الوسيلة محمد «حين يدمن البدر الافول»

يوسف عوض الباري

:: كـاتب نشــط ::

حين يدمن البدر الافول
هو قدري........
ان أفقد الشموس
وان تتسرب من بين اناملي الكواكب
كأن الزمان يعلم عدم إحتفائي بغير البدور
فحين يوقظ جراحي الغائرات يهديني بدرا
ويزحم الوجود بلحن أثير
ومع باكورة تساقط قطرات السعادة
على قلبي قطرة تلو قطرة
وحين تترقب عيوني المُسهّده غبطة فكرة
يضحك الزمان بوحشية فينكسر خاطري الجريح
فاعود الثم الجراح واكفكف الدموع
حين ازاح الزمان الرباب عن وجهها المنير
اسفر الكون بنور ربه واشرق وجهها الصبوح
فتنفست رئتاي نسيما غاب كثيرا عن دنياي
ولكن ويحي فقد غُصت بالنسيم رئتاي
وابى الزمان الا ان يكون عذول
كان لقاء خاطف اكتفيت فيه بلمحة
ايقظت الشجون واسرجت مصابيح الاحلام
فملئت صدري بالاماني الرائعات .....
ولكن هو قدري ان يكون نصيبي من الحبيب الجراح
وانا رجل ادمنت السمو على جراحاتي
وتكرر عندي المشهد
فصار الليل عندي موعد للصباح
فرغم الحزن ينتابني الامل
او فاني فقدت الاحساس بالالم فقد صرت لا ابالي
ان كان الجرح يمين هوى ام شمال او كما قال ابو الطيب :
(وهنت فما ابالي بالرزايا :: لاني ما انتفعت بان أبالي )

بدت جميلة كأنما ولدتها الشمس او تمثل في جبينها القمر
رقيقة كنسمة من بلادي ولكنها وكقدر أليم نثرت الجمر
في مكان يعز علي ان يهان فبدوت لها بغير ما تعرف عني
فانكسر خاطر عزيز وانسكبت دمعات كان معينها الدلال
عفوا طفلتي الحلوه فانت لم تعرفيني
ولو سنحت لك الفرصة واشرعت لك باب روحي
لوجدتي رقة تشبه رقتك
وحنان يسوح بين راحتيك
حينها كنتي ستري ذلك الشاب المتدفق عطاء وطيبة
كنتي ستنعمي بقرب حبيب يهب العين لك معين
ويسهر العمر لتهنى عيونك بغفوة او وسن
ويهي لك زمان حبيب
كنت سافرش الارض لك برموشي واهديك روحي
تهشين بها في ليالي طوال
هاهو جرحك غائر بفؤادي ومسافر حزنك بقلبي
وقد تهدى جراحي يوما ولكن
ستظلين درسا اجنو منه العبر
اما اذا سألتي عن الغفران ان كنت معي او لم تكوني
اقول لك اني قد جبلت على السماح
فلك السماح رغم الجراح ورغم النزيف وظلم وحيف
لك السماح
ولنغني لكل من عبر بالخاطر مسامحك يا حبيبي
 
أعلى أسفل