دولة البطانة المتحدة... !

hafizz

:: كاتب نشـــط::
images


دولة البطانة المتحدة، اتحاد البطاحين والشكرية ودعوة لتقرير المصير..

العنوان صادم أليس كذلك؟
... ما الذى صدمكم من فحوى العنوان، ولم يصدمكم عند سماع أنباء اهلنا فى جبال النوبة، او النيل الأزرق ودعواتهم لتقرير المصير، أو الحكم الذاتى؟

وحتى الآن ليس لدى معلومة قاطعة تميز قبائل النيل الأزرق، أو جبال النوبة، عن بقية قبائل ومناطق السودان الأخرى، او تجعل من قضاياهم أفضلية من غيرهم من أهل السودان، ويطالبون بأحد ( السـيئــتين ) تقرير المصير، أو الحكم الذاتى، او حتى المشورة الشعبية سيئة الذكر... ولماذا لا يحدث ذلك فى بقية مناطق البلاد وهى تعانى من ذات قضايا التهميش وسؤ الإدارة، ما هو الشىء الذى يميز المنطقتين عن بقية مناطق السودان، وأى إدعاءآت تلك تبرر هذا التوجه الإنفصالى الذى بات يشكل حاجز نفسى للشعب السودانى كافة؟

مهما كانت المبررات فلن تكون كافية، او مقنعة لإمتطاء هذه الأفكار الإنفصالية الهدامة التى لا طائل منها سوى الخراب، والدمار، والضعف، والهوان، سوى كان للبلد الأم، أو الدولة الوليدة، وجميع مناطق وقبائل السودان شركاء فى الهم سواء، لا فرق بينهم، والفرق الوحيد الذى يميز مناطق جبال النوبة، والنيل الأزرق عن بقية مناطق، وقبائل أهل السودان الأخرى، هو أن الأولى بعض أبنائها حملوا السلاح على الدولة، وبقية قبائل السودان حملوا الصبر على المصاب...

ولو كان فى الأصل دعوات الإنفصال بهذا الفهم لا أعتقد هناك منطقة من مناطق السودان تكون بعيدة عن الإنفصال حتى منطقة سهل البطانة فى شبه وسط البلاد أهلها لا يعيشون فى نعيم بعض أحوالهم أسوأ من مناطق النيل الأزرق، وليس أهلنا النوبيين فى اقصى الشمال أفضل من حال أهلنا فى جبال النوبة، وأهلنا فى الشرق ليس بأحسن حالاً من الجميع فهم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.

الجميع متضرر من طريقة الحكم التى لم تراعى القيم السودانية، وطبيعة أهل البلد ذات الثقافات، والعرقيات المتعددة وهنا مربط الفرس، والدعوات الإنفصالية هى دعوات غبية بلا شكل والخطأ الجسيم الذى حدث فى فصل جنوب البلاد لن يتكرر ولو كان ذلك بدعوى الضغوط... وهناك وسائل مختلفة يمكن أن تكون وسائل ضغط غير دعوات تقرير المصير، أو الحكم الذاتى ، غهى دعوات سيقف الشعب السودانى كله ضدها، ولن تجد تعاطف كما حدث إبان فصل الجنوب وحدث ما لم يكن فى حسبان السودانيين حيث كانوا فى البداية يعتقدونها وسيلة ضغط إلى تم فصل الجنوب دون رغبة أهل السودان كافة..
 
كان خطاءً فادحاً عندما قرر أهلنا فى جنوب البلاد تقرير المصير عن البلد الأم ، كما يجب أن يعلم الجميع أن السودان دولة كوش القديمة هى أصل البشرية وإخوتنا فى جنوب البلاد هم جزء لا يتجزأ من اصول هذا البلاد الذى يبدأ فى شمال البلاد ويتنتهى فى جنوب افريقيا، والفرع دائما ينتمى إلى الأصل وطن الجدود من سبعة آلاف عام أو تزيد يصبح من المجحف أن تختار أى منطقة من مناطق السودان تقرير المصير ويعتبر ذلك جريمة بكل المقاييس الجغرافية والتأريخية وتدمير المكون التأريخى والبشرى لشعوب السودان ذات الإنتماء الواحد والأصل الواحد...

ومعلوم لعلماء التاريخ والجغرفيا والسياسيين أن الإنتماء لأرض السودان دولة كوش القديمة هو انتماء أصلى ليس كما يسمى البعض أنفسهم الشعوب الأصيلية وفى نفس الوقت يجهلون أصلهم الدولة النوبية القديمة التى تفرع منها جميع قبائل السودان سوى فى متاطق دارفور أو جبال النوبة التى استأثرت بالإسم الأصلى دون غيرها، أو جنوب السودان، أو حتى شرقه، والـتأريخ ملىء بمرجعية قبائل السودان المتفرعة من دولة كوش التى كانت تحكم من أعالى مصر إلى أعالى النيل فى جنوب السودان ...وعندما بدأت تتفكك وتتقسم دولة كوش القديمة إلى دويلات لأسباب كثيرة منها الحروب الخارجية التى تشن ضدها أو العكس، لم يتلاشى شعب دولة كوش بقي شعب كوش موجود كما هو فى مناطقه المختلفة داخل السودان الجديد فى الشرق والغرب والشمال والجنوب، لهذا اسمى دعوات الإنفصال بالدعوات الغبية كما فعل الجنوبيين وهم اصحاب ارض وهم القبائل التى سكنت النيل من نملى لحلفاءأو دونها وتركت كل إرثها القبلى وتواصلها والحضارى مع أصلها وإنزوت فى ارض صغيرة إلى الجهل والتخلف والحروب...

و كل قبائل السودان بما فيهم اصحاب السحنات العربية أصلهم السودان نزح جدودهم من اصل البشرية وتكاثروا فى الجزيرة إالعربية ثم عاد الأبناء التى بعدهم إلى أصلهم أصل البشرية أرض السودان الجديد ...

و نحن السودانين فى الأصل شعب واحد، من جذور وتراب واحد، من عائلة سودانية واحدة، مخجل أن يخرج علينا بعض السياسيين فى هذا الزمان دون النظر لعمق علاقتهم بالسودان الكبير وحدود احقيتهم فى هذا التراب ويطالبون بحق تقرير المصير الذى لا ينم إلا عن جهل وغباء، بالحق، والتأريخ، والجغرافيا، وحضارة هذا البلد الذى لا مثيل له فى العالم عبر التاريخ من حيث العمق البشرى، وقدم الحضارة التى يمثل أصلها وعمقها أيضاً التأريخى.
 
أعلى أسفل