مجزرة فض الاعتصام بعد ثلاث سنوات, و قد(حدَس ما حَدَس)

abdalaziz mohammad

:: كاتب نشـط::
بقلم: عبدالعزيز وداعة الله
نستهل مقالنا بما جاء في الاسلام مِن حُرْمْة القتل, ففي الآية33 من سورة الاسراء(وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ), و في الآية92من النساء(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً),و(ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما )النساء-93 , و الآية 32من سورة المائدة( مَنْ قتَلَ نفسا بغير نفسٍ أو فسادٍ في الارض فكأنما قتَل الناس جميعا, و مَن احياها فكأنما احيا الناس جميعا), و من الاحاديث الشريفة( مَن اعان على قتل مسلم و لو بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس مِن رحمة الله) , و ( لو انّ اهل السماوات و اهل الارض اشتركوا في دمِ مؤمنٍ لأكبّهم الله في النار) و في الحديث الشريف المتفق عليه عَنْ عبدالله بْنِ مَسْعُود : (لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ..), و أخرج النسائي والترمذي عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم).
وكان مِنْ المتوقع أنْ ينتفض جيشنا لكرامته التى أُنتُقِصَتْ أمَام قيادته العامة – جيشنا الذي كنّا نتغنَّى له بالحارس مالنا و دمّنا- إذ أحس ادنى تراخٍ مِن قِبَل لجنة(نبيل) (اديب), فأين النُبْل و اين الأدب و قد مرّتْ ثلاث سنوات على مجزرةٍ اطفالنا في رياض الاطفال يعرفون الذين تورطوا فيها و تلطّختْ اياديهم الآثمة فيها سواء كان بالتخطيط و التوجيه او التنفيذ الوحشي البشع. و هي جريمة فظيعة آثم كُل مَن ساهم فيها بأي قدر: (إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ) الآية8 من سورة القصص, و مفردة فرعون(pharaoh) تُطْلَق على كل طاغية تجبَّر(وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ)القصص-الآية39
و انقضتْ ثلاث سنوات بشهورها و لياليها على جريمة اغتيالات أُعِدَّ لها عتاد عسكري ضخم جزءٌ منه كفيل بتحرير حلايب, فأي عارٍ و هوان على جيشنا و على منظومتنا العدلية كل هذا الصمت و كتمٍ للشهادة, هذا بعد انْ استمسك القتلة بدون حياء او انسانية او دِين. فالشهداء الكرام استجاروا بالجيش, آخذين في الاعتبار مقولة جيش واحد شعب واحد, و ما كانوا يتوقعون الغدر بهم بهذا المستوى مِن الجبن و الخساسة و الدناءة. وإن تقاعست العدالة في القِصاص مِن القتلة, فإنها آتية لا محال و إنْ تأخرتْ.
و قد أخذتْ هؤلاء القتلة العِزّة بالأثم فازدادوا استكبارا و سفكاً لدماء المواطنين العُزَّل, و(كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ)غافر-الآية35, فمجموعة المكون العسكري في مجلس السيادة لا رغبة لها في سماع المتظاهرين, بل انهم وضعوا جنودهم و كل ما يصد المتظاهرين السِلميين مِن الوصول الى القصر و الذي لولاهم لَمَا حلموا بمجرد الوقوف على بواباته, و عملوا فيهم قمعا و تقتيلاً و بلغ عدد الشهداء بعد انقلاب 25 اكتوبر المئة شهيد برصاص حي في مواضع حساسة في اجسادهم الطاهرة, و قد حسبوا انهم آمنين مِن العقاب: ( وَكَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ , وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ) سورة غافر-الآية37.
و إنَّ التساهل و التباطؤ في تحقيق العدالة و القِصَاص مِن القتلة شجَّعهم على سفك المزيد مِن الدماء, و لذلك حينما يأمرنا الله سبحانه و تعالى بالقِصَاص فإنما ذلك لضمان حياة آخَرين حسبما جاء في الآية 179 من سورة البقرة(وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ), فلو اننا نفَّذنا كلام الله مع القتلة بعد الاعتراف البيّن مِن المتحدث-حينها- باسم المجلس العسكري بأنهم خططوا و وجَّهوا و أنْ (حدَس ما حدس) لَمَا فقدنا هذا الكم الهائل مِن كوكبة الشهداء, و لَمَا عادت ثقافة القتل في دارفور من جديد و لا تمددتْ عصابة9 طويلة.
فيا (نبيل) و كل مَنْ تولَّى أمراً مِن امور العدالة نقول لهم اتقوا دعوة المظلوم, و إذا جار الوزير وكاتباه وقاضي الأرض أجحف في القضاء فويل ثم ويل ثم ويل لقاضي الأرض من قاضي السماء, و في الحديث الذي رواه البخاري و مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي -صلى الله عليه وسلم بعث معاذاً إلى اليمن وقال له : ( اتق دعوة المظلوم ، فإنها ليس بينها وبين الله حجاب ), و ما جاء في الآية109 من سورة النساء(ها انتم جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة, أم مَن يكون عليهم وكيلا) و الآيتيْن45و46 من سورة الطور(فَذَرْهُمْ حَتَّىٰ يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ . يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ).
و نختم بالآية52من سورة غافر(يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ , وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ), و انَّ الله يمهل و لا يهمل, و انَّ دعوة المظلوم ليس بينها و بين الله حجاب, واحذر من المظلوم سهما صائبا,, واعلم بأن دعاءه لا يحجب. فلا المظلوم سيهدأ و لن يترك الظالم يهنأ. و الحديث الشريف: (أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الدِّمَاءِ)
 
أعلى أسفل