حسين عبدالوهاب عبدالكريم «في ذات يوم من ربيع الأول»

يوسف عوض الباري

:: كـاتب نشــط ::

في ذات يوم من ربيع الأول

في ذات يومٍ من ربيع الأول
نور الهداية قد تنزل من علِ
الكون جلله السعاد وفرحة
إبليس منها قد أصيب بمقتل
وُلد النبي به وزالت ظلمة
جثمت على صدر الزمان بكلكل
والشرك أضرم في العقول شروره
والجو كان من المظالم مصطلي
قد جاء يمحو للضلالة والبغي
والسوء والفحشاء ايضا ينجلي
بشر به عيسى كذلك قد دعا
من قبل إبراهيم لله العلي
بشرى الهواتف قد تردد صوته
ليلا ينادي في نواحي المنزل
وُلد الذي يمحو الظلام بنوره
وبه نفوس الخلق تسمو تعتلي
إيوان كسري قد تضعضع وانطفت
نار المجوس وماء ساوى قد بلي
آيات ربي غير ذاك كثيرة
من قبلُ أو بعدُ الولادة تنجلي
سمّاه جده كي يكون محمدا
والله في رحم النقاوة سلسل
الله أنشأه عظيما خلقه
قد جاء ذلك في الكتاب المنزل
لم يعبد الأصنام عند نشؤه
أو دنّس الوجه الشريف بأنذل
عرف النبوة فيه قبل بحِيرة
من بعد قد جاءت شهادة نوفل
الله غسل بالنقاء فؤاده
في قلبه الشيطان لم يتسلل
ومن المروءة والأمانة والتقى
والصدق والإخلاص قلبٌ ممتلي
قد جاء بالإسلام أعظم ملةٍ
والله لن يرضى بغيرِ ويقبل
هو رحمة للخلق جاء موحدا
لله ينهل من عظيم المنهل
فكتابه القرآن آيات الهدى
وحيُ الإله مفصلا له قد تلي
بالحكمة الغراء بلغ أمره
أدى الرسالة بالطريق الأمثل
عاداه قومه واستخفوا بدينه
فيهم سعى بالكبر عقل الأجهل
ومضى يعذب صحبه ليردهم
والقلب بالإيمان لم يتحول
حتى سرى الإسلام عمّ بنوره
دانت جموع الكفر للمزمل
فبعدّ ما برأت يداك خليقة
يا رب صلي على النبي المرسل
والآل والصحب الكرام جميعهم
من سار بعدُ على الطريق الأمثل
والصحب والإخوان كل معارفي
يا رب ترحم لا نضلُ فتبتلي
تعطي حسينا يا كريم مناله
ويظل عن كل الشرور بمعزل
وكذاك تشمل والديه برحمة
يوم القيامة في حماك بموئل
 
أعلى أسفل