حيدر الشيخ «سُكْناكِ .. القَلبَ يا دوحة»

ضى القمر

:: كــاتبة نشــطة ::

سُكْناكِ .. القَلبَ .. يا دوحة

لدوحةٍ عميقة الجــذورِ وارفة الظـلالِ أهـدي تحياتـي

لدوحةٍ حبيبةَ القلـبِ رفيقــةَ الـدربِ أُم أبنائـي وبناتي

يا رَحيقــاً يا سمينـاً شـذىً عطراً فُلاً ويا كُلَ الطَيِـباتِ

إن ضَاقَت مَسَاحاتَ الكُونِ في وجْهي فأنتِ أرحب مساحاتي



كَمَـا الأرضَ تَحْيَـا النَفْسُ تَســعد بالحبِ مُرسلاً بسماتِ

لا تَقُلْ مَضَـى ربيعُ العُمرِ وَلَى إنِـي أرَى أَحْــلاه آتِ

في هجيرِ الحَـِر سِرتُ رَدْحَـاً سَـَـريْتُ واللـيل شـاتِ

لا يُخطيء القُلُـوبَ مَرمىً سَهـمٌ قَوسُـهُ خَجِـلِ النَظَرَاتِ


أذكُرَهُــن قَبْلَ عشـرينَ ونيفٍ كمــا اليومَ هُنّ سَاحراتِ

نِعمةٌ من اللهِ العَلِيِ غاليـةٌ وبين النســاءِ درةٌ أنتِ نِعماتِ

أنتِ الفَـرحُ ندياً مقيمَ دواخِلـي خُلاَصَـة نَبْتِ الفَلَــواتِ

طارداً الهَـمَ والضَجَـرَ والتَعَاسَـةَ ومـا يَتْبَعَها من آفَـاتِ



مَعَكِ أَسْتَعِيدُ أيـاماً حُلْوةً خَلَّـونَ وأُخـرَى رائعـةً آتيـاتِ

إنــي رأيتُك قَمراً مُنيراً يتهـادى بين جَميـلِ النجيمـاتِ

أسكَنْتُكِ القَلـبَ داراً هـل في الدٌنيا سَـكنٌ فـوقَ النبضاتِ

أنتِ حُســنٌ فريد معتق يـزداد نضـارة بِمَــرِ السنواتِ


وتلك البَراعمُ مِنّا فـي العينينِ تَكْبَر حفظَهُم اللـهُ لنا داعياتِ

عَزه الكرامةُ والشِـموخُ والوطـن وعِزة النفـوسِ الكبيراتِ

سلمى البردُ والسـلامُ والحكمـةُ والحـقُ في نفوسٍ ثائراتِ

وأحمد صهيلُ الخيلِ عند الوغـى وفــارس لَـمْ الشـتاتِ


وعبدُ الرحمـن يكفيهِ انه للرحـمن عبدٌ سـراجٌ بَدد الظلماتِ

لَــهُمُ الأطيارُ تُغني هـل سَمِعتَ طِـيُوراً لِصغارٍ صَادحاتِ

غَردي طيورَ الرَوعةَ غني أغصانَ المـروجِ نَديةً زَهـراتِ

عاملُوا النِساءَ بِمَا أمرَ تعالى وأوصى عليه أفضـل الصلواتِ



نِصفُنا يَمشِـي بيننا فيه قد نختلف ونتفق أنهُنَ لآلي مَنثوراتِ

أمـارةٌ بالسوءِ نفسٌ لا تتسـربُ إليها أشعـةُ الحَقِِ نافذاتِ

تحملُ الأمــلَ والحُلمَ والمُنى بعـد التِيهِ ضِيـاءاً ناشـراتِ

لِمَ بعضَ النفــوسِ مــن الجمالِ عاريةً وبالقُبـحِ كاسياتِ


وأُخرى رغمِ حاجتِها كـريمة النعـيمَ لغيرِها تَرَاها بـاذلاتِ

لا تَتَوقْـع من أبنـاءٍ أن يأتوكَ مُسـتقبلاً بعـالِي الدَرجـاتِ

وأنـت تدري أردتَ أمَـهُم ضَعْـفَاً والفَـرائصَ راجفـاتِ

عَـزيزةً أخذتُها من بيتِ أبيـها ما لها عليها كَثُـرتِ الزلاتِ



ما لها اليومَ إنقلبت شيطـاناً إستحقَ منك الغضبَ واللـعناتِ

هـي الإنسـانةُ التي أحـببتَ قَبْـلاً وكانت كُلُـها حَسَـناتِ

تسألهُ عن سِــرِ التَبدُلِ ولا تجدهـا مُقْنِعَــةً مِنهُ إجاباتِ

كيف بهـا وقد صَارت أمـاً والجنةِ تحت أقـدامِ الأمهـاتِ


فأعَطِ كما تُحبُ أن تأخُذ ولا تُحَـِولَ زوجَك أُمِ ….هـاتِ

لا تأتـي إلى بيتِك مَشحُــوناً ثائراً مُطْلِـقاً سَيلَ الزَفراتِ

وتُحَوِل هِـدوءَ دارِك إلى معارِك هَـدمٍ تُهْدِر الطاقــاتِ

وتصيرُ مِعْــوَلاً يَهدمُ البيتَ علـى سـاكِنيهِ في لحـظاتِ



يا طيباً ما بالَ حلـوَ الكلماتِ تكاد تحُل في حبيـبك لكماتِ

أين السكنُ الـذي ارتضـاهُ اللهُ لكُم أين الرحمـةُ والموداتِ

أين حبيـبةُ القلبِ العــالية منزلةً أين ولَى رقيقَ الكلـماتِ

ما بالَ كلمـاتَ الحُبِ الجَميلِ وَلَتْ غَدَتْ في الفَـمِ مَوُؤداتِ



وما بالك مُقَطِـبُ الجَبينَ لأطفـالِك كأنكَ المَـوْتَ سََكَـرَاتِ

إنها من أحببتَ أمسـاً والعواطـفُ بِحُسْنِها دوماً كُنَّ شادياتِ

يا مالكَ العِصمة لا ترتكب بإسمـها في حَقِ زَوجك مُنْكَراتِ

كريمُ النَفْــسِ يُكْرِم زوجَـهُ ولـو بَعُدت بينهم المسـافاتِ


النفسُ تَعْكَرْ بسيئِ الكَــلامِ وبحلوِ الحديثِ تَزدانُ إشراقاتِ

فكلُ إنسانٍ مهمـــا علا ذو حظٍ يأتي ويمضـي ومضاتِ

وكل إنســانٍ مهما دَنَى وظَنُـهُ أن البـؤسَ ليسَ مِنْهُ إفلاتِ

تَجِدْهُ بعدَ حينٍ قد ودعَ النحسَ وسارَ نحـو المجدِ خَطـواتِ


فتفاَءل أخي وأمضـي مُبتسماً سَالِكاً دِروبَ السـعدِ فـألاتِ

تَعيشُ العمرَ صِعــوداً وهبوطـاً ولتُدرك أن الحالَ دوراتِ

قفْ تأمل زوجَــك لحظةً بينــكم تَجِدُها مُشترك الصفاتِ

بربِك أنظــرها خِلســةً تَجدُهـا كوثراً عـذباً وفراتِ


هــي حُلمُ الأمسِ الجميلِ كـانت لـهُ تَهـونَ التضحياتِ

رائعةٌ أم أطفــالٍ تارةً وحبيبــةَ القلبِ وسلـواهُ تاراتِ

وهــي الخيرُ آتٍ وعداً وشـهداً بمواسـمِ الحُبِ روعاتِ

لِمَنْ تُحبُ حتمـاً عليكَ حقاً فأدخِرهُ لليالي القحـط قارساتِ


بالسماحـةِ أملأ دواخِـلَك وعَلِي في النفـسِ حبيبَك مقاماتِ


وتزين بخُلــقٍ وجمـالٍ وأرفـع للحُبِ خَفَــاقةً راياتِ

والقـولَ حَسِنّهُ وانثرهُ في حُبٍ كم بيتٍ هَـدّهُ القولُ هناتِ

الأيامُ في مدٍ وجـزرٍ تَحْلُو وهي حتماً بالمُدْهِـشِ حافلاتِ


يا أباً كريماً لا تجعل عيونَ أطفاِلك دهشـةً إليك ناظراتِ

خُضراً أجعلها مشاعـرُك بفيضِ الحُبِ والشَـوقِ نادياتِ

الحُبَ وَطِنهُ والسـلامَ وَتِدْهُ في نفسِـك جِبـالاً راسياتِ

والحِوَارَ أجعله ديدنك في زمنٍ صارَ فيه للسَحابَ ناطحاتِ


الأطفــالُ طبيعةُ الكـونِ غَنَّاء أنهـارٌ في بيتِكَ جارياتِ

تأملَهُم وأمَهُم من حولِك يضحكون تَرَاهم بعينِ الحبِ جناتِ

لا تُحِيل ذكرى أيامِ الصَبِ والهوى في النفوس حَسراتِ

وتقولُ مُتحسرِاً إن أيـامَ الشبـابِ الحُلوِ وَلّـن ذاهـباتِ


تمضي أن عاجـلاً أو آجلاً فأترك بعدك طِيبَ الذكرياتِ

نفوسٌ في شتى الـدروبِ لاهيةً سراعاً للحتوفِ سائراتِ

فــلا تكُن كَمَنْ جَرَ أذيالَ الأسفِ ولاتَ في الندمَ ساعاتِ

هائنُ النساءَ لا رجاء فيه وإن يكن قـائل الرجالَ عثراتِ


لا تحسبن سكـوتَ الحليمِ ضعفاً إذا اقتضى الحُلم السكاتِ

فالســيوفُ لِمَنْ يعرَف ويجهل في غمدهن حدٌ صارماتِ

والسكوتُ حَقـاً من ذهـب وهـو علاجُ الحكيمِ وخـزاتِ

يا ليثاً في حمـاه لا يخافُ شيئـاً فلتحذر للحليمِ غضباتِ


ولتخـش ثأر الجرحِ المزمنِ يغلي وتحت السـطحِ أنـاتِ

بالقِـسط أحكم وبه فكـر ولا تتبع هوى النفـوسِ جائراتِ

وأشـرق شمساً فـي دارِك تارِك مجالس بؤسَ الـرواياتِ


مَنْ لـهُ برؤيةِ غـزلانَ الأصيـلَ تتهادى للنيلِ ضاحكاتِ

وأماسـي اللهوِ البـريءِ مقمـرةً عامرةً بالشـدوِ صافياتِ

كاللحـاظِ السُمرِ بأســهمٍ قاتلةٍ إلى قلوبِ العاشقينَ رامياتِ

يا له من عشقٍ مَلكَ القلوبَ وسَـرَى في النفوسِ ذبذباتِ


خافَ لما برزن سيوفُ اللحظِ له قُلنّ لاتخف إنّا للفؤادِ مرسلاتِ

مَنْ بالله يقيم الحَدَّ على حسـانٍ بلحـاظهن للقلـوبِ سارقاتِ

ذهبن آخـذاتٍ منه رقيق الحسِ لـما مـررن بدارهِ راحلاتِ

بربِك هـل رأيتَ كَواعباً أحِلـن الليلَ ضُحـىً وهُن غادياتَ


سلبن العقـولَ والنفوسَ لا كَـرهاً وسائرَ الأعضاءِ طائعاتِ

وجـوهٌ هُنّ السـوادَ سحراً بِيـضَ الجمـالِ النديِ شارباتِ

هـل رأيتَ ورداً تفـتحَ زهراً له إنحـنتَ رؤوسٌ وهامـاتِ

وهل رأيتَ سهـامَ اللحظِ مُرسلـةً تصيـبُ وترتدُ راجعـاتِ


وهـل رأيتَ آرامَ الفَـلاةِ راتعةً فررن من قَسْـوَرَة جازعاتِ

وهل رأيتَ نفــوسَ الناسَ حاضرةً حيناً وأحياناً شــارداتِ

وهل رأيتَ حُسـناً يُتِيه دلاً وكيف عيونُ الخَلْقِ إليه مشدوهاتِ

وهل دعـوتَ الله مرةً طامعاً في رحمةِ فراجِ الكربِ النازلاتِ


لما بلـغَ السيلُ الذُبى والقلوبُ لدى الحناجر والنفـوسُ قانطاتِ

سبحان الذي لَهُ مَلَكوتَ كُلِ شـيءٍ جَعَلَ في الكَوْنِ للتَدَبُرِ آياتِ

نفوسٌ بكلِ شــيءٍ تَضِيقُ ذَرْعَـاً وأُخــرى خُلِقْنَ رَحِباتِ

فكُـن ذا نفسٍ رَحِـبةٍ ومشاعِـرُكَ مــن الإحسـانِ راشفاتِ


وذا أفـقٍ يرتادُ الأفـقَ وبصيــرةٍ تُحَــلِق فوقَ المَجَراتِ

ومَـلاحٌ شَقَ الموجَ وقَلبُهُ مَوصُولٌ بقلبٍ فـي البرِ بموجـاتِ

وأنهـج سبيـلَ الأولينَ حِكمــةً والتعقُل أغــرُسهُ سُنبلاتِ

وتَذَكْــر أن ما بينكم قَـَدرٌ أحداثُه منــذُ الأزل مكتــوباتِ

لولا الإطــالة خشيت لأفردت في النصـــح مزيد صفحات
 
أعلى أسفل