محمد المكي ابراهيم «عيونهما عليها التوت»

يوسف عوض الباري

:: كـاتب نشــط ::
عيونهما عليها التوت
(إلى الزوجين انجيلا وجوتفريد- رفيقي عمل)

وحلاَّ بيتَ سيدِنا فما اكترثت موائدُه
ولم يتوقفِ التيارُ
لم ينثرْ رشاشةَ حُبْ
أقولُ الحقَّ جزءََ دقيقةٍ وقفا:
تهامسَ سدنةُ الآلاتِ : يأتي زوجُها معها
وقالت أختُنا الكبرى : غرامُهما بحارُ اللونِ
عند الفجرِ
ألويةُ الطيورِ الضائعاتِ الرّ كْب
غرامهما هنيهةُ حب " .

وعاد لسيره التيَّارُ لا َغنّى ولا صخبا
ولا قُمنا نقدمُ للعروسِ الخبزَ والعنبا
هززنا الكتفَ : تأكل لحمَ ساعدِها
كأمرِ الرّبْ.

* *

لضيفينا عذوبةُ دميةٍ حولاءَ،
رقةُ قبلةٍ لم تعرفِ الشبقا

لضيفينا تآلف توأمين تدلّيا من جنّةِ الفردوس
عريانين،
تاها في فجاج الأرضِ، ثم تلاقيا
وَضَعا فماً في الفم، واعتنقا.

عيونهما عليها التوت :
تحسبُ أنها من أجله كانت
وأنّ لأجلها خُلِقا
وأن عوالماً من آخرين تدبُّ حولهما بلا أصوات
عيونهما تعرَّت من سياج الضوءِ،
دقَّتْ في بساط الآن خيمتها
وعافتْ لذَّة الإنصات .
تعزَّت ويحها لم تدرِ أن عزاءها نجمٌ قصير الليل
فَتْلَةُ ريح.
**

وشيكاً يفجعُ السُمَّار صدعٌ في جبين الشرق
وشيكاً شرنقاتُ العُمرِ عن فجر الرؤى تَنْشَق:
غرامكما مصالحةٌ بدرب الرزق،
غرامكما ركودُ النهر ، بِذْرُ ألوهةٍ في السّبْخِ
شمسٌ رأسها في الوحْل
ستبتر كفّه الآلات ،
تقذفه ضِماداً بالدما(ء) مُبْتَلُ

وتبكي أختنا الكبرى ،
يمصمص بالشفاهِ الأهل

**

لعلَّ هواكما مدّ الجذور إلى حنايا الأرضِ
شاد الدارَ،
هيَّأ مهد طفلكما ... لعلَّ ، لعلْ
 
أعلى أسفل