتمرسين فى السفر و الغياب و البكاء و النحيب عند كل محطة او كاونتر هم سلبيوا السلوك مثلى .. لا يحركون ساكنآ و ان كانوا يتصببون عرقآ .. و يقل معدل الملح فى اجسادهم .. فيفقدون كميات كبيرة من الماء و قد ينخفض او يرتفع ضغط دمائهم
شاهدت فى الحلم .. اننى أُقتاد داخل مكتب لهم .. و للحقيقة كانت معاملتهم لى هى الأحسن .. اتى أحدهم بحقيبة ليست لى .. و أن زعم أنها لى .. وانا اردد نفس كلامى .. لم أت بأى شئ سوى جواز سفر و اشواقى .. هنا لا يفيد كلام الشعراء .. لا يفيدك أن ترتب الأحرف و أن تدبج الحديث و تستخدم صيغ منتهى الجموع فى تعظيم أحدهم .. لا يفيد
و ببساطة قالوا لى أمضى .. و جوازك هنا .. أذهب قابل رئاسة ما فى مكان ما .. بلا اثبات شخصية ولا نقود ولا وجه باق لى , ذهبت الى غرفة الأفراج .. وجدت هناك أمراءة .. كأنها تعرفنى و لست أعرفها قالت : ماذا حدث .. حكيت لها .. مبتسمة قالت : اين حقيبتك ؟؟ قلت : ليس لى قالت : الجميع لديه واحدة أطلبها منهم لنرى .. رجعت الى غرفة التحقيق .. - الأمور تبدو غريبة -أنت تذهب و تروح وتجئ لا احد يسألك .. هذا لا يهم
سألت الضابط المسؤول .. أشار الى ركام هائل قال .. خذ ما هو لك .. لم ألتفت كثيرآ للكلمات .. هنا الجميع فى غاية الغرابة .. أخذت حقيبة كتب عليها أسمى باللغتين العربية و الأجنبية .. و تعجبت
رجعت الى تلك المرأة .. هذه المرة تصفحت بعناية ملامحها من بعيد حتى وصلت لها .. هى ليست دميمة و ليست فى غاية الجمال هى وسط
ك كل النساء اللائى عرفتهن .. و لكنها مألوفة و بشوشة و كان معها طفلان .. يدمعان بلا صوت للبكاء
و فجاءة أتى رجل .. سلم على بالأسم .. بشوش الوجه و عليه قدر من الوقار .. قال أين حقيبتك ؟؟ فتحها فأذا هى مليئة بحبوب لم أعرف اسمآ لها .. تبدو ك القمح الآ ان لونها مائل للسمرة أكثر .. و مع الحبوب شئ صغير كأنه عجينة صلبة من نفس الحبوب او شبيه له .. أستبشر الرجل .. و ضحكت المرأة .. و حاولت أخذها بسرعة .. لكنى امسكتها و أقتطعت قطعة قدر الربع و أعطيتها للرجل .. و أخذت منها شئ يسير لى .. أقل مما أعطيته .. و قسمت بين ابناها معظم البقية و اعطيتها مثلى او يزيد .. و حال نفسى تقول .. ليست قسمة ضيزى
قالت المرأة .. اذهب معه اى الرجل .. و سوف تقضى ما جئت من أجله
هل تعُبرون
 
ما أروع !!
قلمك عذب بسيط يتملك الشعورَ , لا اريد ان اخدش بحروفى الهزيلة شعاع هذه الجمال النوراني مجدي ... انها حقا فيها رائحة السماء وقطعة منه ...
شكرا قد لاتكفى فى حرم هذا الجمال , والصمت هنا جريمة يعاقب عليها الجمال ..

 
الاخت فوزية حسين

تحيات

كثيره هى الحكايات .. و أجملها ما يرتبط بمبدأ أو خلق جميل
القصص ليس كلها تنبه الى هكذا فضيلة .. لكنه ضرب أو هدف يأخذ من وراء القصص و أنا أفضل هذا .. لانى أكتب الشعر ولا أختم أى عمل الآ بشئ كموعظة أو غاية سامية

أشكر لك الحضور مع الرؤى الجميلة و الاحلام

و كونى بخير
 
انه الوخز بالكلمات او بالعبارات

ان تحرينا الدقه لكنه وخز ينبه مركز الدهشه ويجعله يومض

لك التحيه علي هذا الالق
 
الاخ / عوض خضر

تحية وسلام

أشكر لك الحضور الرائع و الكلمات القوية
فى تفسير جزء من حقائق أو خفايا النص
البعض يقرأ القصص و الرواية للتسلية ولا يفهم المغزى
و البعض يقرأ للمتعة و لإعمال العقل و التفكر فيما يقصد الكاتب من وراء الاحداث

سلمت عوض خضر و سلم عقلب و القلم
وكن بخير
 
أعلى أسفل