بئر الخيانة: عملاء المخابرات الغربية في عمق الأجهزة السيادية في مصر المقهورة

مازن سخاروف

:: كاتب نشـــط::
نفوذ المخابرات الغربية في زرع, رعاية وتوجيه عملائها يصل كل رؤساء مصر (هل نستثني محمد نجيب؟).

إبان (ثورة) يوليو إستبشر الناس خيرا وظنوا أن في مصر رجالا وطنيين مستقلين يعملون لأجل مصلحة البلد.

بعد ثورة يوليو انكشف المستور, وسقطت الأقنعة. لكن للأسف أقلية في مصر المقهورة تدرك أن السوس قد استحوذ على خشبه. تحوّلت مصر في عهد عبد الناصر إلى ماخور كبير. وبعده إلى ماخور أكبر. هذا البوست رحلة بالوثائق والأدلة في بئر الخيانة داخل (الدولة) المصرية والويلات التي نزلت على أم رأس المصريين بسبب عملاء الداخل (النيران الصديقة). لموضوعنا رحلة موازية فيما يمكن تسميته بمتلازمة الوهم المصري .. أي إبداء الجماهير المصرية كما نخبها لمسلك خارجي لا يفتر من التباهي بأن مصر حاجة كبييييييييرة وعظيمة في المنطقة (بما يشمل الريادة والسيادة فيما يسمى بالمنطق العربية كما إستعلاءً دائما على السودان والسودانيين). وفي نفس الوقت كبت إحساس أكبر بالمرارة والخيبة من بؤس الواقع.
 
التعديل الأخير:
(1)


لجنة تطييب الروائح: ثمانون عاما من التزييف قبل (ثورة) يوليو

لجنة غسيل التاريخ هي ظاهرة مهمة تستحق لفت الأنظار لتكون أولى بالوضع في ترتيب أجندة البوست. ظاهرة غسيل التاريخ من درنه وتطييبه من روائحه المنكرة على أيدي حارقي البخور المحترفين.

عندما سقطت ورقة التوت الأخيرة عن نظام جمال عبدالناصر بالهزيمة الشاملة في حرب الستة أيام قام حارقو البخور بتقديم صلاح نصر, مدير المخابرات العامة ككبش فداء وإظهار عبدالناصر كرئيس خان المقربون منه ثقته.

أبطال لجنة تطييب الروائح من النخب .. محترفون ويعرفون عملهم جيدا. يؤدون أدوارهم ببراعة و (مهنية). مصطفى أمين, محمد حسنين هيكل. أنيس منصور. أبطال اللجنة صحافيون ومذيعو برامج, فنانون ونقاد, وزراء ورجال أعمال. عسكريون وضباط مخابرات. أطباء, مهندسون, مؤرخون.


إباحيون كسيد قطب تخيلوا أنفسهم شهداء في ظلال القراءن .. شيوعيون سابقون ولدوا في الرأسمالية من جديد, وحربائيون دائمون يغيرون جلودهم أكثر مما تغير الغواني زيناتهن بين الأفراح والأتراح.


موضوعنا يتابع الدولة المصرية منذ (ثورة) 23 يوليو لعام 1952

ولكن الرواد من أبطال لجنة تطييب الروائح سبقوا تلك الفترة بحوالي الثمانين سنة. صحافيو الحركة الإسلامية بدءً بكبيرهم جمال الدين المتأفغن كانوا بالفعل رواد ظاهرة تطييب الروائح. المتأفغن والشيخ محمد عبده والشيخ محمد رشيد رضا وشيوخ وشيوخ.
 
التعديل الأخير:
السفارة في العمارة (1): من هو المصري سكرتير مكتب السادات وعميل الموساد الأشهر

نأخذ بعض اللقطات من شريط أشهر الخارجين من بئر الخيانة في عمق الدولة المصرية.

شخصية الحلقة الأولى من المنافقين الذين انتكبت بهم الأوطان بعد تكليف وقد أقسموا بأغلظ الأيمان أن يحفظوا أمانة الولاء للحق والعدل فحنثوا وما والوا إلى أعداء أممهم.

أشرف مَروان, سكرتير مكتب الرئيس أنور السادات وصهر الرئيس جمال عبد الناصر. جعل الأسرار العسكرية المصرية كتابا مفتوحا لإسرائيل في فترة من أدق الفترات في تاريخ مصر المقهورة. لم يفضحه سوى الإسرائيليون الذين كشفوا القناع عن شخصيته ودوره كعميل للموساد بعد ثلاثين عام من حرب أكتوبر.
 
نذكــّر أن التسلسل التاريخي لتغلغل الأجهزة الإستخبارية الغربية في مصر المقهورة في اعتبار البوست يجب أن يبدأ بعشرات السنين قبل (ثورة) يوليو وتنظيم الضباط الأحرار, إحدى أكبر الكوارث التي ألمت بمصر المقهورة.

ولكن نظل في جزئية افتتاح فصول التخابر الأجنبي مع شخصية أشرف مروان.


أشرف مروان تزوج ابنة جمال عبدالناصر (رجل السي آي إيه). وعمل معه كما مع خلـَفه السادات.


الإسرائيلي د. آرون برِقمان, وهو مؤرخ ومحاضر في لندن هو أول من ألمح إلى شخصية أشرف مروان في كتابه, حروب إسرائيل منذ عام ألف وتسعمائة وسبعة وأربعين*, الصادر في عام ألفين وإثنين م. وقد ترك برِقمان من الإشارات ما يكفي لمعرفة إسم الشخصية دون عناء يذكر. المصدر, الموقع الشبكي لـ تايمز أوف إيزرايل, وهي صحيفة إخبارية شبكية تصدر في القدس المحتلة.

عاد د. آرون برِقمان مرة أخرى بعدها بعام ليكشف صراحة عن إسم أشرف مَروان كصاحب لشخصية الجاسوس الـ (ملاك) وهو الإسم الحركي الذي أعطاه له جهاز الموساد. قام آرون بهذا الكشف لأول مرة في الحادي والعشرين من ديسمبر لعام ألفين وثلاثة في لقاء مع صحيفة الأهرام القاهرية. المصدر السابق.

جدير بالذكر أن آرون قام في ذلك اللقاء بالتكهن أن أشرف مروان كان عميلا مزدوجا يعمل لصالح إسرائيل كما دولته, مصر وأنه قد ضلل إسرائيل. المرجع السابق.

تعليقي
تقديري أن مؤلف الكتاب عندما أدلى بذلك التصريح خلال لقاء الأهرام معه قد ذكر جزئية التخابر المزدوج كجزء من التضليل الإسرائيلي المألوف في إخراج وتسريب المعلومات.

الملاحظة الثانية أن مؤلف الكتاب في تقديري كذلك من غير المحتمل أن يكون مصدر تلميحاته الجريئة جدا, أو تصريحاته التي كشف المستور بعدها بسنة نابعة فقط من بحوثه الخاصة و\أو استقلال شخصيّ له كما علاقاته الخاصة مع الأجهزة الإستخبارية والمؤسسة العسكرية الإسرائيلية. بل تقديري أن حصل أولا بالإذن من المؤسسة الإسرائيلية قبل أن يعمل إلى ما انتهى إليه رغم أنه شخصية مدنية.


-----------
* حدث ذلك في طبعة الكتاب الثانية وهو مرجع اطلعنا عليه
 
أعلى أسفل