صالح الضي «يا طير» "تسجيلات صوت القاهرة"

الفنان الراحل الشجي صالح الضي
صاحب الاغنيات الرائعة وصاحب الالحان المتفردة ينبغي أن تفرد له مساحات التوثيقية.

بارا وصرخة الميلاد:-
بارا المدينة الجميلة الحالمه بولاية شمال كردفان صرخة الميلاد لفنانا الرائع صالح الضي
وكان ذلك في العام 1936 وعند اكماله للعام السابع التحق للتعليم بمدرسة الابيض الاولية
لكنه اثر العمل الحر وامتهن مهنة النجار حتي صار من اشهر صانعي الاثاث بالابيض.

اتجه شرقا الي ثغر السودان الباسم بعد رحيل والده في العام 1952 وكان ذلك بعد ان
مضي وقتا ليس بالقصير مع أخيه عازف الكمان محمد الضي.

تغني بالعديد من الأغنيات فات الثلاث وعشرون أغنية أشهرها
شريك حياتي_عيش معاي الحب_بتغيير لأسحق الحلنقي
وغني لأبو أمنه حامد نحن ماناسك_اللقاء المستحيل_ضاحك المقل_
سنتحد ولمحجوب شريف الشوق والغرور ولتاج السر عباس ثورة شعب
ولبابكر عبد الرحمن (دلال) لخليفة الصادق (سلوان) ولمحمد علي أبو قطاطي
(فرحه) و(أزهار المحبة) هذا غير الاغاني التي كتبها ووضع لها الالحان بنفسه.
بورتسودان العشق الابدي للضي:-

قضي صالح الضي عشر سنوات ببورتسودان منذ العام 1962 التي أحبها لدرجة الوله
وبها تفتقت موهبته وبها عرف بأشهر اغنياته علي شاكلة اوعك تخلف الميعاد-ياجميل ياحلو
وغيرها من الاغنيات الجميلة.

دخوله الاذاعة:-
في العام دخل الاذاعه وكان يصطحب معه اشقائه كعازفين وكانت لجنة الاجازة في وقتها
تتكون من {العاقب محمد حسن-علاء الدين حمزه-عثمان زين-عابد كوكو} وكانت الدهشة
تعلو وجوههم حين غني صالح الضي (ليالي الحب-الميعاد-ياجميل ياحلو) زمن المفارقات
أن اغنيته التي اشتهرت فيما بعد (عيش معاي الحب) قد رفضت من قبل اللجنة.

هجرته لجمهورية مصر العربية:-

هاجر للقاهره واقلعت طائرت قبل انقلاب مايو بساعات في 25 مايو 1996 وذلم من
اجل الدراسة بمعهد الموسيقي العالي بمصر كحال العديد من الفنان علي سبيل المثال
لا الحصر العاقب محمد حسن-محمدية-سيد خليفه-أحمد المصطفي وكانت شقته بالقاهره
قبلة للمبدعين أمثال السر قدور وابو امنه حامد وفيها كتب الضي أغنيته الشهيره
(ياطير ياماشي لأهلنا) ووضع لها الالحان بنفسه.

شارك مع الفرق الموسيقية المصرية في العديد من الاحتفاليات مثل أوبريت الجلاء
كما شارك مع فرقة رضا الموسيقية الاستعراضية التي أعجبت بلحنه في اغنية
أوعك تخلف الميعاد ووضعت عليها رقصة (الحمامة) التي أدتها الفرقة بالمسرح القومي
بأمدرمان ونالت رضا واستحسان الجمهور.

أقنعه الرائد (مامون عوض أبو زيد ) بضرورة العودة للسودان وعاد في العام 1972
يحمل معه اغنياته موضوعة علي النوته الموسيقية وسجل للاذاعة (دلال)،(الميعاد)،(رسالة)
ولكن رغم تفاعل المجتمع مع اغنياته الا ان الفرقه الموسيقية ملت من الاغنيات المنوته
وبالاضفة الي ذلك فان بيروقراطية ألأجهزة الاعلامية عجلت برحيله مرة ثانية لمصر لأنه
كان يجلس من التاسعه صباحا وحتي الخامسة دون أن يتمكن من التسجيل فقال علاء الدين صالح
انه قال لهم بصالون عمه الحاج ادم (انا ماشي لمصر وماأظن أرجع تاني)

تسجيلاته التلفزيونية:-

-سهره مع متوكل كمال في العام 1973 غني فيها (عيش معاي الحب-ياطير ياماشي لأهلنا-الميعاد)
-حوار فني مع الراحل محجوب عبد الحفيظ في بداية الثمانينات.
-كما سجل اغنيتين للشاعر الراحل أبو أمنه حامد (ضاحك المقل)و(اللقاء المستحيل) الي ان تغيير
نظام التلفزيون للديجتال حرم الناس من هذذ الابداع لأنه لايمكن نسخها لعدم توفر اسبيراتها.

زواج صالح الضي:-
للتقارب بين بورتسودان واسمرا كان الضي يقوم بالعديد من الرحلات الفنة لمدينة أسمرا
وفيها التقي بالصيدلانية الماظ وتزجها وانجب منها بنته الوحيده(عزيزة)،وكانت زوجته
الماظ تغير عليه كثيرا من المعجبات لذا كان يصطحبها في جميع حفلاته هذا الامر عجل
بانفصالهما ليهاجر مرة أخري للقاهره ويتزوج من مصرية أقامت معه بالقاهره.

ميزاته علي لسان اصدقائه:-

يقول الشاعر الحلنقي عنه انه من أقرب الناس لقلبي التقينا في بداية السبعيات وكنا لانفترق
أبدا سكنا في بيت المال ومعنا أبو عركي-محمد الامين-خليل اسماعيل وكنا نصحو الصباح
بعد ان نعد شاي الصباح ونحتسيه نذهب بارجلنا لحوش الاذاعة.

كان يتميز بعبقرية في وضع الحانه والحديث للحلنقي وكان صاحب كاريزما خاصه فعندما
فكرت في منح الاستاذ بشير عباس اغنية بتتغير ليلحنها للبلابل اعترض صالح الضي وطال
أن يغنيها بنفسه وغناها كأحسن مايكون.

ويقول اسحق الحلنقي عنه
أنه كان كما الطفل الصغير صافيا في ضحكته مجامل للناس لدرجة بعيده حتي أنه كان يغني
في الاعراس بدون مقابل وعندما اعترضت علي هذا الامر قال له الضي(ماذا يعني أن ننام
بمنزلنا وبامكاننا اسعاد الناس).

ختم الحلنقي حديثه عن الراحل المقيم صالح الضي بالقول:
محزن أن لايجد فنان مثل صالح الضي التكريم اللأئق به،فلايمكن ان تكرم الثريات
وتترك النجوم؟!!!.

عودته ورحيله:-
نهاية العام 1984 شهد عودة صالح الضي الي القاهره ليقيم بحي(السيدة زينب)
وبها لقي ربه في الثامن والعشرين من يوليو 1985 مع مجموعه من اصدقائه من
لجنسيات المختلفه بعد تعرضهم لحادث تسمم شهير أودي بحياتهم جميعا.

ذهب (الضي)... الذي لم ينطفي بعد رحلة وان كانت قصيره الا انها طويلة من العطاء
المتفرد تاركا ثروة كبيرة من الغناء الجاد تتوارثه الاجيال جيلا بعد جيل.

له الرحمه والمغفرة بقدر ماقدم من عطاء أسعد به هذا الشعب المتفرد.

له الرحمة والمغفرة وهو القائل:

{{ ماذا يعني ان ننام في منازلنا وبامكاننا اسعاد الناس }}.
 
أعلى أسفل