حسين عبدالوهاب عبدالكريم «كلنا نفداك يا رسول الله»

ضى القمر

:: كــاتبة نشــطة ::
كلنا نفداك يا رسول الله
كلـــنا نفــــــداك يا رسول الله
صلى عليك الله يا خيــــر البشــر
عدد الخلايـــق والكواكــب والشجر
ما هب ريـــــح بالنــدى متوشحــا
في الليل سار معطرا أو في السحر
والآل والصحب الكــرام جميعهــم
يــا رب صلـــي ثـم سلــم لا تــذر
في يــوم مولــده الكـــريم تواتـــرت
بشـــراه تتــرى بالمواكـــب والصور
والنــور أبهـــر بالسنــــا أم القـرى
والكــون هلـل حــين ذلــك وازدهـر
ولـــد النبــي الخـــاتم النــور الــذي
مــولاه أولاه العنايـــة مـن صغـــر
وتخيّـــــر الأرحـــام من زمن مضى
ما فيها غير الطهــر نطفة قد بُـذر
لما حليمـــة قـــد أوتــه كمرضــع
فـــــار الحليـب بثديهـــا منهـا ودر
هذا أخوه من الرضـــاع قــد إكتفى
من قبـــل ما في الدار شــيٌ مدخـر
والخيــــر ظلـل للديـــار بأحمــــد
بركاتـــه في الـــدار باديــة الأثـــر
في كنف عمــه قـد تربــى ناشـئـا
في حســـن خلـقٍ ظـاهرٍ حتى كبـر
لــم يعبد الأصنـام أو صلــى لهــا
أو مــرةً قد جــاء ســـوءا أو فجــر
الصــدق خلـــقٌ والأمانــة والتُقـى
في قلبـــه ما خـــان عهدا أو غــدر
الحلم طبـعٌ والشجاعــــة والصفـا
ما ســبّ أنــسا قد تمــــادى وانتهر
فـــذٌ كريمٌ ليـــس يـُـدرك جـــوده
قد فــاق في إعطـــاءه سحب المطر
بـــرٌ رؤوفٌ قـد تعـاظــــم خلقــه
والله ذلـــك في كتابــه قـــد ذكـر
قـــد نمـى في أهـل مكــه واصــلاً
للرحــم لـم يقطــع قريباً أو هجــر
قد رعى الأغنـــام في مكة و لم
يأنـف ويدخل قلبـه خلق الكبـر
في الشـام قد رَادَ التجـــارة عامـلاً
في الدرب ظلته السحابة في السفر
هذا بحيــــرة قـد رأى في وجـــــه
نـــورا يـدل على النبـــوة قد بهـــر
قد قال لعمه احـــذر يهــود فإنــه
هــــو ذا النبـي المرتجـى والمنتظـــر
قـد كـان قبـلٌ قــد رأى في ظهــره
ختمَ النبــوة تحــت كتفـه قد ظهر
بانـــت عليــه من النبــوة وقتهــا
ما كـان مجلـــواً وظاهـــرَ للنظــر
في الغار يذهـــب للتفكــر من تُرى
حتى أتــــى جبريـل ينــزل بالسـور
والله أحمـــد إصطفــــاه بنـــوره
بشـر وأنـــذر كل أصنــاف البشــر
كم لاقى من عنـــــتٍ بمكة إذ دعـا
للــه بالإســـلام فيهـم واصطبــر
قد كان فيهم قبـل ذاك مُصدقــــا
لكنّ منهــم من بذلـــك قد كفــر
آذوه فيهـــا وأكتــوى أصحــابــــه
من حرها في صدرهم وضعوا الحجـر
قد كان يـــوم ثقيف مـرٌ طعمــــه
لكنه لم يدعُ ربــه قد أذيـت فانتصر
واللـــه ســـرّى عن نبيــه برحلـــة
للأقصى والسبــع الطبــاق بما صبر
والله أكـــرم يومــــذاك رســـولـه
أعطـــاه من فيض الجــلالة ما نـدر
كـــم رأى بالعـــين آيـــات السـرى
رؤيـــــا تبشر أو تحـــذر من خطــر
والقــوم كذّبوا حــين قـال بما جــرى
والعيــرُ عند الصبـح صــدّق بالخبر
والقوم فـي غي الضــلالـة قد بغـوا
حتـــى تأذن بالرحيــل وبالسفــــر
في ثـــور والصديـــق ربـك حافظـا
من قبـل أعمــى للبصــائر والبصـر
ما نـــال منهــم يومــذاك سراقـة
قد غاص ساق حصـانه حتي انكسر
طرقوا أم معبد في الطريق ضيافــة
والحــال منهـا في عنـــاء أو كـــدر
العنــــزة العجـــفــاء درّ حليبهـا
بالله من بــركاته نـالـــوا الوطـــر
قــد جـــاء يثرب والتقــى أنصــاره
فكأنه بالهجــره جـــاء على قـــدر
شــعّ الضيــاء بهـــا وعــمّ بنـوره
كل البسيطـة ناشــرا منهـا خبــر
أضحـــت بذلـــك قبلـة يهــوى الـورى
شـــوقاً اليهــــا للنبي وقــد حضــــر
صلــــوا وسلمــوا عنـد روضتــك التي
فيهــا عبيـــرك قـــــد تــأرج وانتشـر
يا ليتني في القــــوم عنــدك حاضــرا
في الروضـــة الفيحــاء اختلـس النظـر
أنظر لذلك والجـــلالة والمهابــة والصفا
والفيــض والبركـــات والنـــور انصهـر
يا سعـــدي، يثــرب إن لــي عــرقٌ بهـا
من لــــدن جــابر قــد تواتـر في الأثـــر
والله أســألـه العطـــا بصلاحهم
كما من قبل أُرسل للغلامين الخضــر
أبقيــت كنزا تحـت حائطهــم لهم
رزق تــوالى بالصـــــلاح وإنهمــــر
يا خير خلـــق الله حبــــك مالكـي
في القلب يبقى مــا حييت ويستعر
لو أفتــدي بالروح كنــت مقصـــراً
أو كنت ملـــك يديــه عبداً افتخـر
يا نـــورُ يسطــع بالمدينــة قد ثـوى
للرســل قبرٌ غيـــر قبرك ما ظهــر
يارب أتوســــــــل اليــك بمدحـــهِ
تمــلأ الفـــؤاد بنـور حبــك والعبـر
تجعــل لذكـــرك والصـلاة عليـه ما
أحيــــا بقلبي واللســان ولا فتــر
تغنى وتقنــى من عطائــك ســائلاً
يا رب دَيـْنِي ليــس يبقـــى أو ضــرر
تعطـي عطـاءك ليس ينقص قـدره
إلا كما نال المخيط من المحيط أو البحر
فـــرّج همومـــي يا إلهـــي مبـدداً
لا ضيـــق يخنُــق أو بــلاءٌ يعتصــر
يا ليت تغفــــر ماجنيـــت بدنيتي
يا ليــت قولــك إن ذنبـــك مغتفـر
تؤوي حسيناً في مـــلاذك من هـوى
يُطغى ونفسي مـن جحــود أو بطـر
تشمـــــل بذلــك والــديّ وإخوتـي
زوجي وأهلــي في نـجــاة من سقـر
يا رب صلـــي ثم سلـــــم ما بــدا
نـــورٌ تشعشع من شموسٍ أو قمــر
ما مــر يـوم في الحيــاة وســرمــدا
حتـــى يؤول الأمـــر عندك بالقــدر
للمصطفــى والآل ثـــم لصحبــه
الأنبيا والمرسلين جميعهم طول الدهر
الأوليـــاء والصالحــين ومــن لهــم
في الدرب سار على الطريق وما انحدر
 
أعلى أسفل