حسين عبدالوهاب عبدالكريم «يا رب حمدا ما امل سوالكم »

يوسف عوض الباري

:: كـاتب نشــط ::
يا رب حمدا ما امل سوالكم


آذار هلّ بحلة الأفراحِ
أزكى النفوس بعطره الفواحِ

الروض فيه تفتحت أزهارهُ
والأرضُ فيه تمنطقت بوشاح
نشر الربيعُ عليه آيةَ سحره
وأطل فيه بوجهه الوضاح
والطيرُ غنى في الغصون مغرداً
بين الحفيف وجدولٍ منداح
بكت العيونُ بسلسبيلٍ دافقٍ
ضحكت لها في الروض بعضُ أقاح
قد صحّ نوارُ الغصون تفتقاً
واعتلَّ في النسمات هبُ رياح
واخضرّ وجهُ الأرض لوناً يانعاً
وابيضّ يزْهُو الأفقُ ذات صباح
بالسحر تخترق الحشا وتمده
وتبثُ فيضَ السحر بالأرواح
تُحيي به ميتَ الشعور بخاملٍ
لا تستطيعُ النفسُ كبحَ جماح
وتُعيدُ روحاً ليس يعرف طبّها
رفقُ الأساة ومبضعُ الجرّاح
فترودُ أودية الخيال بنشوةٍ
وتطيرُ من غمزِ الهَنا بجناح
جلّ البديعُ فذاك من آلائه
ظهرت بكل محِلةٍ ونواحي
والناسُ لو تحمد مكارم ربها
ما مسَّ قلباً غصةُ الأتراح
والله اقسم ان شكرت يزيدكم
ويفيض في الخيرات بالأقداح
أيٌ إلهي إن شكرت فأوفه
يكفي من النعماء سؤلُ سماح
والمرؤ لو أكمل منافذ رزقه
فالموت آخر نعمة يا صاح
أحييتني حتى أساءل يا إلهي لتوبة
للذنب دون الشركِ ربي غافرٌ أو ماحي
هي نعمةٌ لا يوفي قولي شكرَها
ولإن شكرتُ تخطُ في الألواح
يا رب حمداً ما أمل سؤالكم
فاقبل مقالة عبدك الملحاح
إن تعط فضلا يستزيد لفضلكم
والله يبسط فضله بالراح

هذي يداه وقال ربي باسط
كلتا يديه كهاطل سحّاح
والله اصدق في الوعود لعبده
والناس بين محاذرٍ وشحاح
هذي همومي كم تغض مضاجعي
ذنبي وعسري شاكياً وجراحي
أنت اللطيف لما تشاء مدبرا
أنعم به من قادرٍ ومهيمنٍ فتاح
وفق حسيناً يستديم بشكركم
يلقى بحمدك غاية الأفراح
يا رب فاكتبني بفضلك حامداً
في سري أشكر فضلكم وبواحي
يا رب حمداً أن يليق بوجهكم
ما هبّ ريحٌ أو تنفس صاحِ
لا الأرض قلت لا السماء تظله
ويموج موج البحر عصف رياح
ثم الصلاة على الرسول محمد
عند الختام المصطفى والماحي
المرتضى وهو الشفيع المرتجى
في يوم هولٍ عاصفٍ وكلاح
والآل والصحب الكرام جميعهم
في جيئة ما مر نسم عاطر ورواح
 
أعلى أسفل