جعلت قلبها مملوكا لعدد من الاشخاص

عباس الشريف

:: كاتب نشـــط::
جلسا وحدهما على الارض في دائرة تحيطها الورود وبساطها عشب اخضر "دائرة الاحلام الورديه". قلت لي إنها أسمتها كذلك لأسباب عديدة، أهمها أنها كانت أول مكان وطأتها قدماها لحبها الاول وأن ذلك الحب الاستثنائي كان أشبه بعوالم الخيال والنشوة التي حلقت بها في معالم الفضاء العاطفي تاركه خلفها ايام الوحده والهواجس. قالت لها بلهجة مستسلمة وضعف واهن تكاد عيناي تدمع من خيبة الامل: "إذاً أنا الرقم اثنان؟ أو ربما ثلاثة إذا أخذنا الاستاذ ... في الحسبان؟" "أرجوك لا تذكري اسمه أمامي، تلك صفحة يجب تمزيقها من حياتك". اعتدلت في جلستي استخرجت كيس الصاعوط علي ماذا الخجل فلنحتفظ بالسجاره التي استقطعت جزء من مصروفي لشرائها لزوم القشره والقندفه بعد ان وضعت الساعوط بفمي وتففت متبقي ما علق بلساني علي الارض ونفضت يدي وقالت هازئاً: "طيب، إذاً فأنا الرقم اثنان". بمزيج من الارتعاش والنفشه الكذابه المغلّفه بشيءٍ من اللامبالاة أجابتني:"لماذا تصوّر المسألة بهذا الشكل؟ الأمر خارج عن إرادتي. شاءت الظروف ذلك. إنها مسألة توقيت ليس إلاّ . أنا مرتبكة، وأنت تعرف ذلك جيداً." لم تكن محتارة فعلاً، وكان بإمكانها أن تحسم المسألة وتعترف لي بصراحة أن الآخر لازال يستوطن عقلها وقلبها على نحوٍ لا تجد له تفسيراً منطقياً. إلا أنها تركته معلقاً؛ كان هيامه بها يرضي غرورها... أحبته؟ لا تعرف، لم يكن ممكناً أن تحب الاثنين في وقت واحد، لكنه حرّك فيها مشاعر جميلة. ألم يكن هو أول من شاركها متعة تأمّل شروق الشمس بخيوطها الحمراء وتمازجها مع مياه النيل.... وهو الذي علمها كيف تمشي علي حبيبات الرمل حافية القدمين على الشاطئ وحولهما ترقص عصافير الصباح وتشقشق باصوات عزبه ؟ ألم يشبّهها مرةً بالقمر؟ ألم يمسح برقة دموعها التي انهمرت بغتةً على وجهها على نحوٍ أربكها وهي تودعه تلك الليلة قائلاً لها "لن أنساكِ أبداً، أنتِ أول حب حقيقي في حياتي"، ليلتها كان القمر بدراً والهواء ساكناً وبدا لها أن الكون كله ينصت لكلماته. تخيّلت لحظتها أنها تعيش مشهداً مؤثراً من فيلم رومانسي، سخيف ربما، لكنه كان فيلمها هي، وكانت هي بطلته.
كانت عيناها تلتمعان بألقٍ غريب حين تستعيد تلك الذكريات. كان يحلو لي أن أسمعها تحكي وتحكي بلا كلل أو ملل، مستغرقا في تأمل ملامحها الحزينة تتبدل وتكتسي بغموضٍ مثير وعينيها تستحيلان غمامتين صيفيتين مشبعتين برذاذٍ بلّوري صاف. كانت في كل مرة تُسقِط تفاصيل معينة وتتذكر أخرى، لكنها كانت دائماً تروي لي القصة بشغف............................
حاول مراراً إقناعها، ليس فقط رغبةًُ في التخلص من منافسه، وقلت لها من باب الحرص على مصلحتها: "لكنه بعيد، والوقت الذي أمضيته معه ليس كافياً لتعرفيه جيداً وتربطي نفسك به، لا يمكنك أن تبني حياةً عبر الرسائل". كيف تفهميه ، وذلك البعد الذي يبقي الأشواق مشتعلة، وتلك المسافة التي تمزج الوهم بالحقيقة في تواطؤٍ مثير تعززه من وقت لآخر ذبذبات الصوت الملهوف يأتيها عبر الرسائل الهاتفية القصيرة التي كانت تفاجئها كمطرٍ صيفي..
قلت لها هذه علاقةٍ عابرة ووهم خادع ، علاقة ترانزيت ...... ها انا ذا اضع قلبي بين يديك لاشفي جراحك واعبر بك إلى حياة جديدة تفتح فيها صفحة بيضاء.
بشرط ان لايكون هنالك شخص ثالث؟ قالت ياالله، تعرف كم أنا مترددة بطبيعتي وأكره صيغة الخيارات. كررت السؤال بإلحاح واستغراب، لا ثالث فأنا الاخيرأربكتها المصارحه المحرجه وبدأت تفكر بذهوا وكبرياء أنها ملكة تتحكم بمصائر البشر بكلمةٍ أو نظرة أو مجرد إيماءة. احترْتُ في أمرها، يالها من شخصيه غريبه، مغرورة تتباهى بمعجبيها مدّعيةً التواضع، هي من النوع الذي يستمتع بتعذيب الآخرين. حاولت أن أجد من جهتي مبرّراً لتلك الصدف التي كانت تهديها عشاقها اثنين اثنين فلم أجد
ودَّعَتْها بعد أن اتفقت على أن نظل أصدقاء. كتبت لي بعد سنوات من الانقطاع لتطمئن على أخباري، سألتني في نهاية رسالتها مدعيةً اللامبالاة "تزوجت؟" جاءها ردي دون إبطاء: "بعد، المقارنة الصعبة. لقد رفعت من مستوى شروطي." نفشت صدرها بزهوٍ وأجابتني: "إنك تبالغ"، هامسةً في قلبها، لو بتشوفني حسي. كان الواقع قد لطمها على وجهها بعنف ومزق أحلامها إرباً إرباً ثم مرمغها بالوحل. فاصبحت من كثرة المساحيق وجهها ممسوخ وتهدل جسمها وابطأت خطواتها في تكاسل واختفت الرشاقه حلت محلها معنويات محطمه ...... هل أشعر بالشفقة عليها؟ لم يعد يهم، فجراحها القديمة اندملت وحلت مكانها جراح طازجة أكثر إيلاماً أنستها تلك الأيام البعيدة. حتى الصور لم تعد تحرك فيّ شيئاً، تقول لي. تكفيها رؤية صورتها في المرآة ليذكرها الشعر الأبيض المتكاثر بسرعة وتلك التجاعيد على رقبتها وحول عينيها وشفتيها ......
بدت لي في آخر مرة سمعتها فيها تروي ذكرياتها أقل شغفاً وأشدّ مرارة وواقعية وأكثر استسلاماً لأقدارها التي كانت قد صالحتها مؤخراً، أضاع زمانها أم الزمان ضيع شبابها اصبحت تملك زكريات جميله عن حبها الاول والاحلام الورديه وحبها الاستثنائي كان أشبه بعوالم الخيال والنشوة التي حلقت بها في معالم الفضاء العاطفي ........
 
هل يتماهى النرجسُ فى الكوبرا يا عباس؟

أفتنا، فأنتَ ممَّن يَعبُرون إفرازاتِ المشروع الحضارى الممسوخ.

شفيف الود.
 
هل يتماهى النرجسُ فى الكوبرا يا عباس؟

أفتنا، فأنتَ ممَّن يَعبُرون إفرازاتِ المشروع الحضارى الممسوخ.

شفيف الود.

حبيبنا حسين اختلطت الاشياء في هذا الزمن واصبحت المصالح هي التي تتحكم في مشاعر الناس اختفت العاطفه وانزوت في زاوية المصلحة واصبح الجنس التجاري هو محقق الامال والطموح نتيجة افرازات هذه السياسات التي نبعت من ذاتية المصالح الشخصيه وراء ستار وهمي حضاري خسف بالمجتمع الي الجهل والعصور القديمه لا تمييز بين الصاح والخطاء من منظمومة مشروع مشوه ممسوخ مبتور
 
التعديل الأخير:
ود الشريف التحايا الخُضْر،

يقول أُستاذنا د. إبراهيم الكرسنى (الكرسنى 1982)، بأن الفساد هو العُنصر الخامس من عناصر الإنتاج.
ما رأيت من هو أبعدُ منك نظراً أيها العلاَّمة الكرسنىّ. وما رأيت من هو أكثر منك متابعة لما يجرى فى
الراهن، يا ود الشريف. فشكراُ للبصيرة الإستقصائية الثاقبة.

كل الود.
 
و تتوارى الاشياء الجملية فى هذا الزمن الملئ ببوادر الازمات و التقوقع خلف الاوهام الخلاقة.
لك التحية طالما انت تكتب.
مع خالص الامنيات للتجويد الابداعى.
 
و تتوارى الاشياء الجملية فى هذا الزمن الملئ ببوادر الازمات و التقوقع خلف الاوهام الخلاقة.
لك التحية طالما انت تكتب.
مع خالص الامنيات للتجويد الابداعى.
 
ود الشريف التحايا الخُضْر،

يقول أُستاذنا د. إبراهيم الكرسنى (الكرسنى 1982)، بأن الفساد هو العُنصر الخامس من عناصر الإنتاج.
ما رأيت من هو أبعدُ منك نظراً أيها العلاَّمة الكرسنىّ. وما رأيت من هو أكثر منك متابعة لما يجرى فى
الراهن، يا ود الشريف. فشكراُ للبصيرة الإستقصائية الثاقبة.

كل الود.

كل الود لمروكم الكريمه والمتابعه حبيبنا حسين
 
و تتوارى الاشياء الجملية فى هذا الزمن الملئ ببوادر الازمات و التقوقع خلف الاوهام الخلاقة.
لك التحية طالما انت تكتب.
مع خالص الامنيات للتجويد الابداعى.

halimo سعيد جدا بتواجدكم والمتابعه مع اكيد تقديري وشكري
 
أعلى أسفل