سلبطه وبلطجه وقلبي حباه ...ز

محمد فضل السيد

:: كاتب نشـــط::
ربما لا يتفق معي الكثيرون فيما أورده هنا عن شريحة من شبابنا أبت الا أن تخل بأذواقنا ، و(تسونم) بما تبقى لنا من حديقة أو حقيبة أغنيات هن حفيات بالإستماع والإستمتاع ، فمنهم من يقول كان الأجدر بك أن تحيل عنوان هذه المقالة الى (سلبطه ولكلكه وأنا ذاتي مكشناه) ، وإختلاف الرأي شيئ طبيعي وبديهي ، فلولا هذا الإختلاف لأصبحت (البشتنه والهمبته والقرصنه) أمورا متفق عليها ، سائدة بين الجميع ، سارية المفعول وتنعم بالإعجاب والقبول .
أكاد أجزم بأن هناك كم ، وأعتقد إنو كوم واسع (إن صح التعبير) من الشباب (العاملين) مطربين ، (تسلبطوا وتسلطوا) على الغناء القديم وهم مطمئنين ، ليس فقط لأن معظم أصحابها ميتين ، بل لأن البعض من الناس (الوهم الهايمين) ، غير الذواقين قد أشاروا اليهم مشجعين بكل لين ، بأن أصواتهم لا بأس بها ، وهي في الحقيقة (بئس بها) الف مرة والف كرة ، فما بالكم بالذي ينبري لأداء نشيد وطني معروف بصوت مقرف (أمتي ، يا أمة الأمجاد واللهي العظيمي) !!
الحلفان ليس مطلوبا من هذا السهتان ، فأمتنا أمة أمجاد بلا ريب ولا يؤكدها حلفان ، ومهما حاول هؤلاء (الحرفنة والزوغان) ، ففي الآخر لا يصح الا الصحيح ، وسرعان ما يكتشف الناس أن ما يؤديه هؤلاء مجرد (عجك قبيح) لا يمت للطرب بصلة أو بصلة (بفتح الباء والصاد) ، فحتما هو لا يعلم كبف يكمل باقي المطلع لذلك فضل إتمامه حلفانا متخيلا أن في ذلك حرفنة منه وزوغانا من (الماضي العريق) ، التي لم يكن يعلم أنها تتمة المطلع !!
الكثير منهم لا يحفظ كلمات ما يؤديه من أغاني ، كذلك يجهل تماما من شاعرها ، ومن ملحنها ومن مؤديها ، المهم عنده (أن يشتغلها) بالزعيق والنعيق الذي يحسبه طربا أصيلا وغناءا رفيعا ، لا همه هؤلاء المتعبين الذين جاءوا لتشنيف آذانهم وكنس آلامهم ، وقد تجشموا الصعاب واختلقوا الأسباب لحضورهم ولم يكن في مخيلتهم أن يتسلط عليهم مثل هذا الممحون بكل جنون ، لكي يأد آمالهم ويزهق تطلعاتهم ، وهكذا أمست السلبطة والبلطجة وقلبي حباه .....
 
أعلى أسفل