صلاح أحمد إبراهيم «دوريان جراي»

سهي السودان

كاتب جديد
أملُ وانْهارْ

مات ولم يترك تذكار

مات وها أنذا أسمعُ صوت مناحته في الدار

مات وشيَّعناه، وصلينا ، واستغفرنا ، وانبنا ، بعد بُكاء حارْ

وأتى من لا يعنيه الأمر ولم يحزن

جاء ليشرب قهوتنا ، يغتاب الناس، وينتهك الأسرار

ويُقهقهُ ضحكته كالنّصل:

-دع الموتى يبكون على الموتى،

ما كان سوى أمل وأنْهارْ

في الخارج كان يموت نهار

في الخارج أبواق تعوي ويثور غبار

وأناس مكدودون كأنهم الأشباح يجرُّون خُطاهم نحو الأحجار

مجهولون بلا سيماءْ

مذهولون ومنُكفئون من الإعياء

في المقهى المذياع يجلجل بالانباء

الحرب تدق على الأبواب

الحربُ الثالثه الحمقاء تدقُّ على الأبواب

-ادفن راسك تحت تُراب

-بل ارفع رأسك واجهها يا ابن الإنسان

سيّان- تقول- الأمرُ لديك بلا أمل سيّانْ



في (الغرفةِ) كان الرعبُ، وكان الحقدُ، وكان العارْ

ودَهاليزُ في العتمةِ أين تقودُ؟

- تعودُ إلى حيثُ بدأتَ

في العتمةِ أنت تكونت وتفتت

في العتمة أنت رأيت ولم تصرخْ:

أملاً ينهار

في (الغرفة) كان الصمت يوسوس بالأسرار

في جوف الصمت تجوس عصابات الأشرار

في لحظة ضعف كان يجاوب أنثاهُ الصّرصار

وعقارب تخرج غاضبة- هل ذاك الصيف ام الأخبار؟

فى (الغرفة) كان هنالك ضبُّ يلبد خلف الباب

وينام ذباب

وعلى مرآة بالدولاب

لمحتَ خيالك، وجهك يصرخ فيه ألم

وندم

وعذاب

جحظت عيناك ونز الدم

وتهرأ لحمك حول الفم

وتدلّى الفك

فكأنك جُمجمةُ تضحك

مزق...مزق آثار سياط

حفرت أُخدود

يتوالد فى جنبيه الدود

مزق...مزق ..لهب وحريق

الجرح عميق

في وجهك كان عذاب ، كان شقاء، كان صراخ

ما أبشع وجهك ، قُم حطمه يا (دوريان)

قم حطمه....قم حطمه

لا ، ليس الآن

من صك (مفستو) بقيت سنتان

سنتان وتُقبض روحك بالاسياخ

تُكوى بالجمر ، وتلقى في أعماق النار

يكفي ، فالأرضُ تميد من الأوزار

إنتفخت بين يديك الجثةُ فادفنها-

ما كان سوى أمل وانهارْ
 
أعلى أسفل