حسين عبدالوهاب عبدالكريم «في رثاء الشيخ حسن الفاتح قريب الله»

يوسف عوض الباري

:: كـاتب نشــط ::
في رثاء الشيخ حسن الفاتح قريب الله

رثاء طيب الذكر المغفور له بإذن الله تعالى
الشيخ حسن الفاتح قريب الله

فُقِدَ التقَى فالباقيات خواءُ
وفم الزمان تنهد وبكاءُ
علماً فقدنا حين ودَعَ عالمٌ
وانهد ركنٌ شامخ وبناء
قد كان موتك للبلاد مصيبة
خبر تناقل ذكره الأنباء
وكأن موتك حين أعلن إختفت
من بعد ما عمّ الضياء ذكاء
والكل أجهش باكيا وعيونه
بالدمع من كثر البكا حمراء
الناس من كل الديار كأنما
فيها عميد مات أو أبناء
يا عارفا بالله تمضي نحوه
حفّاك من لدن الإله رضاء
قد كنت فينا كالطبيب وعنده
بالحب للقلب المريض دواء
لله يدعو ما يملُّ وعنده
في النفس كل العالمين سواء
زهدٌ وتقوى في الحياة معاشه
ما غره صفوٌ بِهَا ورخاء
في حكمة الشيخ الوقور وهيبة
وتواضع يشهد به الضعفاء
ما حلّ في أرض وفيها أحبة
من كل حدب للتحية جاءوا
كم فيه من سمت يسرك اذ ترى
وعليه من حلل البهاء ضياء
الشيخ ابن الأكرمين ومن
تشهد بذلك فيهمُ الأسماء
همو الأولياء الصالحون وبل
آباؤه الأقطاب والعلماء
قد حاز من بحر العلوم معارفا
فله بذلك حجة بلغاء
للقوم تُسْلِك في الطريقة صالح
وافاك منه محبة وولاء
أعلاه مولاه الكريم ودونه
تبدو السها والأنجم الزهراء
وحباه من سر المحبة نفحة
عُدمَت بها في ساحه الأعداء
وبذلت مالك في الإله عطية
تبقى ومبذول العطاء نماء
أوقفت عمرك داعيا ومبشرا
والذكر للعمل الجليل بقاء
فالله يجزيه الثواب وقبره
يا رب هو الروضة الفيحاء
وتؤم قبرك من إلهك رحمة
تنثال ما عقب الصباح مساء
يُوسَع له في القبر ثم تنيره
أنساً له في لحده الأضواء
ثم الصلاة على النبي وآله
ما لاح برقٌ أو تنزّل ماء
 
أعلى أسفل