لعنة الالوان

صلاح هداد

:: كاتب نشـــط::
الشعراء قد ظلوا دائماً يغامرون أو يقامرون من أجل الشعر. منهم من ضحى بصحته أو أسرته أو مستقبله أو بأمنه أو حتى بحياته. من هنا ارتسمت صورة خاصة للشعراء في الأذهان. من المسموح للروائي أن يكون عاقلاً خبيراً بأمور الدنيا ومتحكماً في تصرفاته. أما الشاعر فينتظر منه أن يكون مكتئباً محكوماً عليه بالهلاك ومدمراً لنفسه قبل أن يدمره الآخرون".
مرثية لشاعر ورسام وروائي
بهنس لم يمت!!!!بل همو الأموات
القبح يملا هذا المكان ..
.وهنا يتوشح الفرح لون الفجيعة....
وهنا تتكشف السواءات ..
.وتتهاوى اقنعة اعداء الفضيلة
..وترجل الفارس وتناثرت في تلافيف الفراغ
بقايا اللون والمداد وذرات الرماد ..
شاخت فحولتكم يا انصاف الرجال..
اواه يا بهنس !!!
.هل كنت تسمعني حينما صفق الموج حزنا ...
ورمى المحار على الضفاف ..
كنا شهودا ولكن كنا الضعاف ..
وحدك يا بهنسي تحمل المصباح والتابوت وعبقرية التأويل
واللغة المضيئة والفصاحة وسحر البيان ...
واراك الان تخرج مع انفاس الصباح ...
تمعن في دهاليز الغياب الحضور
...عمدا تعلمنا الشمو خ والصمود...
ومعادلة الفناء ..ودلالات العز
ومعنى الكبرياء
وتسقينا بكفيك عصير الانتصار
ومضيت حافيا عاريا الا من اثواب الفضيلة
هازئا بالموت…….
فتحتويك أجنحة الجلال....
والباب مشرع بلا ريتاج
وراحيل ترشف نخب المواجع
والغلابى يزرعون الطرقات جيئة وذهابا
...............
وبقامتك المديدة واحزان الغابة والصحراء ...
واختلاجات المشاعر ...والشجن النبيل
ولعنة الالوان ...والتاريخ والوجهات والاقصاء
..تلوح للمدن التي اوجعها ليل التجاهل ...
ضحكاتك والوميض المنثال من عينيك ..
.ترحل في هدوء ...
وفي جعبتك حقول الورد والانغام والالوان ....
الان أدركت لماذا أنت حزين
ولماذا تموت النوارس في المنافي ...
يقينا أنت فينا .....
وراحيل اليتيمة كالفنارات ترسل حزم الضياء
لم تمت بل هم الاموات
حتما همُ الاموات ...
 
أعلى أسفل