حاج أحمد الطيب «يا أيها العرب»

يوسف عوض الباري

:: كـاتب نشــط ::
يا أيها العرب

بمناسبة ما يجري في حرب المخيمات الفلسطينية حالياً في بيروت

ماذا تبقى وماذا أيها العرب
وما الذي أبقيتموا.. أجيبوا

ماذا تبقى وأنتم في تناحركم
ومن أجل ماذا؟ أمركم عجب

نال العدو على أيدي شراذمكم
ما لم شله لنا غاز ومغتصب

لعل العدو الذي بتنا نصانعه
يكاد مما يروم الآن يقترب

أشعلت النار في لبنان عارمة
فهل في الذي أشعلتم أرب؟

ألا تخجلوا يا قوم من زلل
في حلى كل الألى من مره شربوا

إلام يعصركم خلف تملككم
دهرا.. وهذا الجرم يرتكب

إلى متى هكذا لا عقل يردعكم
ولا تناصح يجديكم ولا غضب

فضاعت القدس من جراء غفلتكم
وقبلها فلسطين لا ذنب ولا سبب

واليوم لبنان وإسرائيل تحرقها
وحقها رغم أنف الحق مستلب

إن رمتم الحرب تحريرا لأمتكم
فما نرى اليوم إجهاض لما يجب

عاد اليهود-كما زعموا- لما ورثوا
والله يعلم إن القوم قد كذبوا

عادوا على أنفس ذهبت لبارئها
والأرض قد ذهبت كما ذهبوا

و «دير ياسين» هل تنسى فواجعها
وهل نسينا ضحاياها ومن نكبوا؟

في كل يوم نسوق القول ننثره
وقد طالما ضاقت به الكتب

وننظم الشعر أبياتاً منمقة
فيها نعاتبكم لو ينفع العتب

وكم خطبنا وما زالت خطابتنا
فهل ترى هل أجدت الخطب
؟
ماذا يقال وفى بيروت مقتنل
واللهو في غيرها يرتاد والطرب

ماذا يقال لمن ماتت حميتهم
وأعرضوا عن بلوغ الشأو أو رغبوا

وسافروا في بحار الذل واتخذوا
درب الهوان مسارا بئس ما ركبوا

وبئس المال الذي أمسى ينادمه
من لا يزال لحوض العرب ينتسب

فكان ما كان مما النفس تنكره
والنفس تأبى وإن حطت بها النوب

وعربد الظلم دهراً لا يؤاخذه
من ساندوه فحبل الكون مضطرب

والحق أبلج لا يخفى على أحد
لكنه فى دجى الطغيان محتجب

إن العروبة في أقسى مآتمها
فلا تلومن من يبكى وينتحب

ننادي بنيها لعل البعض يسمعنا
والبعض يجذبه الإغراء واللعب

فويح أمتنا من هول ما لقيت
مما جنوه بلا حصر وما جلبوا

إذ أعرضوا عن نداء ظل متصلاً
وكيف لا وهناك الجبن والهرب

هذا التهاون قد يودي بمنزلة
أدرى بموقعها التاريخ والحقب

فما الذي بعد أبقيتم لنصرتها
إني أخاطبكم.. يا أيها العرب


الجبيل في 18 يونيو 1986
 
أعلى أسفل