محمد اسماعيل الرفاعي «نعش وخمس مآذن»

يوسف عوض الباري

:: كـاتب نشــط ::
«نعش وخمس مآذن»
محمد اسماعيل الرفاعي

ذاكَ لِأنّي حينَ طَفِقْتُ أُفَتِشُ عني
كِدتُ أتوهُ بِداخِلِ نَفْسي
ثُمّ أعودُ بخفِّ حُنيَنْ
( إتْوهدبتُ) تماماً غِبْتُ بِجُبٍّ
يُشْبِهُ غَيْمَةَ نَفْسي الحَيْرَى
أو يتوارى خلْفَ سِيَاجٍ يَحْجُبُ زيفي
إذ يتَرآى مثلَ لُجينْ
شُلّتْ قَدَمِي زَلّتْ حينَ ذُبِحْتُ
بِداخِلِ جُبّي
خِرتُ وخَارتْ كُلُّ قُواي
ذَرَفْتُ دمُوعاً سالتْ مِنّي
ثُمّ اقترنت في ِصدْغيّ كما النيلين
فارت كالتنّورِ وغارت
في دَيجورٍ مِن مأساتي
غنّت بعض َ أنينِ ( سُكاتي )
ثُمّ تَمادتْ إذ ما عادتْ
تَغْرَقُ جَهْلاً في الأحزان
موجٌ عاتٍ هَاجَ وماج َ
بِجَوفِ مُحِيطِ الحُزْنِ الدافِق
غَنّى شجواً ثُمّ تَغَنّى
بِتَرانيمِ نِعُوشِ الموتّى
حينَ تغَلْغَلَ في الوجدانْ
هدَأتْ نَفْسِي سَكَنَتْ
حِينَ وجَدْتُ النّفْسَ تسامت
وهي تُصَارِعُ هَفْوةَ نَفّسي
حينَ يَغيبُ العَقْلُ الراجِحْ
تُلْجِمُ ذاكَ المُهْرِ الجامِحْ
تُصبِحُ فوراً مثلَ مكابِحْ
تُوقِفُ عَرَ بَةَ فِسْقٍ ( طافِحْ )
عاث فساداً حينَ ( تَحَكّرَ ) في الأركانْ
هَزِجْتُ ، هَزِجْتُ لِأنّي عُدْتُ
لفوري نقيّاً مثلَ الثّلجِ
طَهْوراً ، طُهراً مثل البَرَدِ
شفيفاً حينَ حَفِلتُ بِبعضِ صَفاءٍ
رَقَّ يُحاكي لونَ الماءْ
بَعْدَ بُلِيْتُ بِبَعْضِ غَباءٍ
جَرَّ إزاريَّ نَحْوَ الجرْفِ الهارِ
غَدوتُ أسيرُ أسيراً كالمُومْيَاءْ
عادَ الفَرَجُ الأكبرُ يَهْزَجُ سَعْداً
حينَ رَقَصْتُ أُغَنّي طَرَباً
إذ ما اجْتَزْتُ عَتِيَّ الموجِ
نَجَوتُ بِنَفْسِي
لم أسْتَسْلِمْ للطوفانِ الآتيَّ نَحْويَّ
أسَداً يَزأرُ ، كَلْباً يَعْوي
أو .. يتَلَوّى كالثُعْبان
 
أعلى أسفل