~ مقـتطفات ~



502_1323809276.png



[RAMS]http://www.islam4m.com/nashed/al3fasey/749.mp3[/RAMS]


أغيب وذو اللطائف لا يغيب وأرجوه رجاءً لا يخيب

وأسأله السلامة من زمانٍ بليت به نوائبه تشيب

وأنزل حاجتي في كل حالٍ إلى من تطمئن به القلوب

فكم لله من تدبير أمرٍ طوته عن المشاهدة الغيوب

وكم في الغيب من تيسير عسرٍ ومن تفريج نائبة تنوب

ومن كرم ومن لطف خفي ومن فرجٍ تزول به الكروب

ومن لي غير باب الله باب ولا مولاً سواه ولا حبيب

كريمٌ منعم بر لطيف جميل الستر للداعي مجيب

حليم لا يعاجل بالخطايا رحيمٌ غيث رحمته يصوب

فيا ملك الملوك أقل عثاري فإني عنك أنأتني الذنوب

وأمرضني الهوى لهوان حظي ولكن ليس غيرك لي طبيب

فآمن روعتي وأكبت حسودا فإن النائبات لها نيوب

وآنسني بأولادي وأهلي فقد يستوحش الرجل الغريب

ولي شجن بأطفالٍ صغار أكاد إذا ذكرتهم أذوب

ولكني نبذت زمام أمري لمن تدبيره فينا عجيب

هو الرحمن حولي واعتصامي به وإليه مبتهلاً أتيب

إلهي أنت تعلم كيف حالي فهل يا سيدي فرج قريب

فيا ديان يوم الدين فرج هموماً في الفؤاد لها دبيب

وصل حبلي بحبل رضاك وأنظر إلي وتب علي عسى أتوب

وراعِ حمايتي وتول نصري وشد عُراي إن عرت الخطوب

وألهمني لذكرك طول عمري فإن بذكرك الدنيا تطيب

وقل عبد الرحيم ومن يليه لهم في ريف رأفتنا نصيب

فظني فيك يا سندي جميل ومرعى ذود آمالي خصيب

وصلِ على النبي وآله ما ترنم في الآراك العندليب
 


502_1325702476.gif


~ فلا تطفئيه ~


كنت وأنا فتاة... (هكذا حدثتنا) أعيش بهواي.. أتفنن في زينتي ومكياجي.. وعطري يفوح لأمتار.. ليرى الناس كم أنا أنيقة وجميلة..

وذات يوم.. خرجت إلى السوق مع والدتي.. وبينما أنا أمشي إذ سمعت فجأة صوتاً من خلفي ينادي بحب وحنان:
يا حبيبتي... يا حبيبتي.. فالتفتُ فإذا بسيدة تصافحني بحرارة .. فصافحتها بدهشة .. فشدت على يدي وقالت بصوت ملائكي حنون: يا حبيبتي... إني أرى الله قد ألقى على وجهك نوراً.. فلا تطفئيه.. بظلمة المعصية... فأخذتني العزة بالإثم وأبعدت يدي عن يدها ومضيت غير أني أحسست كأنما كلماتها قد نقشت في قلبي...

فلما عدنا إلى البيت... صارت تأخذني رعدة شديدة كلما تذكرت كلماتها (إني أرى الله قد ألقى على وجهك نوراً ... ).
وساقتني كلماتها إلى المرآة .. ونظرت إلى وجهي.. كأنما أراه لأول مرة.. وخيل إليَّ في وجهي نوراً يضيء ثم يخبو ... عندئذٍ ... رنت في فؤادي كلماتها (فلا تطفئيه بظلمة المعصية ... )

صليت في هذه الليلة... صلاة العشاء، صلاة متدبرة لأول مرة في حياتي... ثم أويت إلى فراشي... غير أن النوم جافاني... وبدأت كلماتها ترنُ من حولي... فلا تطفئيه... فلا تطفئيه... فلا تطفئيه...حتى خيل لي أني أسمع صوتاً يناديني يا فلانة ... إن الله قد ألقى على وجهك نوراً... فلا ... عندئذٍ لم أدع الصوت يكتمل بل قمت مسرعةً إلى سجادتي... وقلبي يكاد ينخلع من شدة الخفقان... وخررتُ ساجدة وأنا أهتف أعاهدك يا رب... ألا أطفئه أبداً... وبدأت الدموع تنهمر مدراراً وأنا أقول: يا رب... لقد أمهلتني طويلاً... ما أكثر نعمك... وما أقل حيائي... يا رب.. وترددت صيحة الحق من المسجد المجاور لبيتنا وأنا في بكائي ونشيجي .. ومن لحظتها وفيت بعهدي فلم أطفئه بمعصية أبداً...

المصدر: مجلة حياة العدد (مع بعض التصرف)


502_1325703947.gif


 
أعلى أسفل