صديق صالح ضرار «السؤال عن سيدة الأقمار»

يوسف عوض الباري

:: كـاتب نشــط ::

السؤال عن سيدة الأقمار

ولأنِّى ياسيدتى فى البدءِ
كتبتُ على عينيك ، نواميسَ السحرْ
ولأنك يا سيدةَ الأقمارِ ،
ويا عنوان النخوةِ والنصرْ
لا يعْتَوركِ بهتانٌ ،
أو زيفٌ يأتيكْ ،
بل أنت محاذرةٌ كالسيفْ
ثابتةٌ . . عاصفةٌ
لا يُرعشِك الخوفْ .
قالوا : صبَأتْ ،
قالوا : عاشقها مجنونْ .
ورَمُونى فى حبّى عينيكِ ،
بأنى ملعونْ
وبأنى زنديقٌ ، ،
يحملُ فى راحتهِ فيروسَ الشرْ .
كلُّ الحكامِ ، وكل القادةِ ،
والقوَّادينْ
حتى الحكماءَ السفلة
ومعتادى الاجرام القتلة
نصبوا من قولِ الزور جداراً
. . يُخفى عنى عينيكْ
حَجبوا عنّى رؤيا ،
كانت تحنُو يا سيدتى علىَّ ، بعينيكْ
: فى كل الأزمانِ ، وفى كل مكانْ
أنت المنبتُ ، أنت الأصلْ
يسمو بى حبكِ . . يسمو . .
يصبحُ فى القلب عقيدة . .
ينثال الصحوُ ، فتبدين فريدة
فى غابة هذا العشقِ . . وحيدة
وأنا أتلمّظُ . . أحترقُ
عيونى يأكلُها الموتْ
إلا هذا الصوتْ
لا يُعجبنى ،
لا . . لا . . إنى قد قلتْ
وغرستُ المِنسرَ فى هذا المَيْت
ها إنّى قد جئت إليكِ . .
إلى عينيك أويتْ .
أتبخلُ عيناكِ ، وأنتِ . .
الأقمارُ تَنِثُّ الهالاتِ حواليكْ .
يا سيدةَ الأقمارِ . . ويا أمِّ الأرض ظَمِئْت
لأن الساسة والسفلة
اتَّهمونى فى حُبكِ أَنى صُعلوك العصرْ
وبأنى أتسلّق جدرانَ خِبائكِ ،
. . عند الفجرْ
ورمونى فى حبى عينيكِ
بأنى ملعونْ
وبأنى زنديقٌ يحملُ فى راحتهِ
. . فيروسَ الشرْ
وأنا فاتنتى لا أملكُ إلاَّ الصبرْ
لا أملك إلا عينيكِ . . وحبِّى . .
وشجونْ . .
جُرحى ينزفُ . .
قلبى تفرسه الأحزانْ
وأنتِ تجُوبين الأرضَ . .
ويغسلُ ضوؤكِ كل الأزمانْ
أبداً لا يُجدى هذا الحرمانْ
أبداً لا يُجدى هذا الحرمانْ

*******​
 
أعلى أسفل