حيدر الشيخ «إلي شعبي الأسمر»

يوسف عوض الباري

:: كـاتب نشــط ::
إلي شعبي الأسمر


قُلْ لرائعاتِ الأَمَانِي وجَمِيلِ الأَحْلاَمِ

وبَدِيع الصُوَرْ

ستبقين حبيساتِ الخدور إلى ضمور

كما الشعاع خافتاً إنحسر

إن لم يلحق بِكُنَّ عزمٌ عنيدٌ يَفُل الحَدٍيدَ


كالسيلِ من عَلياءٍ إنهمر

إن أردت غرست الصحاري مجداً بالعزم

سلسبيلاً متدفقاً نهر

وأنطقت الصخور وألبست الزهور بطولةً

وتنفست ضوء القمر

وإن عزمت نقشت فوق الماء إسمُكَ


وأَسْرَجْتُه أينما إنحدر

أنظر إلى السفن في اليَمِ شَادَتْ طريقاً

لمَّا جِسْمُها للعُبابِ قد مَخَرْ

لاتقل كم مضى من وقتٍ حتى عاد الماءُ

ثانيةً وله غمر

إن ترددت توجساً لن تخطو إلى الأمام

وستبقى حياً إقتبر

عن اللجم تخبرك الصافينات تسابق الريح

والبرق .. والقلب ما إنفطر

وعن العزم يحدثك النمل كيف لِقُوْتِهِ دأباً

ومُثابرةً إدخر

وعن الحُلُمِ أسأل النحل إتخذ من الجبال

بيوتاً ومن المنازل والشجر

فلا تجلس محتاراً غمَّ عليك النبراس مكتفياً

بِحَكِ الجِلْدِ والظَهَر

ولاتقل ليس لدي خيار فقَبْلُكَ مَنْ كان أمامه

العدو وخلفه البحر

فما إستكان لهاجس يثنيه عن مُرُامِهِ ولا أرعبه

مُحْدِقاً خطر

فبالعزم والإرادة والإقدام والصبر والتصميم

على أعدائه إنتصر

أُمةٌ يا لتعاستها حين تكون آمالها في شبابٍ

شاب قبل الأوان وأحتضر

فالتعيس وإن يملك قُوْتَهُ وقُوَتَهُ لكنه للعزيمة

والإرادة إفتقر

كم سرني أن أرى الدبابةَ مصفحةً تتوارى

مسرعةً مخافة الحجر

إن سرت كل يوم خطوة فإنك بالغٌ مقصدك

وإن طال السفر

أرى الكواكب باسمات لك فخراً والنجوم

إن طلبت في غير ليلته ضوء القمر

لا تكبل نفسك فتظل بائس الفكر طائش النظرات

كمن لإرادته طائعاً أسر

أنظر إلى النخل باسق طلعه متحدياً وينعه

وحلو الثمر

تراه في شموخ كأنه إكتسى على مَرِ الأزمان

حُلَةْ الدهر

من لم يجرب الإقدام ساعة صبرٍ زاغ البصرُ

وسأل مرتعداً أين المفر

الصبح آتٍ مهما إدلهم حلك الليل الطويل

ومهما جار الزمان وغدر

ولكن صباحك إن أردت كان الندى والورد

عنه تفتق الزهر

يا شعبي الأسمر إنهض فبدونك الدنيا لا تستقيم

ولا وشوش عبيره السَحَرْ
 
أعلى أسفل