حاج أحمد الطيب «وعد الحر أين؟»

يوسف عوض الباري

:: كـاتب نشــط ::
وعد الحر أين؟

لعل المرء يدرك ما يشين
فلا ينسى لوعدٍ أو يخون

لعل المرء يدرك ما أشرنا
إليه فلا تراوده ظنون

بأن المال نقصده كمال
فتصرفنا عن الخلق الديون

ولكن طالما كنا كراماً
فنحصي ما مضى أو ما يكون

وأن المرء يربطه لسان
وترقب درب مسلكه العيون

وكم من صحبنا طلبوا اقتراضاً
فلم يوفوا كما ذهبت صحون

ووعد الحر معروف لدينا
يؤديه الأداء متى يحين

ولكن من خلق البرايا
له في أمرها أبداً شئون

فبعض الناس تحتال احتيالاً
وتحجبها عن البر حصون

لتدخر الريال على حسابي
ويبغض ذلك الرجل الأمين

وكم من (حلَّة) لقيت مصيراً
وأغفل ذكرها شعرٌ رصين

وهل ينسى المدين سخاء أيد
هي العليا وهل ينسى المدين

يجيئك طالباً قرضاً سريعاً
يجيئك وهو مهموم حزين

ويلبس ثوب محتاج لشئ
وبعض حروفه ميم ونون

وبينهما بعيد السين كاف
وياء بعد ذلك تستكين

واسم مديننا في البدء عين
فصاد جامد صلد متين

وأما الميم قد جاءت ختاماً
ويسبقها بألف لا يلين

رباعي إذا رمنا اختصاراً
بكسر العين آخره سكون

وفي القرآن مقرون بنوح
ينادي الإبن إذ غرق السفين

إلى جبل لينقذني سآوي
إذا لم يأتني منه المنون

ومن قرأ القصيدة في تروٍ
سيفهمها وقد عرف الزبون

وملء جيوبه الآلاف تترى
ودون بلوغها حصن حصين

لعل صديقنا يدركه فهم
بأن الله جبارٌ مكين

وفي دنيا التعامل يا رفاقي
لعل المرء يدرك ما يشين


7/10/1980م
 
أعلى أسفل