حيدر الشيخ «لغزة .. العِزة»

ضى القمر

:: كــاتبة نشــطة ::
لغزة .. العِزة


فاتحه:


ووضع الندى في موضع السيف بالعُلا مضرٌ

كوضع السيف في موضع الندى

رحم الله أبي الطيب المتنبي




لغزة .. العِزة .. ألف تحيةٍ وقُبلة

وللقدس أول قِبلة

المشاعر تدمي لأُمٍ ضعفاً ولا حولَ

على فتياتها أطفالها ولكل أمٍ .. إمرأةٍ ثكلى

لغزة .. العِزة

الضراعة لله والدعاء


لأبنائك .. بناتك فلذاتك فيك أشلاء

وللدفاع المستميت ملحمةً أرواحٌ

تزود عنك فداء

ما أعلى الإستحقاق ..

الدمُ طُهراً مُراق

تُقْدِمين وتُقَدِمين ما عندك الأغلى

للعدو والعالم عميقاً درسا

وغداً تقطفين فخراً وحريةً ونصراً ..

ما بذرتِ اليوم غرسا

فالموت المجنون يعربد فيك أرجاء

أرضٌ .. حرقٌ .. بحرٌ وفضاء

صبحٌ .. نهارات ومساء

عز الشتاء

غارقة في الركام والظلام والدماء


والدعم .. إن جاء ..

العنكبوت بيتاً

يأتي مراوغات

ليس إلا ..

يا للعدل إليك يأتي رُفات

منظمات

إتحاد أوروبي .. ترويكا

مجلس أمن .. والفيتو أمريكا

والحكاية .. من أولها باينة ..

هيئات

والهوى دولة الصهاينة



والدعم الآتي مظاهرات .. كلمات

أحبارٌ وأوراق

ليته يُثمر ويؤتِ أُكلا

فغزة تختنق حصاراً وإحتراق

كل شبرٍ فيها بالهلاك موعود

إليها الموتُ صلفاً يعود

تجبراً .. تكبراً عنوةً يُساق

عيني عينك إليها يُساق

والعالم يتفرج ويزايد على دمائها في عناق

لا حق لغزة في الحياة

هكذا صدر حُكم السفاحين القضاة

لأن صواريخ غزة .. المحلية

غدت في عيون بني صهيون نووية!!!

تتساقط على سديروت!!!

فتجلب لها الموت

فجراً وعشية!!!

فصفقت الأحقاد الصفيقة عَاَلم يكيل بمكيالين

يلوي عنق الحقيقة ولا ترمش له عين

دعماً وتفرجاً وإستحساناً للمأساة

(عين الرضا عن كل عيب كليلة)

وعن كل حقٍ أبلج عليلة

ولإسرائيل سنداً غمزاً مداعبةً ومناجاة

إنه عهد الظلم والظالمين الطُغاة

ستخرجين فيه غزة العِزة ..

من تحت الركام حياة


كل ما نملكه.. غضباً .. شجباً وإدانة

ماذا تجدي مع الصاروخ والدانة

وهي على قلتها

وقلة حيلتها

حياءً .. تأتي أحيانا ..

وأحياناً أقرب للإعتذار للقاتل السفاح

خنجرٌ يدمي حد النصل الدامية أصلاً جراح

يا للدعم عبرةً في الحلقِ

بئس المولود وقسوة الطلقِ

والحق بطعم العلقم مذاق

الشجب والإدانة!!!

منذ أمدٍ بعيد ركنا إليها خانة

منذ أمدٍ بعيد رُدت السيوفُ غمدا

والجبخانة

آثرنا الإستكانة

فإنتفض الأجداد والشهداء هناك لحدا

ليس لعُمْرٍ تمنوه يمتد به العيش رغدا

إذ ليس من الموت مهما طالت الآجال بُدا

فذلك عاقبة الأولين والآخرين

لكن حسرةً على أحفادٍ أحياءٍ .. ميتين

وعلى إرادةٍ تُصفع كل يومٍ إهانة



فكبِرنا في عيون أعدائنا إرادةً .. جَبانة

عربدوا في عيوننا .. أمام ناظرينا

ومن فوقنا .. إستهانة

بالوا في إنوفنا .. حد إفراغ المثانة

ومن كل فجاج الأرض نادوا كل أُخرى مثانة

يا للعطر الباريسي

هكذا سِكوتنا في ناظريهم إستحسانا


مدحاً لبَوْلِهم جائلين به في كل حانة

صائحين .. من يشتري قنينة باريسية


وكرامتنا مذبوحة من فوقها هدية

هل نحتاج لكي نفيق

إلى طفلٍ ماءٍ بردٍ إبريق؟!!!

يحبو أصبعه البريء شجاعةً إلينا

مُردداً .. أنظروا إلى تلك النتانة!!!



علينا الصاروخ جواً .. بحراً وأرضا

بات فرضا

وحيناً يأتي في ثياب الواعظين قرضا

يأخذ أرواحنا ويمتص موتاً بطيئاً دمانا

والأمر في آخر المطاف سيانا

بكت المساجد والمآذن حسرةً آذانه

لأُمةٍ أدارت ظهرها لبعضها ولله سبحانه

قنعت بالدنيا شراءً عن رضوانه

وبالعيشة الذليلة مزركشة ..

بالوعود الهباء مُزانة



إن كان ذاك الشجبُ كل فِعلنا

وما يلحق به من أماني .. عَلنّا

في كل عدوانٍ إليه هُرعنا

فأبشروا آباؤنا بالموت بشاعةً والتنكيل

وأبشري أمهاتنا بطول نوحك والعويل

وأبشري بطول سلامةٍ إسرائيل

وأبشري أمتنا بالعيش الفُتات الذليل ..

القِنانة

ولأطفالك .. أطفالنا .. مستقبلنا للنهضة

لآمالهم الغضة

في أجسادهم البضة

الصواريخ نهشاً والجُبانة

فدمك رخيصاً مباحاً منذ أمدٍ بعيد

في صالونات الغرب إحتسوا فنجانه




يا أيها الزِنْد المُكَبَل في أوطانه

المُدرِك أن الناس وُلدوا أحرارا

.. إلى الله .. لا من الموت فرارا

متى تيقن أنه مع الإرادة لا مستحيل

وأن الأمم لا بالخزي والوضاعة إرتقاء

بل بالعزم والشجاعة .. يُعلي شأنه



يا أمةً كانت العدلُ والطُهر في نقاء الوضوء

حالك .. حالك

من سيء إلى سيء ينحدر ويسوء

لو تدركين أن دبلوماسية الهدوء

لن تجدي والصواريخ والقنابل

على رؤوس أطفالنا دوياً تموء

والركضُ إلي مجلس الأمن واللجوء

لن يُعيد حقاً سليباً ويأتي بحلول

إن ظل السلاح في ثكناته مغلول

والعدو .. العدو

في دنوٍ وعلو

وسيفه مسلول

يعربد .. يرغي ويزبد .. يصول

وبصواريخه علينا بحراً وأرضاً وجواً هِطول

لغزة العِزة ألف قُبلة .. وللقدس أول قِبلة

لكِ صامدة والحق أجلى

شموخٌ دوماً يعلى

فتعانق شُم جباهك السماء

لن يثنيها عن مُرامها الموتُ

طائرات .. دبابات ونقص الدواء

ما كان الموت عشقاً لكن إن مفروضاً جاء

لبستم حُلة الشهداء ..

وهللتم .. مرحباً بالموت .. أهلا

لغزه .. الصابرة .. الصامدة

ليس عندي غير كلماتي

والدعاء

لهبٌ وغضبٌ لي أصْلَى

ومشاعري عزاي لو لكِ تسلَى

لأجلك وأنتِ محاصرة أشهرا

لأجلك والدماء الآن أنهرا

لأجلك أصلي والأكف ضراعةً للأعلى

لك يا إبنة فلسطين وأنتِ تسجلين

في سجل الشرف

ليس الأول ولا الآخير فصلا

الغد المروي بالدماء الطاهرة

لابد أحلَى

رغم المرارات والمآسي والأحزان

أراكِ وقد خرجتِ من الموتِ في ثيابِ العزِ أحلى

أراكِ وقد بزغتِ من الركام فجراً للأحرار

سناكِ للقلوب يملأ

فدعي عينيّ تعانق وجهك الوضيء

نصراً في الحق وبه الحق أجْلَى
 
أعلى أسفل