حاج أحمد الطيب «إسرائيل تحتضر»

يوسف عوض الباري

:: كـاتب نشــط ::
الحمد لله فإسرائيل تحتضر
أليس ذلك ما نرجو وننتظر

والحمد لله في سر وفي علن
منا على منة وافى بها القدر

وما يقال له (إسرائيل) شرذمة
من اللصوص لخلق الله تحتقر

مما يلاقي بها صهيون خاتمة
من سوئها الأرض بالطغيان تنفجر

سعت بظلفها (إسرائيل) عامدة
يا ويحها لمهاوي القبر تنحدر

يرد لها غدر وآثام تمارسها
وينتهي شرها عنا وينحسر

وتشرق الشمس إعلاناً لنصرتنا
وعصبة الإفك لا يبقى لها أثر

فذي فلسطيننا تجتاز محنتها
فانظر ترى ونرى ما يفعل الحجر

حجارة أرعبت صهيونهم فإذا
نار الحجارة في (شارون) تستعر

كبرى حماقاتها شرُ سيوقعها
وها هي اليوم (بالشارون) تنتحر

فالظلم شرعتهم في كل آونة
والدس والغدر في صهيون محتكر

ألم أقل أن (إسرائيل) ينقصها
عقل ودين وللإدراك تفتقر؟

كأنها لصنوف القمع تسلكها
لم يثنها وازع عنها ولا حذر

إن اليهود عصابات يحركها
حقد قديم له في شأننا وطر

ظلت مبعثرة في كل ناحية
صارت كعادتها في الأرض تنتشر

ما طاقها أبداً من خلقه نفر
حتى بها ضاقت الأجيال والبشر

وسوف يوقعها حقد يلازمها
حتى يكون لها من حقدها عبر

فالظلم غايته ما سوف يلحقها
من انتقام على الباغين يقتصر

هل يخدع الناس (باراك) وشيعته
وكلهم ثعلب في مكره قذر

فالقدس لله لا للكلب يلعقها
والكلب منزله الأجحار والحفر

كل الذي تفعل (إسرائيل) تحصده
هل الذي فعلت ينسى ويغتفر؟

إن كان (شارون أو باراك) أيهما
مهما تعددت الأسماء والصور

فلا سبيل إلى الإفلات ينقذهم
من حيث أغراهم التدليل والبطر

وينزل الشر لا حصر ولا عدد
على العدو كما ينزل به المطر

وسوف يغرقهم من شر ما اقترفوا
سيل من النار والويلات ينهمر

يهدد الناس (شارون) كعادته
وقد بدا الخوف مما قال والخور

أسباب ورطتها (إسرائيل) شاهدة
على المجازر مما ليس ينحصر

تواصل العسف والعدوان منهجها
ومجلس الأمن لا حس ولا خبر

لم يصغ للحق لم يأبه لمنطقه
كأنما كان في آذانه وقر

هذه الحثالة لا تخفى ونعرفها
والشر تدركه الأسماع والبصر

في (دير يس) أو في غيرها ارتكبوا
فيها فعالاً لها الأكباد تنفطر

ما كان قطعاً (لإسرائيل) ما زعموا
إلا الذي في خيال اللص يختمر

وإن تناسوا حساباً بات ينظرهم
إذ طالما إنهم بالحق قد كفروا

لولا مساندة من أجل باطلهم
لمضوا كدعاة الزيف واندحروا

أيفلح الدس والبهتان لو علموا
مهما تمادوا بلا حق أو ابتكروا

أيهزم الشعب والإصرار ذو صلف
وغضبة الشعب لا تبقي ولا تذر؟

إني عجبت لدعوى لا أساس لها
فكيف أنهم للقدس قد عبروا

ينازعون ذويها دونما سبب
من غير حق كما زعموا وما ذكروا

أصابع المكر ما عادت بخافية
على العقول وهل يخفاك من مكروا

عبر القرون وهم دوماً بلا وطن
وكل ما زعموا بالزيف قد خسروا

حلم (الفرات لنهر النيل دولتهم)
هذا خيال فما اسطاعوا وما ظفروا

دعوى الشراذم بهتان وباطلة
مما أشاعوا على الدنيا وما نشروا

قد أسكر القوم تدليس تمارسه
حليفة طالما من ثديها سكروا

كيد العدو بلا حد يقيده
يا ويحهم ببحار الكيد قد مخروا

لا تركنوا لوعود ظل ينثرها
هذا العدو وهذا الكاذب الأشر

كم يسخرون من الإسلام سخرية
فهل يهم إذا أعداؤنا سخروا

طبائع الناس عنوان لمسلكهم
إن اليهود بطبع الغدر تشتهر

كأسوأ الخلق لا شك يداخلنا
فهل أحسوا بهذا الأمر أو شعروا

ونحن والمسجد الأقصى يناشدنا
إذ ظل يلحقه الإيذاء والضرر

والمسلمون كما تحكي ملاحمهم
وجيشهم في رحاب الحق منتصر

والمسجد الأقصى ستحميه انتفاضته
كأنه حجر في طيه شرر

فيم النزاع وهذا الأمر حدده
من قبل نكبتنا فاروقنا عمر

ونادت القدس واقدساه معتصم
وكل معتصم يأبى .. ويعتذر

أليس للعرب تاريخ يحدثهم
عن الأعارب فيما قالت السير

يا ويح أمتنا نسيت جدارتها
أغفلة يا ترى هاتيك أم خدر؟

فيم التردد والأخطار محدقة
وذي فلسطين ها قد حفها خطر
ج
جيش العروبة في إبان عزتها
قد كان فخراً به الإسلام يفتخر

ما هابت العرب في يوم معاركها
بالسيف والرمح والهيجاء تعتكر

عدل السماء بلا شك سينصرهم
على عدو على إيذائه صبروا

تقارع النار في أكداس أسلحة
ما هاب إشعالها جمع ولا نفر

تطيح باللص والمحتال تقذفه
ويذهب الهم والآلام والكدر

في كل معركة خاضوا ملاحمها
بالحمد والشكر للرحمن قد شكروا

ستشرق الشمس يالله صافية
بدولة في رحاب القدس تزدهر

هذه نهايتها «إسرائيل» قادمة
من غير شك .. فإسرائيل تحتضر

الخرطوم في 15/2/2001م
 
أعلى أسفل