حاج أحمد الطيب «نسيان الملابس»

يوسف عوض الباري

:: كـاتب نشــط ::
نسيان الملابس

قصة البالطو .. الى الأخ تاج الدين عبدالرحمن

يمارس صاحبي فيما يمارس
لعادات كنسيان الملابس

وكل مزاجه شاي مسيخ
ولا يهوى سوي لحم و(رايس)

تقدم سنه فغدا عجوزاً
إلى السبعين يسعى أو يكابس

تخطى عالم السبعين عاماً
فخلف من بنين ومن أوانس

ويمضي للأمام إلى مزيد
وللتسعين أرجله تلامس

له من بيننا سبعون حولاً
ولا ينفك صاحبنا بنافس

ولا ندري إذا ما كان يمشي
إلى الدكان أم في الأرض جالس

وأصبح لا يفرق بين هذا
وذا أو بين مبتسم وعابس

تعاقبت العقود عليه حتى
مضى من عمره بالأمس سادس

له بالطو يرافقه شتاءً
ومن أيلول حتى شهر مارس

فغاب البالطو عن عينيه حيناً
بحثنا في أماكنه (توايس)

ولا يستعمل البدلات مثلي
بأي لون أنتقي أو أي (سايس)

كان البالطو كالأطفال طبعاً
يمازح من براءته يعاكس

وكان (التاج) في همٍ شديدٍ
وفي بحر من الأحزان غاطس

وكان البالطو يرقد في أمان
بقرب (التاج) لم تلحظه (آيز)

ظللنا في بحار البحث غرقى
وظل التاج) يبحث غير يائس

وما النسيان إلا من سنين
تسير بنا معاً ولها (برايس)

خشينا أن يروح (التاج) فيها
يروح ضحية أو (ساكرفايس)

ونعرف إنه رجلٌ وقورٌ
وفي الأزمات متزن و(وايس)

تبين أنه في خير حالٍ
وأن أموره عال و(نايس)

وللنسيان في دنياه حيزٌ
يمارسه الفتى فيما يمارس

25/11/1991م
 
أعلى أسفل