محمد المهدي المجذوب «سـيرة»

يوسف عوض الباري

:: كـاتب نشــط ::
سـيرة

البُنيّاتُ فى ضرام الدلاليك تسترن فتنةً وانبهارا

من عيونٍ تلفّتَ الكحلُ فيهنّ وأصغى هُنيهةً ثمّ طارا



نحن جئنا إليك يا أمّها الليلة بالزين والعديل المنُقّى

نحن جئناك حاملين جريد النخل فألا على اخضرارٍ ورزقا



العذارى ألوانهن الرقيقات نبات الظلال شف َّ وحارا

رأمته الخدور ينتظرُ الموسم حتى يشع نورا ونارا

ينبرى الطبل ينفض الهزج الفينان طيراً تفرقاً واشتجارا

موكب من مواكب الفرح المختال عصراً فى شاطىءِ النيل سارا

الجمال الغرير يسفر غفلان فلم ننس فى الزحام الجوارا

والعبير الحنون هلل فى صدرى طيفاً موصلاً واعتذارا

نحن جئنا إليك يا أمها الليلة بالزين والعديل المنقى

نحن جئناك حاملين جريد النخل فألا على إخضرارٍ ورزقا



ومشى بالبخور من جعل الخدمة فى الحى نخوة وابتدارا

حافيا مسرع الخطى باسم النجدة حيّا حفاوةً وابتشارا

وعجوز تحمست حشدت شعراً تعالى حماسة وافتخارا

قلبت صوتها تأمل أمجاداً قُدامى فرق حيناً وثارا



رفعت فوق منكب طبلها الصيدح تحت الأكف خفقا

يتغنى لأنفس إن تشهيّن طلبن الحلال قسماً وحقّا

وتشيل البنات صفقا مع الطبل ورمقاً من العيون ورشقا

وغزالٍ مُشاغبٍ أصلح الهدم أرانى فى غفلةِ النّاس طوقا



تتصدى حمامة كشفت رأسا وزافت بصدرها مستطارا

شلوخها حتى تُضيىء فأضمرت حناناً لأُمها واعتذارا

وطنى كم بكيتُ فيك وخانوك وصدقت دينهم والدمارا

نحن جئنا إليك يا أمها الليلة بالبحر والعريس والمنقى



حجبوها وليّنوا العيش ما كان حجاب الكنين قيداً ورقا

هى ستُّ البنات ستُّ أبيها كرماً يحفظ الجوار وصدقا

وجلوها فريدة جفل الغواص عن بحرها خطاراً وعمقا

وهوى عاشق وطار وأهوى السوط رعداً بمنكبيه وبرقا

يتحدى عقوبة الصبر فالحرمان أمسى من السياط أشقا

مُهرة’’ حرة’’ وتنتظر الفارس يحمى حريمها والذِّمارا

وأتاهُ العبير من خمل الشبال حياه جهرة لا سرارا

موعد لا لقاء فيه وتاجوج تولت عفافة وانتصارا

وبنان توضحت وطواها الثوب حيا ببسمة تتوارى

نفضت عن سوارها بصرى يسعى إلأيها فما تحب الحوارا

لهف نفسى على صباى الذى كان وما فيه من لعاب العذارى

من عذيرى من غربة أخذت روحى وألأقت علىَّ وجها مُعارا



ما سقتنى على الظّما شفة’’ خضراءُ أحلى من الزُلال وأنقى

كشفت وجهها وزينتها الحُسنى وكم أشتهى وكم تتوقّى

غسلت مُهجتى بطهر سجاياها فلم ترض أن نهون ونشقى

سُنّةُ العشقِ فى بلادى كتمانُُ وبُقيا على المحارم وثُقى

وأفترقنا على حنان نُواسيه وكان الفراقُ جداً ورفقا

أنا أهواك يا بلادى ما واليتُ غرباً ولا تبدلت شرقا

ما طموح الموظفين إلى الجاه طموحى ، مع المساكين أبقى

آه من قريتى البرئية لا تعلم كم فى مدينة الترك أشقى

فندق لا جوار فيه ولا أرحام تنهى ولا معارف تبقى

وطوانى الدُّجى هناك ومصباحى عمىُُ فى صخرة الليل يرقى

أشتهى الدلكة العميقة والكركار والقرمصيص ماج ورقا

وبعينى قوافل النخل والنيل حداها تجيىءُ وسقاً فوسقا

بردت جرَّتى وذا القرع المنقوش يسقى حلاوة النيل طلقا
 
أعلى أسفل