سمية عبداللطيف

محمد عبدالسلام

:: كاتب نشـط::
ﻳﻌﺪ ﻗﺴﻄﻨﻄﻴﻦ ﺳﺘﺎﻧﺴﻼﻓﺴﻜﻲ ﺃﺑﻮ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ , ﻭﺗﻌﺘﻤﺪ ﻧﻈﺮﻳﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﻋﻠﻲ ﻓﻜﺮﺓ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻤﺜﻞ ﺍﻟﻨﺎﺟﺢ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻌﻤﻞ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻣﻨﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﺗﻠﻘﺎﺋﻲ , ﻭﻻﻳﺘﻈﺎﻫﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻌﻤﻠﻪ . ﻭﺑﻤﻌﻨﻲ ﺁﺧﺮ, ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﻤﺜﻞ ﺍﻟﺠﻴﺪ ﻳﺘﺼﺮﻑ ﻋﻠﻲ ﻧﺤﻮ ﻏﺮﻳﺰﻱ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻷﺩﺍﺀ , ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﺃﻧﻪ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ
ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻲ . ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺳﺘﺎﻧﺴﻼﻓﺴﻜﻲ ﻣﺤﻞ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ ﻭﺗﺮﺣﻴﺐ ﻭﺍﺳﻌﻴﻦ , ﻷﻧﻬﺎ ﻓﺘﺤﺖ
ﺃﻓﻘﺎً ﺭﺣﺒﺎً ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﻤﺜﻠﻴﻦ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺤﻔﺰﺍﺕ ﻟﻸﺩﺍﺀ ﺧﺎﺭﺝ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺏ ‏( ﺃﻱ ﺩﺍﺧﻠﻬﻢ ﻫﻢ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ‏) .
جميع الصفات انفة الذكر تتوافر في الممثلة الكبيرة سمية عبداللطيف فالنشاة الامدرمانية والتجربة الطويلة في المسرح والإذاعة والتلفزيون صقلت موهبتها الفطرية حيث بدأت الاستاذة سمية عبداللطيف بالاذاعة في بداية السبعينات وتحديداً في العام 1972م عندما قدمها الاستاذ هاشم صديق في مسلسله الشهير (قطر الهم) ومنها كانت البداية ورغم المسالك الوعرة فقد تجاوزت مع بنات جيلها قيود المجتمع وتقاليده وشقت طريقها بكل صمود .
اجتمعت في الاستاذة سمية كل صفات المشخص (الممثل) الناجح من صوت ونطق وحركة وثقافة وتكوين لذا يمكننا وصفها برائدة التلقائية في المسرح السوداني مع فايزة عمسيب ونادية احمد بابكر وغيرهن من زهرات المسرح السوداني قدمت اكثر من ستين مسرحية على خشبة المسرح السوداني وشكلت ثنائية رائعة مع الاستاذ محمد شريف علي وقدمت اروع اعمالها صحبة المرحوم إبراهيم حجازي في التلفزيون قدمها المخرج الكبير او ابو الدراما السودانية فاروق سليمان في اغلب اعماله نذكر منها سكة الخطر ، الشاهد والضحية ، اللواء الابيض وغيرها من الاعمال الخالدة في دراما تلفزيون السودان لكن اروع ما قدمته في التلفزيون كان سلسلة مراجيح والتي قُدمت بصورة منتظمة فيلم عدد من المواسم الرمضانية مما جعل المشاهدين يتحلقون حول الشاشات لمشاهدة ممثلتهم المحبوبة والاستاذة سمية ﻣﺘﺰﻭﺟﺔ ﻭﺃﻡ ﻟﺒﻨﺘﻴﻦ ﻭﻭﻟﺪ . ﺍﻟﺒﻨﺖ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﺩﻛﺘﻮﺭﺓ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ، ﻭﺃﻳﻀﺎً ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ ﻫﻲ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺩﻛﺘﻮﺭﺓ
ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ، ﻭإبنها الاصغر محمد درس ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ .
وموهبة الاستاذة سمية الفطرية صقلتها بالدراسة النظرية فقد قامت بتقديم إستقالتها من جامعة الخرطوم لتدرس معهد الموسيقى والمسرح في زمن كان يعتبر هذا التصرف ضرب من الجنون مع العلم انها دخلت مجال التمثيل وهي طالبة في الثانوي العالي .
هذا غيض من فيض من تجربة شخصية رائدة في الدراما السودانية رغم حالة التنفس في الإختناق التي تعيشها درامتنا السودانية .
 
أعلى أسفل