سجناء ولكن

كل الاسف للغياب
ونتابع مع النشاليين والسكاري
وهما اظرف فئات المساجين
 
فئتان في السجن هما الأظرف على الإطلاق
من بين كل فئات المساجين ...وهما النشالين والسكارى ( الله يكرمكم ) !!
دائما عندما أقابل احد هاتين الفئتين فإنني أضحك حتى الثمالة
وعلى عكس ما تقول النكات إن المساطيل ظرفاء وخيالهم واسع ...هذا الكلام غير صحيح بالمرة
بالعكس المدمنين على المخدرات محطمين تماما ولا يقوون على الكلام العادي ناهيك عن الردود الظريفة والذكية !
كانت هذه الحلقة مع النشالين في سجن أم درمان ...فهم بالإضافة لخفة الدم لا يشعرون بالخجل
من امتهانهم للنشل ! بل يفاخرون به ويحكون قصصهم العجيبة في كيفية النشل
ولديهم عدة طرق ( بس ياريت مافي زول يحاكيهم )
من ذلك مثلا أنهم دائما ما يكونوا اثنين ..واحد يذهب وراء الضحية والآخر خلفه
قوم الأول بعمل شرطة في جيب الجلباب من موس يحملها في فمه
وطبعا وضع الموس في الفم ليس عبثا ...فهو يجعل الموس يشرط بسهولة ودون إصدار صوت أو حركة !!
يقوم الأول بعمل الشرطة وهو سائر بقربك ..وإذا أحسست بشئ فإنك تحس فقط بأنه لامسك فيقوم بالإعتذار لك وهو ماشي
سوري سوري ...فتقول له بعفوية السودانيين ولا يهمك !
في ذات اللحظة يكون الجيب قد أفرغ كل ما يحويه ويقوم النشال الآخر بأخذ ما تدفق من الجيب !
حركة أخرى إذا كنت تقود سيارة فإنه يأتي احدهم بالباب ويقوم بسؤالك: لو سمحت عمارة الدهب بوين ؟
في أثناء ما أنت تشرح له الطريق يأتي الآخر بالباب الآخر
ويأخذ الموبايل أو اللابتوب أو ما خف وزنه وغلا ثمنه من المقعد الأمامي للعربة !
طريقة ثالثة للنشل وهي يكون هناك اثنان من النشالين ينظرون للشارع جيدا
بمجرد أن يلمحوا ضحيتهم قادما , يقوموا بافتعال شكلة جااامدة , فتقوم أنت بشهامة شديدة تحجز بينهما قائلا
يا اخوانا باركوها , صلوا على النبي, في هذه الأثناء يكونوا عدموك الحبة !!
 
مواصلة لموضوع النشالين
هذا المجتمع التقيت به في سجن أم درمان وكان لنا عدة لقاءات مع بعض النشالين
حكوا فيها طرائف ومواقف عديدة مرت بهم وكذلك المصطلحات التي يستخدمونها في ما بينهم حتى لا يفهمه احد
كان من بين النشالين رجل كبير في السن ...أكثر من 50 عاما عمره !
كنت مستغربا في أنه لم يتب الى الله وهو في هذه السن
بل قال لي سأواصل في النشل بعد الخروج من السجن ( ربنا يهديه ويهدينا )
لديه بنت في الجامعة عمرها 22 عام كما حدثني بذلك ...فقلت له تخيل أن هناك نشال قام بنشل ابنتك في الشارع !
كيف سيكون شعورك ؟ فقال لي : ح أنشل 10 أشخاص انتقاما ليها !!
ثم التقيت بنشال آخر وبدأ يحدثني عن طريقة النشل ...كان يقول لي :
انحن بنجي اتنين ,واحد يغفل الضحية والتاني ينشل ! زي الحصل ليك هسع ده !!
استغربت وقلت ليهو كيف الكلام ده ؟ قال لي نحن فعلا نشلناك !
التفت للوراء فرأيت احدهم يضحك وهو يمد لي جهاز الموبايل الذي قام بنشله من جيبي بينما أنا أحاور زميله !!
ثم التفت للمصور الزميل العزيز معتصم عمر فوجدته يضحك بشدة
ثم نظرت لبقية زملائي فوجدتهم يضحكون كما كان يضحك مدير السجن !
سألتهم عن ما حدث فقال لي معتصم المصور ..عملنا فيك مقلب وقلنا نصورهم بيان بالعمل
فقالوا لي خلاص أنحن ح ننشل المذيع وإنت صورنا ! وفعلا صورتهم وهو بينشلوك !
ضحكت بشدة واستغربت أنني لم أشعر بيده تدخل الى جيبي
مع العلم أنني أضع الموبايل بمشبك مع البنطلون حتى إذا أراد احدهم أن يسحبه فإنه يجر معه الجيب وبذلك أشعر بالحركة !!
غايتو جنس مصايب !!
 
اعدكم المرة القادمة حتكون قصة
حنان زكريا سفاحة الأطفال
قاتلة ال 11 طفل أو يزيدون !!
لماذا قتلتهم وكيف قتلتهم ؟؟
وأين دفنتهم ؟
لماذا لم ينفذ فيها حكم الإعدام ؟؟
ماذا قال لي مدير السجن عندما أردت أن أحاورها ؟
لماذا لم تخرج حتى الان من السجن ؟؟
انتظرو قصة حنان زكريا من الألف للياء

 
وعدتكم قبل ان يصبح السودان منقسما
بان نتطرق لقصة قاتلة الاطفال
اوسفاحة الاطفال حنان زكريا
ولكن شاءت الاقدار ان نقصها
وقد تغيرت خارطة السودان
ارضا وشعبا ومصادر
وبالتالي تغير اطلس العالم
وبعد التاسع من يوليو
اصبح هناك دولة وليدة كانت يوما
هي بلادي او جزء منه
نعود الي حنان وقصتها


 
بدأت الحكاية والكلام للاخ والمذيع التلفذيوني زهير بادياب
عندما كنت أدرس في أولى جامعة, قبل دخولي حتى لمجال الإعلام
إذ نشرت الصحف يوما خبرا عن إلقاء القبض على سفاحة الأطفال المتهمة بقتل 13 طفل
قرأت الخبر واستعجبت لمثل هذه الفتاة وكيف أقدمت على قتل وتعذيب هؤلاء الأطفال ؟
وما هي دوافعها لذلك ؟ الجرايد أوردت الخبر فقط عن إلقاء القبض على حنان واعترافها بالفعلة
لكنها لم تذكر أسباب الجريمة أو تحليلها !!
 
بعد عامين ...أي وأنا في تالتة جامعة كان هناك أسبوع ثقافي في جامعتنا ...وبينما أنا أتجول في أقسام المعارض
وقفت في معرض شرطة المباحث الجنائية ....وكان قسما مهما ومليئا بالأحداث والمعروضات
وكان من ضمن عروضهم عرضا بالفيديو للجرائم التي تم كشف غموضها
طبعا هم يوثقون لأي جريمة تحدث بالفيديو والفوتوغراف ...وقفت لأشاهد قصة حنان زكريا حيث بدأ عرض الفيلم
وكان هناك ضابطا يشرح لنا كل جريمة وكيفية كشفها ....وقد كانت هناك قضية اختفاء عدد مقدر من الأطفال
بمنطقة شرق النيل وقد أبلغ أهاليهم عنهم فلم يجدوهم ....إلى أن تمكنت المباحث من العثور على جثة احد الأطفال مدفونة في منطقة نائية
ومن ثم بدأ البحث والتحري للعثور على بقية الجثث ......
ومن خلال البحث والتقصي تم إلقاء القبض على حنان وباستجوابها اعترفت بقتل 11 طفل من أصل 13 تم العثور عليهم ميتين
تم عرض صور لحنان وهي تمسك بيد الشرطي وتدله على أماكن دفنها للجثث , ثم يقوم رجال الشرطة بالحفر في المكان الذي تحدده لهم !!
كانت طريقة حنان في قتلها للطفل بأن تقوم باستدراجه بحجة أنها تريد شراء حلوى له ثم تأخذه بعيدا عن أعين الناس ثم تخنقه بحبل
حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة ...ثم تقوم بالتمثيل بالجثة بأن تدخل في فرج الطفل عصاة غليظة ثم تدفنه على هذه الحال !!!!!
كانت طريقتها في ال11 طفل بنفس الطريقة المذكورة أعلاه
وبعد بحث وتمحيص وتحقيقات تضع شرطة المباحث القصة كاملة ولماذا قتلت حنان هؤلاء الأبرياء بهذه الصورة البشعة ؟؟
والمفاجأة .....حنان نفسها طفلة لم تتجاوز الثلاثة عشر ربيعا !!!!!
يتبع ,,,,,,
 
مواصلة لقصة حنان زكريا ....وبعد أن اعترفت الجانية بقتلها لهؤلاء الأطفال وبعد أن حددت مكان دفن الجثث
بدأت الشرطة في معرفة ملابسات الحادث وفك غموضه
لماذا قتلت حنان هؤلاء الأبرياء ولماذا عذبتهم بهذه الطريقة الوحشية وهي في هذه السن ؟؟
وإليكم الأسباب :
حنان أتت بها الظروف الى الخرطوم وهي تنتمي الى ولاية أخرى ....تركت أو تركها والداها فهذا غير معروف
المهم أنها أتت الى العاصمة بدونهما !ولديها خال وحيد كانت تعيش معه هنا في الخرطوم
ولكي تعتمد على نفسها أرسلها خالها لتعمل خادمة في احد المنازل ...تمسح وتكنس وتغسل ...الخ
هذا الرجل الذي ذهبت حنان لتخدم عنده ميسور الحال ...يملك قصرا إن صح التعبير
اختصارا للقصة ....اغتصب هذا الذئب البشري تلك الطفلة المسكينة
ليس مرة ولا مرتين بل عشرات المرات !! هكذا اغتال طفولتها وبراءتها وورثها عقدة نفسية لم تنفك منها
كانت حنان مضطرة للتجاوب معه لأنها صغيرة في السن وكانت تخاف من أن يؤذيها
لأنها عندما كانت ترفض كان يقوم بضربها وإرغامها على هذه الأفعال ...بل كان يهددها بالقتل في أحايين كثيرة !!
وصلت حنان مرحلة أن أصبح عقلها ليس سويا .....
 
كانت تخرج الى الشارع فترى الأطفال سعداء يلعبون ويمرحون في أمان وهم في أحضان والديهم
كل هذه الأشياء لم تكن متوفرة فيها ...
لذلك كان لابد من الانتقام منهم ....فكان القتل وكان التعذيب
كانت حنان تقوم كما ذكرت لكم بإدخال عصاة غليظة في فرج الطفل الذي تقبضه
إن كان بنتا فإنها تقوم بإدخال العصاة من الأمام وإن كان ذكرا أدخلتها في شرجه !!
نعم كانت حنان تتلذذ بتعذيبهم بهذه الحركة كي يشعروا بنفس
آلامها التي كانت تعانيها عندما كان ذلك الوحش يغتصبها ...
أذكر أنني عندما كنت أشاهد فيديو استخراج الجثث ومن ثم تشريحها بواسطة دكتور علي الكوباني
وكان حينها مديرا للمشرحة ...كنت أشاهد مناظر بشعة جدا لا يمكن تصورها
جثث متعفنة ومتحللة ومتفسخة ....كان الكوباني يشرح ما حدث لهؤلاء الأطفال بالدقة
كيفية الخنق وكيفية التعذيب ....كنت مستغربا منه وهو يفعل ذلك الأمر بهدؤ شديد ...!! ( ربنا يقويه )
وأذكر أنني رفضت أكل الطعام لمدة ثلاثة أيام متواصلة لم أستطع أن آكل فيها لقمة واحدة
وكلما تذكرت تلك المناظر أستاء استياء شديدا
لم أكن أدري أنني في يوم ما سألتقي بحنان وأجلس قربها ....
ولكن ......
ما هي رواية حنان عن القصة وماذا فجرت لي من مفاجآت في قصتها ؟؟
يتبع ,,,,,
 
أخي عوض بشير:
تحية وعذرا
بدأت في قراءة القصص واضعا في الحسبان حقيقة ما ذكرته من كونها واقعية ولكن بعد قليل من القراءة بدأت أميل إلى كونها من صنع الخيال كما لاحظت فيها كثيرا من المغالطات وعدم الدقة في التفاصيل..ولذا توقفت وعذرا عند القصة الثالثة..
مثلا..في قصة الفتاة قاتلة خطيبها..أي فتاة سودانية ومهما كانت خلفيتها تسمح لنفسها بترك موعد خطيبها والذهاب مع صديقه إلى بيته ولا أدري أكان أعذب وهنا علامة استفهام أم كان مع أسرته وهنا تتفجر آلاف علامات الاستفهام..
ثم ما الداعي لكل هذا أصلا كان في امكانه أن يتركها بك بساطة ويمضي..
ومثلا..قصة صالح المحكوم عليه بالإعدام قائمة على مغالطة فقهية وقانونية وهي أن اختلاف أصحاب الدم يسقط حقهم في القصاص ويبقي خيارهم في الدية أو العفو.. فأي قاض هذا الذي حكم بالإعدام..؟
عموما أعتقد أن صاخب القصص قصد إلى الوعظ والإرشاد وأحس بسطحية القصص فدفع بكونها واقعية..
وفي الختام تحية وعذرا..
 
أخي عوض بشير:
تحية وعذرا
في قصة الفتاة قاتلة خطيبها..أي فتاة سودانية ومهما كانت خلفيتها تسمح لنفسها بترك موعد خطيبها والذهاب مع صديقه إلى بيته ولا أدري أكان أعذب وهنا علامة استفهام أم كان مع أسرته وهنا تتفجر آلاف علامات الاستفهام..
ثم ما الداعي لكل هذا أصلا كان في امكانه أن يتركها بك بساطة ويمضي..
ومثلا..قصة صالح المحكوم عليه بالإعدام قائمة على مغالطة فقهية وقانونية وهي أن اختلاف أصحاب الدم يسقط حقهم في القصاص ويبقي خيارهم في الدية أو العفو.. فأي قاض هذا الذي حكم بالإعدام..؟
عموما أعتقد أن صاخب القصص قصد إلى الوعظ والإرشاد وأحس بسطحية القصص فدفع بكونها واقعية..
وفي الختام تحية وعذرا..

اخي عبد ناصر سعيد جدا بمداخلتك وملاحظاتك
وتصوم وتفطر علي خير
اخي في البداية لم اكن سوي ناقل لاحداث لم اعائشها
من انسان عايشها بنفسه وكان يقدمها في حلقات في التلفزيون السوداني
وهو الاخ المذيع التلفزيوني الاستاذ/زهير بادناب
وهي حلقات تلفزيونية وكانت تبث للمشاهدين
ومن الموكد موجوده لدي ارشيف التلفزيون
تقبل تحياتي وشكرا علي مرورك الكريم

 
لم أكن أدري كما أخبرتكم أنني سألتقي بهذه الشخصية في السجن
رغم أنني قدمت عدة حلقات من البرنامج إلا أنني كنت أظنها أعدمت أو ماتت
في احدى المرات سألت الصول ميري
وهي من بنات الجنوب طبعا قبل ان يصبح الجنوب دولة مستقلة
ويحبها كل من بالسجن لإخلاصها وتفانيها في عملها ومسايستها للنزيلات
والابتسامة لا تفارق شفتيها ..والمزاح ديدنها
سألت صول ميري عن حنا زكريا هل هي موجودة بالسجن ؟
- موجودة
اندهشت طبعا وطلبت منها مقابلتها
ضحكت ميري وقالت لي مافي مشكلة ...بجيبها ليك هسع !
وفعلا تأتي حنان من على البعد ...رغم أنها كبرت وصارت عشرينية
إلا أن ملامحها وعينينها طفوليتين
والاختلال العقلي بائن عليها ! لكنها هادئة وغير مثيرة للمشاكل
ما أن رأتني من بعيد إلا وابتسمت ثم أقبلت علي وحضنتني بشدة
فانفجر الجميع بالضحك ....الآن عرفت سر ضحكة ميري !
قالت لي ميري ...حنان بتسأل كل مرة عنك لكن أنحن كنا بندسها لمن تجوا إنتو
قلت ليها ل أنا عايز أتكلم معاها
 
خلاصة الموضوع استفردت بحنان وطلبت منها ان تحكي لي القصة فقالت
أنا طوالي كنت بنتظرك عشان أحكي ليك ...لكن الناس ديل ما خلوني
ومافي زول عايز يصدقني
قلت لها طيب أحكي لي
قالت لي أنا عايزاك تطلعني من هنا
قلت ليها بعد ما تحكي لي الحاصل ....إنتي قتلتي الأولاد ديل ليه ؟
قالت لي أنا ما قتلتهم ...الزول الكنت شغالة معاهو هو القتلهم !!
كيف الكلام ده يا حنان ؟
أيوة أنا كنت بستدرجهم ليهو في عمارتو ...وهو كان بيقتلهم !!
قلت لحنان أنا شفتك بتوري في البوليس مكان دفن الجثث
معناها إنتي القتلتيهم ؟
سكتت مسافة ثم قالت
أنا كنت بشوفو لمن دفنهم
ثم أمسكت بيدي وضغطت عليها شديد وهي تقول
عليك الله طلعني من هنا
أنا ما قتلت زول الراجل هو القتلهم
مافي زول مصدقني
ونحن في هذه الحال أتت الصول ميري
وأخذت حنان من يدها وأبعدتها مني
لكن قناعاتي الداخلية قالت لي إن حنان هي القاتلة
وفي نفس الوقت اشتممت رائحة ذاك الرجل في الموضوع
يتبع ,,,,,,,,,
 
متابعة لقصة حنان ...يتبادر الى الذهن سؤال
لماذا لم تُعدم بعد أن قتلت كل هؤلاء الأبرياء ؟
والإجابة بسيطة وهي أنها عندما ارتكبت جرائمها هذه كانت قاصر
اي لم تبلغ الحلم بعد
وبالتالي تأتي العقوبة تعذيرية
وقد تم سجنها
وكما قلت لكم كان لديها خال وحيد
لكنه اختفى من الوجود ولم يعد يسأل عنها
والسؤال هو ...إذا أطلق سراحها أين ستذهب ؟؟
ومن يضمن أنها سوف لن ترتكب جرائم أخرى خصوصا أنها غير سليمة العقل ؟
لذلك بقيت حنان في السجن
طلبت من مدير السجن عمل لقاء مع حنان لعرض مشكلتها
خصوصا أنها متمسكة بأقوالها بأنها لم تقتل الأطفال
لكنها كانت تستدرجهم ويقوم سيدها بقتلهم !
تحفظ المدير وقال لي : حنان تعتبر حالة شاذة
ولا يوجد أي سجين أو سجينة قام بقتل هذا العدد من الناس
لذلك لو عرضت مشكلتها فسوف يصيب الرعب الأهالي والأطفال
وربما زاد هذا من حجم المشكلة .
 
صراحة احترمت جدا رأي مدير السجن
ووجدته منطقيا ...وامتثلت لأوامره .
لكن لقاءاتي مع حنان لم تنقطع
فكلما ذهبت للسجن وجدتها في أبهى ملابسها , تعلو وجهها ابتسامة
وتقبض في يدها شيئا تخفيه
وما ان تسلم علي تقوم بمناولتي كيسا صغيرا وتقول لي هذه هدية مني لك
أفتح الكيس فأجد فيه بسكوت وبعض الأحيان حلوى
نعم كلما ذهبت هناك أعطتني حنان هدية
حنان التي حرمت من العطف والحنان , اغتصبت طفولتها وبراءتها , سُخرت كخادمة
ثم اغتصبت مرات عديدة ,,لتتحول الى وحش كاسر يبيد كل من يلاقيه
لكنها لم تنس أنوثتها وبعض ملامح طفولتها
متجسدة في مقابلتي الحلوة وإعطائي الهدايا ,
أعتقد أن مكانها ليس السجن
بل المصحة ..كي ترجع سوية في يوم من الأيام
وما زلت أعتقد أن الرجل الذي كانت تعمل عنده حنان وراءه سر غريب
صحيح أن الشرطة حققت معه ولم تثبت عليه شئ
حتى جريمة الاغتصاب التي أثبتها الطب الشرعي عليها لا يوجد دليل أنه هو الذي قام بها !
آخر الحكاية :
حنان زكريا ما زالت تقبع بسجن النساء في أمدرمان
حتى كتابة هذه السطور فمن يرأف بحالها ويحولها للمصحة للعلاج ؟؟
__________________
 
الاخ عوض
كل سنة وانت طيب
اول مرة اعرف انه القاصر تسجن مع الكبار فى سجن النساء فى قصة حنان والغريب انها مريضة فى حالة نفسية يعنى مفروض تتلقى عناية طبية حتى ا ذ ا قاتلة وكمان مفروض تكون فى اصلاحية للاحداث بنات او صبيان
اذا كانت القصص حقيقية فلا يسعنى الا البكاء على وطنى والانسان فى بلدى ليس له حقوق او احترام
اما قصة الجلد فلا تعليق لدى سوى تعليق سمعته فى احدى الاذاعات الاجنبية عند انتشار فيديو الفتاة المجلودة وكان التعليق على لسان ثلاثة شباب يقدمون برنامج منوعات على الهواء ومن خلاله يناقشون الاحداث الهامة فى العالم فكان تعليق الاول ; الامر سخيف جدا يحتاجون لجمعيات رفق بالانسان , ردا الاخر هم يجلدون ايضا المراة التى ترتدى بنطلون جينز فضحكت المذيعة الثالثة قائلة اذا تم جلد الفتيات هنا بسبب بنطلون اذا سنحتاج للاستعانة بقوات من الاتحاد الاوربى
اذا كانت عقوبة الجلد تطبق كم ذكر شاهد عيان فى قصصك فالامر مؤسف حقا ويحتاج بحث نفسى سريع لانه لم يعد عقوبة رداعة بقدر ماهو تعذيب وعنف
عموما متابعين قصصك وفى انتظار المزيد وشكرا لجهدك
 
ام لينا تحياتي
بالنسبة لسجن حنان مع النساء
صلاحية البنات من سن 7 الي 14 سنة
كما سيرد لاحقا واظن في هذا الوقت كانت في العشرينات
والقصص حقيقية لانها كانت برنامج تلفزيوني من داخل السجون
وكيف ما نبكي واهلي كانو يكفكفوا دمعة المفجوع
يحبو الدار يموتو عشان حقوق الجار
يخوضو النار شان فد دمعة
وكيف الحالة لو شافوها سايلة دموع
فلا يسعنا جميعا رجال ونساء الا البكاء علي وطنا
واهلنا الكنا محل قبلنا نلقاهم معانا معانا زيل ضلنا
شكرا لكي ام لينا
ونتمني ان تزول الدموع واهات شعبي المقلوب علي امره
 
نبذة تعريفية عن الإصلاحية
يوجد في الخرطوم داران للأشبال والفتيان
واحدة للأشبال من سن 7-14 بالنسبة للبنين
ومن 7 بالنسبة للبنات حتى سن البلوغ وتوجد بالجريف غرب
والأخرى دار الفتيان من سن 14 إلى البلوغ وهي توجد في كوبر شرق السجن الاتحادي
وطبعا أصطلح على تسميتها بالإصلاحية
وحقيقة توجد رعاية حقيقية وإصلاح واهتمام شديد خاصة دار الأشبال
لأنها مراقبة ومتابعة من قبل منظمات أطفالية عديدة
حيث يتم تعليم هؤلاء الأطفال وتنشئتهم تنشئة بيئية وصحية ودينية سليمة
كما يوجد لديهم كل أشكال الهوايات
من موسيقى
وتمثيل
ورياضة
ومسرح
كل شئ متوفر
لكن المستغرب فيها هو أنك ستجد عند هؤلاء الأطفال كل أنواع الجرائم تقريبا
من سرقة وقتل واغتصاب ومخدرات ومسكرات ووووو الخ.
 
وهذه قصة عصام:
كنا عندما نأتي للدار يستقبلنا الأطفال بفرح وسرور ويسلموا علينا سلاما حارا
ثم يبدؤوا في عرض مهاراتهم دون أن أطلب منهم ذلك
ويمزحون معي ويلعبون ويحكون لي الطرائف والنكات ...براءة عجيبة !
عصام كان كلما حضرنا سلم علينا بأدب شديد وسعادة ثم سرعان ما ينزوي في ركن قصي
ولا يشارك في المناشط التي نقوم بتصويرها
يتجنب الكاميرا أينما حلت
وهو شاب غاية في الوسامة وواضح أنه من أسرة ميسورة الحال
مظهره يقول ذلك
صار عصام صديقي حيث يسلم علي من أول الناس ويسأل عن أخباري ثم يختفي !!
استوقفته مرة وطلبت منه أن يخبرني بسبب وجوده هنا ؟
فقال لي : قتلت زميلي في المدرسة !!
لماذا ؟ سألته
قال : تشاجرنا
- وبماذا قتلته ؟
- بسكين
- أين وجدتها ؟
_ حملتها من المنزل
- هل أنت متعود على حمل السكين معك في الحقيبة المدرسية ؟
- لا
- إذن كنت تنوي قتل صاحبك ؟
سكت برهة ثم قال : لا
- قلت له : عصام لا تكذب عليّ
- قال لي : حاضر
- لماذا قتلت زميلك ؟
أجاب أنا ح أحكي ليك بس إنت ما تجيبني في التلفزيون !
قلت ليهو : أكيد
ثم قص حكايته :
أنا كنت بدرس في الصف الرابع وهو في الصف الثامن
وكان بيعاكسني كل مرة يلاقيني فيها
ومرة وداني الخور ومارس معاي الجنس بالقوة
وهو زول عاتي وسمين وأنا خفت منو
بقى كل مرة يسوقني بالقوة ويمارس معاي
ولمن أرفض يضربني ويهددني بإنو ح يكلم أصحابي
وأنا بقيت أخاف يكلم الناس
وبقيت أستسلم ليهو
لكن بيني وبين نفسي كنت ببكي وبحس بالندم وما عارف أتصرف كيف !
لحدي ما يوم شلت السكينة وقررت أقتلو
وفعلا لمن ناداني وقال لي أرح الخور مشيت معاهو طوالي بدون مقاومة
وأول ما وصلنا قلت ليهو أقلع هدوكم إنت أول
وأول ما قلع هدومو ضربتو في بطنو ..ومات على طول !!
انتهت قصة عصام المحزنة



أراكم مندهشين من سماع القصة !!
لكن لا تندهشوا
وأطلب من كل أب وأم مراقبة أبنائهم وأصدقاء أبنائهم كثيرا كثيرا
حيث تكثر هذه القصص
الأمر الثاني وهو وجود شخص في الصف الأول أساس مع آخر في الثامن أساس داخل حوش واحد !!
وهو أمر تربوي نبهنا له كثيرا ...لا يعقل أن تترك اثنين بينهما ثماني سنوات فارق عمري داخل حوش واحد !!
النتيجة مآسي مثل هذه .
عودة لقصة عصام ...
تأثرت كثيرا بما سمعته من عصام وأعطيته نصائح مهمة في عدم الشعور بالذنب
من ما كان يمارسه معه المرحوم
ولابد أن ترجع سليما معافى فوالدك ووالدتك يحتاجانك !!
قلت لعصام ذلك لأن إنزواءه كان يوضح أنه معقد نفسيا
من الحادثتين معا
حادثة الاغتصاب المتكرر
وحادثة القتل
كان الله في عونه
 
التعديل الأخير:
أعلى أسفل