توفيق صالح جبريل «زفرة ضجر»

يوسف عوض الباري

:: كـاتب نشــط ::
زفرة ضجر

مذ مضى عهدُ الشبابِ مضتْ
إثرَه الآمالُ تستبقُ
فلحاني مَنْ سلوتُهُمُ
وألحَّ الهمُّ والقلق
ما لصدري ضيّق حَرِجٌ
وفؤادي فيه مُنطلِق
وأماني النفسِ خامدةٌ
وحياتي حُكمها فَرَق
ورفاقي بعد جمعِهُمُ
قد تناسوا العهدَ وافترقوا
****
كنتُ والآمالُ زاهيةٌ
وزماني زاهرٌ عَبِق
ضاحكاً مستبشراً مَرِحاً
آمناً والعيشُ مُتّفِق
أفلا تهتزّ عاطفتي
إنْ بدا كالعسجد الشفق
أو كفيضٍ جاش من لهبٍ
زاخرٍ والشاطىءُ الأُفُق
منظرٌ أهواه يخلبني
بسناه والهوى طُرُق
والليالي تنقضي سَمَراً
بين صحبٍ ما بهم قلق
فتيةٌ غُرٌّ، يَزينهُمُ
في ليالي أُنسِنا الخُلُق
نُجُبٌ، جَمٌّ معارفُهم
يخلبون اللبَّ إنْ نطقوا
إنهم كالشِّيب تجربةً
ما سرى في طبعهم نَزَق
****
وتُدير الراحَ غانيةٌ
حسنُها كالبدر مُتَّسِق
حَلْيُها نفسٌ مُهذَّبةٌ
وشبابٌ شيّقٌ لَبِق
فإذا ما أسفرتْ سبحتْ
نحوها الأرواحُ تستبق
أو تغنّتْ بيننا خشعتْ
حولها الآذانُ والحَدَق
وجمالُ البدرِ يغمرنا
بضياءٍ منه مُنبثِق
ونجومُ الليلِ ذاهلةٌ
كجفونٍ هدّها الأَرَق
****
فيردُّ الراحَ شاربُها
حين يُخفي ضوءَنا الفَلَق
هكذا نجمُ السعودِ بدا
ثُمَّ ولّى وَهْو يأتلق
يقظةٌ نفسيّةٌ خمدتْ
هل سيحيا ذلك الرمق؟
 
أعلى أسفل