بروتوكولات علم الغيب
(1)
مشهد الإفتتاح جوهر الفلم: القبة والشيخ والدراويش
غير المفهوم هو حبكة التنبؤ بموت الرضيع في سن العشرين
الحنك بتاع تزامن سقوط الدرويش الخارج عن طوره وهو يحسب (سبحان الله) على الأرض مغشيا عليه وهو يقول (عشرين) ما وقع لي.
هناك احتمالان
الأول, أن تكون لمة الدروايش كلها جزء لا يتجزا من بروتوكول (تريقة) الحصول على (البركة) من الشيخ. بل خاتمة البركة بنطق فترة عمر الرضيع في الحياة لحظة فقد الدرويش الراقص لوعيه.
الثاني, أن الحدثين جمعتهما الصدفة المحضة لحظة قول الشيخ (وأن يجعل له من العمر, مريدا أن يقول كذا من السنين).
قد يكون الإحتمال الثاني هو الأقرب إلى المنطق, إذ أن تزامن قول الشيخ الذي يعتقد بحكمته أهل القرية مع حدث آخر, الحالة الروحية للدرويش (التي كذلك يؤمن بها جمعهم) نتج عنه تأويل وحّد بين الحدثين في عقول الناس, أي التصديق بالـ (فأل) في توقيت محدد. وهيئة الحالة الروحية في هذه الحالة ليست سوى وسيط للرجم علما بالغيب
حتى الآن لنا ما للمخرج, وعليه ما علينا. لكن سواء الأول أم الثاني, فإن الشيخ هو محور الحدث, وليس الدرويش الذي سقط في لحظة. من وجهة نظر المخرج فإن شيخ القبة و(معطي البركة) هو من لديه الحكم النهائي في مسألة بروتوكولات العلم بالغيب.
وكان خيار الشيخ أن ينحاز إلى مركب آخر في الموروث, وهو (القدرية) أو
fatalism
لكن, ليس القدرية بمعنى الإيمان بالقضاء والقدر, ولكن بمعنى الإيمان بوسيط يكون شريكا مع الله في العلم بالغيب, تعالى سبحانه عن ذلك علوا كبيرا.
من وجهة نظر نقدية, البدع وضلال الإعتقاد بقدرة الشيوخ موجودة في مجتمعنا .. في إعطاء (البركة) وفي تسخير الحمل لنساء لم يكن يحملن من قبل وغير ذلك .. لكن أن يذهب الأمر إلى حد تحديد موت إنسان, فإننا نذهب من البدع والضلال في المشكل الإجتماعي إلى فتنة اجتماعية كبيرة.
وقد كان
يقول تعالى في سورة لقمان
إن الله عنده علمُ الساعة وينزّل الغيث ويعلم ما في الأرحام, وما تدري نفس ماذا تكسب غدا, وما تدري نفس بأي أرض تموت, إن الله عليمٌ خبير
من العجيب أن الشيخ (الحافظ) لم يفتح الله عليه بتلك الآية, أو من قوله تعالى من سورة الرعد, عالم الغيبِ والشهادة الكبيرُ المتعال. سواءً منكم من أسَرّ القول ومن جهر به ومن هو مستخفٍ بالليلِ وساربٌ بالنهار.
صدق الله العظيم.
أو بأيّ من آي القرءان التي تذكر الغيب وتجعله تقديرا مطلقا ونهائيا لله. ومع ذلك إختار الممثل لدور الشيخ, بإرادة حمور زيادة ومخرج الفلم أن ينحاز إلى إشراك وسيط مع الله في علم الغيب.
حكم الشيخ في بروتوكولات النطق بالغيب في رأيي أضعف حلقة في الفلم. فلنذكر أن الشيخ (كما سيتضح في الفلم) حافظ للقرءان. وهذا للحصيف لا يعني استرجاعا ميكانيكيا وحسب لآي القرءان, بل كذلك
صحة اللسان, النحو والصرف
تذوق البلاغة
إدراك مافيه مساحة لتأويل واجتهاد, وما وقُطع الأمر بشأنه, كعلم الغيب
يبدو أن في عقل المخرج وعقل حمّور زيادة من قبله محاولة لعمل ارتباط بين حفظة القرءان, وقسم من (شيوخ) الصوفية من مجموعة بروتوكولات العلم بالغيب.
هل هو سوء فهم نتج من تقصير المخرج في البحث والتقصي, أم فعل متعمّد؟
----------
تصويب, في المشاركة السابقة, الصحيح هو, إقتباس, وأن يكون قرة عين لوالديه. أي بالقاف يا سادة, وليس كما ورد. نرجو المعذرة.