ذكريات رحلة في غياهب النسيان. .

Ana Mnkom

:: مُـشــــــرِف ::
  • الذاكرة تختزن روعة الحياة وتقلبات الأيام وتظل ذكري أشخاصا فارقوا او رحلوا باقية في قلوبنا وأرواحنا تنبش في الماضي بحلوها ومرها وتظل الذكريات الأليمة راسخة في عمق الذاكرة وتبقي الذكريات الجميلة متنفسا للروح.
    الذكريات تثير فينا الشجون والاحزان قد تعود بنا إلى الماضي الذي نرفض نسيانه أو الذي نريد نسيانه.

    في غفلة من الزمن إمتطيت صهوة حلم ظل يراودني ليأخذني بعيدا في رحلة عبر المسافات لجنوب السودان..

    رحلتي لجنوب السودان من أجمل الذكريات التي ظللت أحتفظ بها في حنايا الوجدان.....
 
  • في عام 76 وما كنت ازال طالبا في الثانوية تحقق الحلم الذي كان يراودني كثيرا بزيارة مسقط رأسي مدينة واو الساحرة ومدينة اويل معقل الأهل وقرية مادونج موطن الوالدة.
    صديقي وفردتي ود خالتي نغور سانتينو دينق أخبرني بأنه ينوي قضاء الأجازة المدرسية في جنوب السودان اتفقت معه علي أن نسافر سويا وعقدت العزم علي ذلك وخاصة وكانت فكرة زيارة جنوب السودان تراودني كثيرا .
    رغم اعتراض الوالدة الله يرحمها علي سفري للجنوب إلا أنني كنت مصرا علي السفر وكانت حجتي أنني أريد زيارة الجدة والخالة والتعرف علي بقية الأهل وبعد تطمينات ابن خالتي وبعض الأقرباء المسافرين للجنوب وافقت الوالدة علي سفري.

    كعبلة.
    قد أكون ضعيفا في الأسلوب واختيار المفردات اللغوية.

ونواصل
 
الحبيب انامنكم سلام مع شوق مع (كمية حاجات ما بتجيب خروف العيد )
كعبلتك ( شايل توب تواضع يبقى عنوان للسماحة والبخلي سفرنا احلي انو للراجينا راحة )
ياخ عندي مشروع لملمة لشلتنا ممكن تساعدني وتحول لي رصيد محبة على جوالى الجديد ما على جوال الحلاوي ( زول دا سكر وما عندو سكر )
جااااااااااااااااااااااااو ناوووووووووووووووووووووو
 
  • نعود ونواصل..
    كانت تغمرني السعادة والفرح بعد موافقة الوالدة علي سفري وبدأت في تجهيز مستلزماتي الشخصية من ملابس وأحذية وغيرها ومن ضمن الأغراض التي حرصت علي أخذها معي كدارة الكورة فقد كنت مولعا بلعب كرة القدم.
    شرعت في شراء بعض الهدايا للجدة والخالة وأبنائها.

    ستفت الشنطة واشترينا تزاكر السفر وكانت اول مرة أسافر فيها بالقطار.
    ركبنا القطار وكنا مجموعة تتكون من أربعة أشخاص كنت سعيد جدا لسببين
    الأول هو بأنني اول مرة أخوض تجربة السفر بقطار.
    الثاني هو أنني ذاهب لزيارة اهلي بالجنوب والتعرف عليهم.

    ركبنا القطار من الخرطوم وكان القطار يحمل الركاب المسافرين الي مدينة الأبيض في غرب السودان والركاب المسافرين للجنوب.
    تحرك القطار وبعد أن توارت الخرطوم خلفنا قررنا أن نعتلي سطح القطار واتفقنا علي التناوب في حراسة العفش داخل الغرفة.
    كانت تجربة الجلوس في سطح القطار ممتعة وكان أغلب من يجلسون فوق القطار بدون تزاكر مسافرين سفلقة. الجلوس فوق السطح كان يتيح لك المشاهدة في كافة الاتجاهات والتمتع بالمناظر الجميلة.
    كان الطعام الذي نحمله عبارة عن بيض مسلوق، جبنة، طحنية، خبز، باقة بها ماء للشرب وحافظة شاي وبعض الكبابي وكلها موضوعة داخل كرتونة مع العفش.
    وصلنا بالليل الي مدينة أظنها الرهد حيث سنبيت ليلتها وفي الصباح ينفصل ركاب الأبيض في نفس قطار الديزل ويتجه بهم للابيض ويركب المسافرين للجنوب القطار البخاري.
    نجوت وابن خالتي في هذه الليلة من الموت بأعجوبة ولولا لطف الله لكنا في عداد الموتي.

    يتبع


 
  • بعد ان تناولنا وجبة العشاء قررنا ان نخلد للنوم أخذت بطانية ومعي ابن خالتي وفرشناها علي الأرض بجانب قضيب القطار واستلقينا عليها وجعلنا من قضيب القطار وسادة لرؤوسنا واستغرقنا في النوم من إجهاد يوم شاق من السفر.
    بعد منتصف الليل صحونا مفزوعين علي صوت شخص يهزنا في محاولة لايقاظنا وكان يصيح قائلا قوموا القطار جاي عليكم.
    صحونا مفزوعين علي صوت الرجل وشاهدنا العربات الخلفية لقطار وهي تتجه نحونا في بطء دون ان يكون لها صوت ولولا هذا الرجل بعد الله لفصلت رؤوسنا عن أجسادنا.
    عدم دراية وغباء منا ان ننام بهذه الطريقة الخطيرة معرضين أنفسنا للموت دهسا تحت عجلات القطار.
    من الفزع والخوف لمينا بطانيتنا وذهبنا محاولين إكمال نومنا الذي فارق عيوننا داخل القطار، الواحد قاعد ينتفض للصباح من هول الحدث ولولا العناية الإلهية لكنا في خبر كان ...
 

  • صحونا باكرا واحضرنا الفطور والشاي وجلسنا نفطر ونتحدث عن الحادث ونجاتنا من موت محقق بفضل الله وذاك الرجل الذي سخره الله لنا.
    أطلق القطار صافرته مؤذنا بالتحرك والرحيل وتحرك القطار وكان الجو حارا فصعدنا فوق السطح بعد خروجه من المحطة.
    القطار البخاري يختلف عن الديزل حيث يتهادي في حركته وتتصاعد منه ادخنة سوداء وبيضاء.
    بعد عدة ساعات توقف القطار في اول محطة لم نعرف ان كانت قرية او استراحة يتناول فيها الركاب المأكولات والشاي والقهوة لأنني لم أشاهد فيها مباني سكنية تدل علي انها قرية او مدينة لكنها أقرب الي سوق.
    كانت تجلس العديد من النساء يعرضن مشروبات متنوعة من الخمور البلدية بعضها معبأ في قوارير بيرة ابوجمل وأخري في جرادل المونيوم او حديدية يسكبون منها للمشتري في اكواز او قرع وهي متنوعة وأذكر منها:-
    - الدوما - تصنع من عسل النحل.
    - كجمورو - تصنع من السمسم.
    - المريسة - تصنع من العيش (الذرة).
    وأنواع اخري لا أتذكر أسمائها.
    أكثر مشروب أعجبني كان الدوما حيث مذاقه رائع ومستساق وكأنك تشرب سايدر قدر ما تشرب فيها ما تروي.
    من الأشياء التي لفتت نظري كمية ثمار الدليب المعروضة للبيع، والتي اشترينا منها عدة ثمرات.
    أيضا هناك مطاعم صغيرة أغلب ماكولاتها بلدية بالكسري والعصيدة.

    دخلنا أحد تلك المطاعم لنتناول وجبة
    ومن الطرائف التي حدثت في ذلك المطعم كان هناك شاب مفتول العضلات قوي البنية كان قد طلب من الجرسون أربعة بلدي واتي بالطلب جرسون آخر وبدأ يصيح وين الجماعة الطالبين أربعة بلدي وظل هذا الشاب ساكتا الي ان مر الجرسون بقربه وأمسك بالصينية ووضعها في الطاولة مخاطبا الجرسون ختها هنا يا حمار.

    طلب البلدي الواحد ممكن يشبع شخصين بكل ارتياح كنا نشاهد المنظر ودخلنا مع بعض في نقاش بعدم إمكانية هذا الشاب باكل هذه الطلبات لوحده وربما هناك أشخاص معه قد تاخروا في الحضور وبدأنا نراقب.
    الزول معط الصحن الأول وختاهو في الواطة وبدأ في الصحن الثاني ومسحوا مسح وختاهو فوق أخوه الفي الواطه وقام علي حيلو افتكرناهو خلاص شبع اتاريهو قايم يفك حزام البنطلون وقد وبدأ في الصحن الثالث خلاهو ما محتاج غسيل زاتو ولحقو إخوانه الفي الواطة وبدأ في الصحن الرابع قشاهو زي المافي حاجة وبعد انتهي منو كورك للجرسون، عندكم بيبسي الجرسون قالوا ليهو لا.
    الزول شرب ليهو كوزين موية وبقي متخارج.

    نحن أربعة غلبنا نكمل أكل صحنين.
    بعد نصف ساعة تقريبا تحرك القطار واعتلينا السطح وكان الجو مليء بالغيوم مما جعل الجو باردا نوعا ما.
    الطبيعة كانت خلابة أرض خضراء وأشجار كثيفة.
    بدأنا في تقشير ثمار الدليب لاكلها وكان مذاقها حلو كطعم المانجو وقد استمتعت بأكلها فقد كانت اول مرة أكل فيها دليب.
    ظل القطار يسير دون توقف وبالليل نزلنا داخل الغرفة وتناولنا وجبة العشاء وشربنا من خيرات الباغة ولعبنا دومينو واخلدنا للنوم.

    يتبع.
 
  • في اليوم الثاني صحونا علي صوت توقف القطار وصوت الباعة وهم ينادون علي بضائعهم.
    كان القطار قد توقف في احدي المحطات لم يكن فيها سوي بائعات الشاي والخمور البلدية وبعضهن يبيع مأكولات بلدية وبعض باعة الدليب.
    لا يوجد بالمحطة مباني ولا رواكيب ولا اي شيئ يدل علي انها قرية او حتي محطة.
    لا تعرف من أين يأتي هؤلاء الناس.
    نزلنا وتناولنا بعض المأكولات وشربنا الفيها النصيب وملئنا باغتنا البلاستيكية بما تيسر بعد ان فرغ منها الماء.
    لم أشاهد اي مصدر للماء في هذه المحطة ولا حتي زير مطرف ساي.
    يظهر بان الأهالي يسكنون علي مسافة بعيدة نوعا ما من سكة القطار وكانوا يعلمون بمواعيد حضور القطار فيأتون بمنتجاتهم ليبيعوها للركاب.

    بعد ان انتهينا عدنا للقطار وركبنا فوق سطحه وكان يجلس شخص يحمل كوكاب وهو نوع من الأسلحة البيضاء يستخدمها الأهالي في الصيد والدفاع عن النفس يشبه الحربة إلا انه علي شكل دائري ومشرشر اذا غرز في الجسم وحاول إخراجه يخرج باللحم وخطر جدا.
    غايتو انعل أبو الشلاقة زاتو الدخلتنا في موقف آخر.
    عندما اعتلينا سطح القطار كان يجلس بالقرب منا شخص يحمل كوكاب ومن شلاقتي أحببت أن اتفرج واحمل هذا الكوكاب فأعطاني إياه وكان ملمس العصاة ناعما جدا وأثناء حملي له انزلق مني وسقط أمام قدم أحد المارة فامسك به الرجل ونظر لأعلي القطار فرأني فأراد أن يقذفني به لولا وقوف جماعتي أمامي والتحدث معه بالرطانة وكان غاضبا ومن النوع الكة داك ألما بتفاهم وكان يقول لهم بالرطانة المندكورو يريد أصابتي بالكوكاب ويطلب منهم الابتعاد من أمامي ليطعنني بالكوكاب فرفضوا وشرحوا له بأنه انزلق من يدي دون قصد وبانني لست مندكرو كما يظن وطيبوا خاطره فارجع الكوكاب لصاحبه وظللت أراقب هذا الرجل طيلة الوقت خوفا ان يصعد سطح القطار ويغدرني او يفك فيني أي مصيبة الي ان تحرك القطار وتنفست الصعداء وتأكدت بأنه ليس ضمن المسافرين .
    الزول ده كانت عيونه كلها شر.
    طبعا لبدتي الجماعة ما ريحوني فيها وأصبحت مثار تهكمهم وسخريتهم.

    يتبع
 

  • كانت هناك مجموعة من طلاب الجامعة الاسلامية في نفس القطار متجهين الي مدينة واو اظنهم يتبعون لمنظمة الدعوة والإرشاد أغلبهم كانوا ملتحين وكان قد نفذ لديهم ماء الشرب ونزلوا يبحثون عن الماء فلم يجدوا فقلنا لهم اشربوا هذه المرايس البلدية فرفضوا وصاروا يعطونا محاضرات عن الحرام والمنكر وشنو ما عارف.
    قلنا ليهم يعني نموت من العطش حاولوا الشرب من مياه صهريج القطار الذي يبرد ماكينة القطار فوجدوا طعمه مالحا لا يمكن شربه فقالوا نصبر للمحطة التالية...
    أطلق القطار صافرته للتحرك وركبنا القطار ودخلنا الغرفة وبدأنا في لعب الدومينو والجغم من باغة الكوكتيل المهم انبسطنا من اكل وشرب وكنا مرات نعتلي سطح القطار ونتفرج علي المناظر الطبيعية ونتونس مع المسطحين فوق القطار بعضهم يعرف العربية والاخر لا يتحدث إلا الرطانة وكنت أفهم غالبية احاديث الرطانة ولكن كنت لا استطيع الرد بالرطانة.
    الدقسة أنني لم أخذ معي كاميرا تصوير لتوثيق هذه الرحلة بالصور.
    عملنا صداقات مع بعضهم ومرات كنا نحضر لهم بعض الطعام.
    ونحن علي هذا المنوال توقف القطار في محطة تقريبا عند الخامسة عصرا وكانت شبيهة بسابقتها.
    نزل جماعة الدعوة يبحثون عن ماء فلم يجدوا وما كان منهم إلا ان كابسوا ستات المرايس ووقعوا فيها زي الضبان والله شفقونا زاتو ما نلقي تموين.
    الواحد فيهم ماسك قرعة المريسة ودقنه غاطسة في القرعة ومليانة رغوة ويجغم كتلونا من الضحك اولاد امزقدة.
    بعد ما شربوا تمام قلنا ليهم ما قلتوا البتاع ده حرام رد علينا واحد وقال ما قريتوا فقه الضرورات البتبيح المحظورات.
    شربنا وملينا باغتنا واحد منهم قال لينا ما عندكم باغة زايدة تدونا ليها نعبيها طبعا كان ما عندنا فاضطروا دفعوا ثمن القزاز عشان يشيلوهو معاهم..
    أطلق القطار صافرته وركبنا وتحرك..

    يتبع
 
  • تحرك القطار عند المغيب وكنا نجلس داخل الغرفة نلعب الدومينو ونتونس ونخطط للمناطق التي سنزورها عند وصولنا وتناولنا وجبة العشاء وكان اخر ما تبقي لدينا من الزوادة التي نحملها معنا.
    بدأنا في شرب الكوكتيل واحلي ما فيهو انه يخليك تنوم بسرعة التقول فيهو مخدر، برضو احتمال الإكثار من شربه يدروخ الواحد.
    موضوع الأكل كان فيلم آخر وخاصة وجبة العشاء كنا في اي محطة بندوس اي حاجة وكنا نأخذ وجبة العشاء برضو معانا من العصر او المغرب حسب توقف القطار وكل المأكولات بلدية يا بالكسري او العصيدة.
    ونحن علي هذا المنوال لمدة أربعة او خمسة ايام الي ان وصلنا مدينة اويل بالصباح واتحمدلنا السلامة ونزلنا شنطنا.
    اويل مدينة كبيرة وبها سوق ومقاهي ومطاعم.
    كنا جعانين وأول حاجة عملناها دخلنا مطعم وفطرنا وشربنا الشاي وولعنا سيجايرنا وقعدنا نبخبخ.

    كان لدينا خال اسمو كير لديه دكان في طرف السوق فقررنا الذهاب إليه أولا للسلام وبعدها نذهب الي مدينق مادونج التي تبعد تقريبا حوالي ثلاثة كيلو من اويل.
    وصلنا دكان الخال ووجدناه جالسا علي كرسي وامامه كانون بها قدر مغطي يجقجق يتصاعد منه البخار.
    القدر ده فيهو سر سوف اسرده لاحقا.
    سلمنا عليهو ياخال ياخال لم يعرفني وسأل ود خالتي بالرطانة المندكورو المعاكم ده جايبينو من وين وانا سامع الكلام وبضحك ود خالتي قال ليهو ده عارف ولد اختك اميل قام من الكرسي وسلام بالأحضان وما مصدق إني جئت من الخرطوم لأزور اويل وبدأ يسأل عن أخبار الوالدة وأخوتي جاب لينا كراسي وجلسنا وأراد أن يحضر لنا فطور فاخبرناه بأننا افطرنا فطلب لنا شاي وبعد الانتهاء من شرب الشاي طلبنا منه الاستئذان بالذهاب الي مادونج للجدة والخالة فرفض وأخذ منا الشنط وأعطاها للصبي الذي يعمل لديه في الدكان وأمره بأخذها لمنزله وتجهيز المضيفة.
    انصعنا لرغبته، ما بنقدر نعصي امره وخاصة وكنا محتاجين فيما بعد لضحاكات.
    طلب منا الذهاب للمنزل لأخذ قسط من الراحة والاستحمام وخاصة ولنا أكثر من خمسة ايام لم نستحم او نغير ملابسنا وريحتنا اخير منها ريحة تيس حاج ابكر.
 
  • ذهبنا لبيت الخال وكان في استقبالنا زوجاته الثلاث وأبنائه وقاموا بواجب الضيافة.
    البيوت عبارة عن قطاطي مبنية بالطين ومعروشة بالقش وهناك سور من الشرقانية حول المنزل.
    كانت المضيفة عبارة عن قطية كلها من القش وبها عنقريبين وحصيرة في الواطة.
    اعربنا عن رغبتنا في الاستحمام فجهزوا لنا الطشت وجردل مليء بالماء وصابونة فنيك وقرعة.
    طبعا دي اول مرة استحم فيها بمثل هذه الطريقة.
    تقيف في نص الطشت وتغسل نفسك بالماء والصابون باستخدام القرعة للماء وبعد أن تفرغ وترتدي ملابسك تشيل الطشت وتفرغه في الحوش.
    كنا محتاجين نكب موية في جسمنا الفنايل الداخلية لصقت في جلدنا من كثرة العرق والوسخ.
    في العصر قلنا نطلع نتجول في المدينة.
    ذهبنا لميدان الكورة ووجدنا شباب يلعبون في حماس شديد وكان المتفرجين ينظرون الي باستغراب وعيونهم تقول من هذا المندكرو ومن أين جاء وكان برفقتي ابن خالتي وأحد الاقرباء وكانوا يعرفونني بالاهالي والاسرة كانت من الاسر الكبيرة المعروفة في اويل وكانت تظهر عليهم علامات الرضي.
    التربة كان يميل لونها للاحمرار ومن المباني التي شاهدتها مبني السجن الذي كان مشيدا بالطوب وكان بابه مفتوحا.
    وعندما سألتهم لماذا يتركون بابه مفتوحا هكذا، قيل يترك مفتوحا لحين عودة المساجين للمبيت داخل السجن.
    كان في الصباح يسمح للمساجين بالخروج للعمل داخل المدينة يلقطوا رزقهم وكان يرتدون زي موحد يميزهم وعند المغرب يعودون للمبيت داخل العنابر وهكذا وهي ميزة تعطي للمساجين ذو الجرائم الصغيرة حيث لا يكلفون السجن أكل او شرب أما ذو الجرائم الكبيرة فيتركون في زنازينهم.
    ذهبنا الي احدي القهاوي وجلسنا نتناول الشاي وكان البعض يلعب الضمنة.
    كانت الإضاءة عبارة عن رتاين او فوانيس تعلق داخل الدكاكين او المقهي وفي حوالي الثامنة قررنا العودة للمنزل وكانت تنتظرنا وجبة المندشا.
    يتبع.
 
  • عند عودتنا وجدنا الخال يجلس في وسط الحوش وبجانبه بندقية ينظف فيها وعلي يساره زوجاته الثلاثة يجلسن حول طشت وينظفن في أكثر من عشرة دجاجات وأكثر.
    استغربت لكمية هذا الدجاج وقلت في نفسي ربما الخال يريد الاحتفال بمقدمي والعشاء سيكون بالمحمر والمشمر وخاصة بأننا طولنا من أكل الطيبات دي.
    احضروا لينا كراسي وجلسنا بجانبه وقال بأن صيد اليوم لم يكن جيدا فهو قبل المغرب يذهب للغابة مع بندقيته الرش ويصطاد دجاج الوادي.
    بعد ان فرغ من تنظيف بندقيته طلب من زوجاته إحضار العشاء الذي كان جاهزا.
    صحن كبير تتوسطه عصيدة وملاح من رائحته عرفت بأنه ملاح مندشا.
    المندشا عبارة عن سمك ناشف يطحن ويطبخ وكثيرا ما كنا نأكله في بيتنا غايتو ضربناهو ومصمصنا صباعاتنا وقعدنا اتونسنا شوية وقبل أن يذهب الخال لمرقده طلب منا ان نوافيه بالصباح في الدكان قلنا خلاث بكره الخال بنغنغنا بالضحاكات ودخلنا القطية للنوم.
    يتبع.
 
  • في الصباح ذهبنا للخال في دكانه ووجدناه جالسا وامامه الكانون وفوقه القدر يجقجق.
    طلب منا إحضار كراسي والجلوس وكل فترة يفتح القدر وينظر ويتحسس بالكمشة.
    بعد فترة طلب من الصبي إحضار كبابي فاضية وصينية عبأ أربعة كبايات من الشوربة وافرغ القدر في الصينية وكانت تقريبا حوالي ستة دجاجات وقعدنا نأكل لحم سااااي لا رغيف لا عصيدة وشوربة الجداد المركزة دي براها تكفي اليوم كله لو زول عندو دغت بترميهو .
    مع أنني لا أحب أكل الدجاج لكن طعم هذا الدجاج كان مختلفا وطاعم لا يوجد به زفر.
    طلبنا منه الأذن للذهاب الي مدينق مادونج فقال لنا ليس اليوم تذهبون غدا.
    بعد الإفطار الدسم ده أعطانا علبتين سجائر في البداية رفضنا وقلنا ليهو ما بنشرب سجائر ضحك وقال لينا امبارح شايف علب السجائر في جيب القميص شلناهم وتوجهنا للمقهي.
    الجو كان سخن جدا كل واحد ماسك ليهو هبابة يتهبب بيها.
    البلد كلها أشجار كثيفة تحيط بالمدينة من كل الجهات والأرض خضراء طبيعة خلابة.
    بعد ان اكتفينا من الضمنة وشرب الشاي بعد الضهر قلنا نمشي البيت وناخد لينا جمة ونجهز لبعد العصر للذهاب لميدان الكورة ونتمرن مع الشباب ونوريهم عروض الخرتوم.
    يتبع
 
  • عند عودتنا تفاجأنا بوجود الخال يجلس وامامه كانون وقاعد يشوي في لحم.
    الحكاية انه كان قد أحضر خروف من الفجر وضبحه كرامة قدومنا ولم نلاحظ ذلك.
    انتهي من شوي اللحم ودخل معنا القطية التي ننام فيها وبدأت صحون الطيبات تهل.
    بدأنا بصحن المرارة وخلصنا عليهو، جانا صحن الشية وتاني صحن شية وأخيرا صينية لحم محمر هبر هبر العضم زاتو تقرقشو والله دفسناها دفس جد وبدون رغيف ولا عصيدة.
    غايتو خرفان الجنوب طاعمة طعامة شديد خلاث وعضمها هش.
    بعد انتهينا رجع الخال لدكانه وكل زول اتكأ في عنقريبو.
    بعد العصر لبسنا كداراتنا والترينق وتوجهنا لميدان الكورة.
    اتمرنا وكان في لاعب اسمو قفلة زول زي التور يجيك جاري ومن النوع البشوت رجلك والكورة الزول ده كان لاعب ضدي وعامل حسابي منو شديد لانو شاهدت طريقة لعبه بالأمس. قلت نقعد في قصص كسور وانكل ويبوظ لينا الأجازة لكن طبقت فيهو نظريات كرهتو لعب الكورة والمتفرجين يعجبوك قرقرة وضحك والزول يزداد هياجا وشراسة زي تيران الإسبان الفي الحلبة.
    والله خفت علي كراعي من الزول الأطرش دا ولم اكمل التمرين.
    المهم رجعنا البيت واستحمينا وذهبنا للمقهي للعب الضمنة والونسة.
    عدنا من المقهي واتعشينا وبدأت في تجهيز هاند باك وضعت به بعض الملابس استعدادا للذهاب لمادونج..
 
  • صحونا في الصباح وذهبنا للخال نخبره بذهابنا الي مادونج فاحضر لنا فطور وبعدها أعطانا مصاريف وحملنا حقائبنا واتجهنا الي مادونج كداري حيث لم تكن هناك وسائل مواصلات لقربها من اويل والوسيلة الوحيدة هي ركوب العجلة.
    كان الجو جميل والأرض منبسطة خضراء، حشائش طويلة وأشجار متفرقة علي مدي البصر.
    تناولت عدة ثمرات كنا نقطفها من بعض تلك الأشجار سوف اوصفها لأنني لا أتذكر أسمائها بلغة الدينكا.
    ثمرة تشبه البطاطس رائعة ذات مذاق حلو أقرب في طعمها للكمثري.
    ثمرة تشبه البخاره وبها نواة واحدة في وسطها.
    ثمرة اسمها اللولو حلوة المذاق ويستخرج من نواتها زيت اللولو الذي يستعملونه للشعر.
    وأثناء حركتنا شاهدت بعض القرود تتقافز بين الأشجار.
    لم نكن مسرعين في مشينا وكنا نسير في درب واضح وكأنه ممشي وسط تلك الحشائش الغزيرة كنا نعود إليه بعد قطفنا لبعض الثمار ونحن علي هذا الحال من المتعة بتذوق تلك الثمار والتمتع بجمال الطبيعة وسحرها الذي يخطف الألباب الي ان وصلنا قرية مادونج.
    ذهبنا الي منزل حبوبة مباشرة وقابلتنا خالتي التي كانت تحضر كثيرا للخرطوم وسلام بالأحضان وبكاء وسمعت حبوبة صوتنا وخرجت من قطيتها وسلام بالأحضان وبوس وبكاء والله بكيت معاهم واتي أبناء خالتي وكانوا فرحين بحضوري وفرح بلقائهم وكانت لحظات مؤثرة للغاية استمرت طويلا.
    سألت عن اكبر أبناء خالتي ويدعي دينق فقيل انه ذهب يرعي البقر وربما ياتي عند المغيب وقد يظل بالخارج مع البقر في المرعي ان ذهب بعيدا.
    ادخلونا القطية وكانت حبوبة تجلس بجانبي تحضنني وتتحسس وجهي بيدها.
    اعطيتهم الهدايا التي احضرتها معي وأخبرته بأن الوالدة هي من أرسلتها لهم.
    كان نغور يترجم حديثي لهم بالرطانة.
    حسب معلوماتي بأن مادونج منطقة لزراعة الأرز وصراحة أثناء تجولنا في القرية بعد العصر لم أشاهد مزارع رز فربما تكون خارج القرية.
    الأسر كانت تسكن في قطاطي وليس هناك أسوار تفصلهم وكأنهم اسرة واحدة.
    قضيت ليلتنا مع حبوبة في قطيتها وكانت تسألني عن الوالدة وأخوتي وكنت اشعر بفرحتها وسعادتها لمشاهدة احد احفادها.
 

  • كان دينق قد حضر في الصباح الباكر مع ثلاث بقرات وكان يعمل في حلبهم وذهبنا إليه وسلمنا عليه وصب لنا حليب وكان دافئا وذي مذاق مستساق وكانت تجربة فريدة ان نتناول حليب من ضرع البقر مباشرة.
    كان خبر وصول حفيد حبوبة من الخرطوم قد انتشر في القرية فبدأ يتوافد الزوار من الأهالي للسلام ورؤية الحفيد وكان بعضهم يأتي حاملا مواعين وبعضهم يجر خلفه حملان يعطونها لحبوبة ويأتون للسلام علي وكانت تبدو علي ملامحهم الطيبة والبساطة والحنينية لقد كان المرحوم جدنا (فيول اون) أحد سلاطين وأعيان القرية ولهذا أتت إعداد كثيرة لإلقاء التحية.
    كان دينق قد قام بذبح خروف والخالة تعمل علي تجهيزه. ذهبنا مع دينق لإعادة الأبقار الي بقية المراح حيث كان يوجد مع الأبقار ما يقرب الخمس أشخاص وكانوا يحملون الحراب والكوكاب وعرفهم بي وأخبرهم دينق بأنه لن يذهب معهم للرعي.
    اخبرناه بأننا لا نريد العودة للبيت ونرغب بالتجول وقضاء بعض الوقت في الغابة. لم يكن موسم الأمطار قد بدأ ولكن تشعر بأن الأرض لينة عند المشي تشعر بأن قدميك تغوص قليلا في الأرض. من الأشياء التي لاحظتها بأن قرون الأبقار طويلة وبأن ذيول الخرفان قصيرة واحجامها متوسطة تختلف عن الخرفان التي اعتدنا عليها وأغلب الرجال يرتدون جلاليب قصيرة.
    تجولنا في الغابة وشاهدت العديد من الطيور والعصافير وبعض القرود وتعرضت للسعات حشرات لم أستطع تميزها لا عرفتها ضبان ولا ناموس وكانت كثيرة جدا تتطاير أمام وجوهنا.
    عدنا قبل الظهر وتناولنا الغداء.
    عاتبتنا حبوبة علي طول غيبتنا معتقدة بأننا رجعنا اويل حيث أنها لم تشبع من رؤيتي والتحدث معي، طيبت خاطرها وقلت لها بأننا لم نذهب بعيدا بل ذهبنا نتفسح في الغابة.
    لكن لم يسلم دينق من توبيخها الشديد (وش ضاحك).
    في العصر سمعت صوت طبول تقرع فسألت فقيل أنها النقارة.
    يتبع.
 

  • أسعدني جدا خبر حدوث النقارة وقلت ده برنامج يستحق المشاهدة وخاصة بعد تلك الوليمة التي تناولناها في الغداء.
    قلت ليهم يلا نمشي نتفرج علي النقارة وفعلا ذهبنا ولم يكن الموقع بعيدا عن البيت.
    عند وصولنا انطلقت زغاريد النساء ولم أكن اعرف سبب الزغاريد اتاريهو الزغاريد كانت لشخصي والنقارة عاملينها احتفاء بحضوري وقد أخبرني ود خالتي بذلك.
    نوصف ليكم مشاهدتي عن ساحة النقارة.
    النساء والفتيات والبنات كان تتدلي من اعناقهن عقود السكسك ويلف وسطهن أحزمة عريضة من السكسك بألوان زاهية أما الرجال فكانوا يلبسون لباس قصير ويحملون حراب ودرقات وده زاتو عمل لي زلعة وكانوا طوال القامة ظنيت الاسطورة مانوت من النواحي دي، مانوت لما جابو بونا ملوال من الجنوب نزل في النادي الكاثوليكي بالخرطوم مشيت مع ود خالتي لزيارته وجدناه راقد في سرير نص كرعينو بره السرير وكان يرتدي أديداس ما عارف لقو مقاسو زاتو وين.
    كانوا يرقصون بشكل دائري ويغنون والرجال والشباب يقفزون عاليا ويعملون حركات بالحراب والدرقات وكأنهم يتحاربون، والله حركات مخيفة.
    لو كنت أعلم بأن النقارة داقينها لي لما ذهبت فبدلا ان أكون مشاهدا فيجب أن أشارك في هذا القفز.
    ود خالتي أراد أن يعطيني حربة لأشارك قلت ليهو لو ربطتها في يدي فلن احملها فيكفيني حادثة القطار.
    قلت ليهم اعفوني من القصة دى وخلوني اشارك الرقص مع الحريم ديل.
    ضحكوا وقالوا مافي طريقة غايتو شلت لي درقة وذهبت انطط مع الجماعة وأحاول أن اقلدهم كان كل اتنين يدخلوا الساحة ويتقافزوا وكأنهم في معركة.
    دخلت انطط ودخل معاي واحد يحمل حربة ودرقة وبقينا ننطط والزول كل مرة يوجه الحربة نحوي قلت في نفسي هسع لو اتملصت من يده ما الضحك شرطني.
    شوية شوية بدأت أطمئن بأن الناس ديل متمرسين وحرفاء في مسك الحراب ما ممكن تنفلت من أيديهم.
    احلي حاجة البنات الصغار وهم يرقصون ويغنون.
    كانت ساحة النقارة عبارة عن لوحة فنية زاهية ومتخمة بالألوان والناس مبسوطة.
    فاجئني ود خالتي بكورية مليانة مريسة وقال لي أشرب وحقيقة من كثرة النطيط وخروج العرق الواحد عطش وأتت الكورية في وقتها وجغمتها كلها.
    ونحن علي هذا الحال الي ان بدأت الواطة تدخل في الظلام فاوقفت النقارة وبدأ الأهالي يعودون لمنازلهم وعدنا للبيت ونحن في أشد حالات التعب بعد هذا المجهود البدني.
    اول حاجة عملتها ان استحممت واستلقيت في العنقريب وكانت حبوبة تجلس في عنقريبها وختو لينا العشاء وكانت حبوبة تلقمني الأكل في فمي وبعد الانتهاء جلسنا نتسامر الي ان كبس النعاس ونمنا.
    يتبع.
 
كانت ساعتي البيولوجية مظبوطة علي السادسة صباحا للصحو من النوم.
صحوت وتورت الباقين واتسوكنا وغسلنا وشوشنا والخالة الله يديها العافية ويطول في عمرها قالت لينا قوموا اشربوا الشاي مع حبوبتكم مشينا قعدنا تحت الشدرة وشربنا شاي الحليب مع اللقيمات.
سألت الجماعة عن برنامج اليوم اقترحوا ان نذهب مع دينق لرعي البقر رفضت هذا المقترح بسبب تلك الأشياء المتطايرة التي تلسع وجوهنا الواحد اليوم كله يقعد ينش فيها.
اقترحت بأن نبقي مع حبوبة نخليها تونسنا عن جدنا شوية وخاصة انها امبارح زعلت لما مرقنا واتأخرنا في الغابة.

في ظل الشجرة الكبيرة التي بالقرب من القطية جلسنا ونحن نتناول الشاي. حبوبة بدأت تحكي لنا الحكاوي الواحدة تلو الاخري، غايتو اكتشفت بأن حبوبة نضامة ووناسة شديد خلاث ما خلت حاجة حتي اسماء البقر والتيران قالتم.
المهم جابوا لينا الفطور وبعدها دخلت حبوبة قطيتها وتحولنا للجلوس في قطية المقيل وفاجئنا دينق بان أخرج لنا زجاجة مليئة بشيء يشبه الماء وسألناه ما الذي بالزجاجة فقال بانها سوكوسكو (عرقي).
أحضر كبايات وبدأ يصب لنا منها وكانت اول مرة في حياتي اتذوق مثل هذا الصنف.
كان طعمه لاذع وقوي جدا ورائحته نفاذة
بعد ثلاثة كبايات رأسي لف والشوف بقي طشاش والرجلين تقلن واللسان انعقد، طوالي وقفت الشراب ورقدت في واطة الله.
ما عارف نمت قدر شنو المهم صحوني للأكل وكانت صينية مليانة بالشية وقمت عليها شئ نمدغه وشيء نبلعه ولم أكن في وعيي المهم بعد الأكلة دي عيوني فتحن شوية والدبرسة راحت وسامع صوت حبوبة وكانت فيه نبرة من الغضب وتردد اسم دينق.
سألتهم يا جماعة حبوبة ماله فحكي لي نغور بأن حبوبة حضرت ووجدتني راقد في الواطة وشمت ريحة العرقي وعرفت الحاصل وقامت هاجت في دينق والخالة زاتو أتت وكملت فيهو الباقي لامن قام مرق وزاغ.
خرجنا نبحث عنه ووجدناه قاعد في قعر شجرة وماسك قزازتو يجغم فيها رجعناه معنا وعدنا للقطية وكان خائفا ان تضربه أمه او حبوبة قلت ليهو بحل ليك الموضوع ده.
دخلت للخالة وحبوبة و اخبرتهم بأن العرقي اداني ليهو زول في اويل واحضرته معي ولا علاقة لدينق بذلك.
غايتو تقبلوا الأمر ولم يكونوا مصدقين روايتي.
رجعنا لقطيتنا وجلسنا نواصل في الكتحي ولكن المرة دي كان بحساب وبنكسروا بالموية مع وجود نواشف ..
القزازة دي التقول مسخوتة مدورين فيها من بعد الضهر لغاية ما الشمس غابت غايتو انا بقيت ما انا يظهر الطشمة حصلت والله يستر من العزف.
بعد ان انتهت المسخوتة دخلنا القطية وانجدعنا للنوم.
يتبع.
 
أعلى أسفل