حاج أحمد الطيب «وحيد في الفلاة»

يوسف عوض الباري

:: كـاتب نشــط ::
وحيد في الفلاة

وحيد في الصبيحة والسماء
ولا من سامع حالي وراء

كأني في الفلاة بلا رفيق
وكيف يضيق بي سعة الخلاء

ومذ فراقت أوطاني لدار
كمن ركب المطية للفداء

بكيت وقيد جدراني اشتياقاً
إلى الخرطوم يسعفني بكائي

وذكرى الصحب تملأني شجوناً
يؤجج نارها فرط التنائي

ولولا أنني بالشعر لاه
ومن دنياه ملتمساً دوائي

لكان الشوق أودى بي حثيثاً
إلى الأخرى ودار الانتهاء

ولولا بقية الإيمان عندي
وفي الإيمان بعض من عزائي

لفارقت الجماعة دون قيد
فكم عانيت من برد الشتاء

وفي عزم الرجال لنا نصيب
يطيح بفعله أقوى البناء

وذي أرض الحجاز بها مقامي
على سفح الرمال ودون ماء

وفي شرق الجزيرة مستقري
وديوان الخليج حوى غنائي

سأوليه من الأشعار فيضاً
سيأتي وهو يرفل في رداء

وعيني للخليج بلا انقطاع
كلون النيل يذكى لاشتهائي

وحيد في الفلاة كما ذكرنا
وعن أهليه مبتعدٌ وناء

وللنيلين من نفسي مكان
يفوق الآخرين بلا مراء

أقمت بها ثلاثة إذ تتالى
فيا لتعاسة ذهبت ورائي

ولما يلهني عنهم متاعُ
لأني في الحقيقة لا أرائي

فلم تكن الدراهم تحتويني
معاذ الله من شر احتواء

أقاوم بالصلاة جموح نفسي
وفي التسبيح جزء من بلائي

ففي أرجائها يرسو سفيني
لأبعث من ثناياها ولائي

وينساب الدعاء على لسان
ينادي ثم يضرع للسماء

1/2/1980م
 
أعلى أسفل