كل كوز و إنْ طال حُكْمِه يوماً بإزالة التمكين مفضوح

abdalaziz mohammad

:: كاتب نشـط::
الناس في السودان الآن بعد الثورة المجيدة صنفان لا ثالث لهما, فالصنف الأول هو غالبية الشعب العُظمى و الصنف الثاني هو القِلَّة التي كانت حاكمة و مَن شايعهم, أمَّا مَنْ يحاول خلق صنف ثالثٍ ويضع نفسه فيه فهو مخطئ, و هؤلاء في الاصل مِن الصنف الثاني و لكنهم يرقبون الاوضاع مظنة عودة النظام البائد على أمل فشل حكومة الفترة الانتقالية و حينها يعودوا لضلالهم القديم, و إذا ما جاء العكس قفزوا في سفينة الشعب و ثورته, و هُم في الحالتين خاسرين, ذلك انَّ عودة النظام البائد لن يتأتي بأي حال من الاحوال ما بقي هذا الشعب العظيم, و ان نجاح حكومة دكتور حمدوك لن يؤهلهم لقبول الشعب لهم طالما لا تزال رائحة اياديهم و ألسنتهم النتنة التي كانت عونا للنظام البائد باقية. و اكاد اجزم قاطعاً بأنَّ أي شخص- و لا اقول انسان- يتعاطف مع(بني كوز) بعد ثورة الشعب المجيدة و الاطاحة بنظامهم و افتضاح فسادهم بالدليل لا خيْر فيه و انه منتفع منهم بل هو أسوأ منهم, أو انه ضارب في السذاجة.
و الكوز كوز و إنْ طالت لحيته فهو متاجر بالدين, و قال احد الظرفاء: كل كوز و إن طالت سلامته, يوما الي كوبر او الي المقاصل محمول. و تجمعهم ارذل و احط الصفات: فمعظمهم إنْ لم يكونوا جميعا أتي من أُسْرة فقيرة, و الفقر ليس عيباً و لكن العيب كل العيب ان تنكره و ان تتنكر لمجتمعك الذي نشأتْ و ترعرعت فيه, و يتفقون في شدة الوله و النهم فما أنْ تقع اعينهم علي مال عام او خاص إلاَّ احتالوا بالحصول عليه و نهبوه, و إذا ما رأوا فتاة جميلة إلاَّ سال لعابهم عليها و تزجوا منها مثني و ثلاث و رباع, و بعضهم كان إذا ما أكمل الاربع زيجات و رأي مَنْ سلبتْ لُبّه طلَّق و تزوج و قد بلغ بأحدهم ان تزوج سبْع نساء, و مثال لهذه الفئة هو وزير اسكانهم الذي امتلك مئات قِطَع الاراضي, و يتفقون في باقي الشهوات كشهوة تناول كل طيّب المأكل و المشرب و الملبس و بمثل متاجرتهم بالدين فقد قال احدهم مستشهدا بالآية 31من سورة فصلت و بأنهم المعنيين بها : (.نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ... ) و نسوا شعاراتهم: (لا لدنيا قد عملنا) و يتفقون في التباهي بما نهبوه و اقتنوه من مباهج الدنيا,, و يتفقون في ثقافة تصفية الخصوم أو حتي مَنْ كان منهم لكنه اظهر أو كشَفَ فسادا و نصحهم بالتعفف. و ما فعلوه بالبلاد و العباد بعيد كل البعد عن الوطنية و الاخلاق فقد كانوا مجردين من الاخلاق التي ما جاءتْ الرسالة المحمدية إلاَّ لِتكملة مكارم الاخلاق, فقد كان عند الجاهليون قبل الرسالة يمتازون بمكارم الاخلاق و لذلك قال صلي الله عليه و سلم: ( إنما بُعِثتُ لأتمم مكارم الاخلاق) بما يعني بوجود مكارم الاخلاق, و يتفقون في أنْ لا حظَّ لهم مِنْ الإبداع أو الاهتمام به فمنذ انتزاعهم للسلطة بقوة السلاح مات الابداع فيهم و ضيقوا علَى المبدعين, فكل اهتماماتهم هي ملذات الدنيا مِنْ طعام و نكاح, و حتى نجاحهم في المجال الاكاديمي كان مكذوبا و ضئيلا بسبب ضمان نجاحهم حتي لو لم يدخلوا القاعات الدراسية, و انظر حولك لِمَن كان منهم فإنك بلا شك ستجد فيه مَن تنطبق عليه الآية 44من سورة الفرقان: ( إن هُم كالأنعام بل هُم اضل سبيلا).
و افتضاح فساد الكيزان و بُعْدِهم عن الدين مستمر, و إنك لو اردتَ اغضاب طفل فلا اكثر مِن ان تقول له يا كوز, و مع هذا الافتضاح نعجب لدفاعهم عن انفسهم بشكل يدعو لزيادة السخرية و الاشمئزاز منهم, ليس هذا فحسب, بل ان بعضهم حاول استخدام اسلوب الهجوم خير وسيلة للدفاع فتجدهم يوكلون مَن يدافع عنهم امام المحاكم, و اعجب و الله لجرأة هؤلاء المُدافِعين عن مَنْ أجْمَع الشعب علي رفضهم و الاطاحة بحُكْمِهم الفاسد, فإن جادلوا عنهم في الدنيا فهل يستطيعون المجادَلة عنهم يوم القيامة: (وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ , إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا . يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَىٰ مِنَ الْقَوْلِ , وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا .هَا أَنْتُمْ هَٰؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا) النساء107-109 , و بعضهم يحاول الطعن و تلفيق الاكاذيب ضد الناشطين الذين كشفوا فسادهم و كلما كان الشخص قويا و نشطا في كشف فسادهم كلما كان هجومهم ضده شرسا , غيْر ان الشعب واعٍ جداً و لن ينطلي عليه كذب الكيزان الذين تفوقوا علَى محمود الكذاب و انه: إذا اتتك مذمَّة مِن(كوزٍ) فهي الشهادة لك بأنك كامل.
 
أعلى أسفل