الكتاب المدرسي.. ظُلم ذوي القُربى... حجبته الرقابة

الجميعابى

:: كاتب نشـــط::

حجبته الرقابة
الكتاب المدرسي..

ظُلم ذوي القُربى...

تقرير: صفية الصديق..

في وقت شددت فيه أكدت فيه الدولة على إلتزامها الكامل بمجانية التعليم وصل سعر الكتاب المدرسي إلى (70-80) جنيه لكتب الكيمياء- الأحياء والتاريخ بالولايات، فيما تراوحت أسعار الكتب متوسطة الحجم بين (6-20) جنيه، فيما عزا أصحاب المطابع إرتفاع سعر الكتاب لإرتفاع سعر الورق ووصول رزمة الورق (60-70) جرام إلى (120-125) جنيه بدلاً عن (65) جنيه، فيما كشفت أصحاب المطابع لـ (الأخبار) عن إحتكار السوق لدى جهة محددة وهي من تقوم بالتحكُم في سعر الكتاب، في وقت لم يستقر سعر الكتاب على ثمن واحد إذ لم يجتاوز سعر الكتاب الـ(15) جنيه في بداية الموسم للكتاب المتوسط و(25-40) جنيه للكتاب كبير الحجم، وفي ذات السياق قال صاحب أحد المطابع وعضو غرفة الطباعة الذي فضل حجب إسمه : هنالك شح في الكتاب المدرسي وهو حالياً متوفر فقط للأفراد بكميات قليلة، مع العلم بأن كل مطابع السودان تقوم حالياً بطباعته إلا أن الإحتكار وتجفيف السوق منه هو السبب وراء إنعدامه إذ أن السماسرة يقومون بشراء كل الكميات الموجودة بالسوق وإحتكارها وطرحها في السوق وبيعها بسعر مُرتفِع، مع دخول كل المطابع التجارية في طباعة الكتاب فالمطبعة التي تقوم بإحتكار الورق وتمارس دور وزارة التربية حالياً تعطي الورق لكل من يطبع لها الكتاب من العتالة والسماسرة بموجب شيك ضمان فقط وبالتالي يقومون بطباعة الكتاب بدون رقيب إذ أنك تجد في السوق كميات من الكتب ذات الورق الردئ وغير الملونة، وفي ذات المنحى هنالك جهة نافِذة تقوم بطبع الكتاب خارج وتطرحه في السوق لأيام بعدها ينخفض سعره ومن ثم تعود لتحتكره وتجفف من السوق مرة أخرى، فيما إتهم عدد من أصحاب المطابع غرفة الطباعة برفع يدها وعدم متابعة المطابع التي تقوم بطباعة الكتاب لجهة السعر الخرافي الذي يضعه التجار كلٌ على هواه في حين أن التكلفة الحقيقية لأكبر الكتب حجماً لاتتجاوز الـ (6) جنيهات وتجده يباع في السوق بأكثر من 500% أرباح على حساب التعليم لجهة إحتكار مطبعة واحدة لطباعة الكتاب في كل السودان وتقوم بتوزيع الورق لمن أراد أن يطبع ويرد لها الكتب للتحكم فيها ومن لم يرغب يقف عمله ، فيما تعاني ولايات السودان المختلفة إنعدام الكتاب المدرسي وقد كشف إحدى مدراء المدارس بالحصاحيصا أنهم وصلوا لدرجة أن يقولون لأولياء الأمور نحن علينا المعلم وانتم إحضروا الكتاب إن أردتم، فيما إنخفض سعر كتاب الكيمياء وكل الكتب الكبيرة للصف الثالث الثانوي إلى (30) جنيه في ولاية الخرطوم مقابل (80) جنيه في الولايات على إنعدامه..

المُراقب لمجريات أحداث الكتاب المدرسي يجد أن وزارة التربية والتعليم العام رفعت يدها ماماً بعد خصخصة هيئة التربية للطباعة والنشر، وفي ذات الإتجاه صرح لـ (الأخبار) حسن عبيد الحميدي مساعد وكيل وزارة والتربية والتعليم العام أن طباعة الكتاب هي شأن ولائي و الولايات هي من تتعامل معه ونحن في الوزارة لا يعنيينا أمره فقد أوليناه أمره، إلا أننا ناقشنا هذا الموضوع في مؤتمر وزراء التربية والمدراء العاميين وأمنوا على ضرورة رجوعه للوزارة بعد خصخصته الأمر الذي نتج عنه مضار كثيرة فيما يتعلق بالكتاب والعملية التربوية..

على الرغم من إتفاق كثيرون على وجود مشكلة حقيقية فيما يتعلق بطباعة وتوفير الكتاب المدرسي وإعتراف أعضاء غرفة الطباعة بأن شركة غرفة الطباعة رفضت تمويل طباعة الكتاب لجهة فشل الموسم السابق إلا أن الأستاذ عبد الله الطيب رئيس غرفة الطباعة بإتحاد الغرف الصناعية نفى لـ (الأخبار) وجود مشكلة في الكتاب وقال أن من الأشياء الإيجابية تحرير طباعة الكتاب ورغم العقوبات إلا أننا نعتقد ان سياسة التحرير أنقذت هذا الموسم الذي لولاه لم يجد الطلاب كتاباً ولم تتمكن الولايات التي لم تحضر لإستلام الكتاب من الحصول إليه، فنحن مهامنا لاتكون مراقبة المطابع أو طباعة الكتاب بل مهمتنا تنحصر في السعي لتحرير طباعته التي حققت قيمة تربوية إذ أصبحت المطابع للتماشي مع التحرير ، وقد قمنا بتمويل الموسم الأول للتحرير فقد وهذه رسالتنا وقد أديناها في نفس الوقت..

من جهته يقول الخبير التربوي دكتور سيف الدين محمد علي جحا أن الخصخصة شملت كل شئ وعلى الرغم من أن الدول المتقدمة لا تُفرِط إلا اننا نجد التدهور طال حتى التعلييم في السودان ومع أن الكتاب أهم مستلزمات العملية التعليمية ومع صِغر حجم وسوء إخراجه الفني وضحالة مابه من معلومات وإبتعاد الطالب عنه نجده أصبح صعب المنال لإحتكاره لدى قِلة من المتلاعبين بعقول الطلاب إذ يقومون بإصدار كتاب ممسوخ ردئ المواصفات من حيث التغليف والتجليد وجودة الورق فقد أصبح عمر الكتاب قصيراً يتمزق من أول وهلة يفتحها فيه التلميذ ويصبح غير جاذب وألوانه باهتة تنقصه كل الوسائل المُحفِزة لإطلاع التلاميذ عليه، والأدهى والأمر وجود كمية كبيرة من المعلومات المغلوطة خصوصاً في كتب العلوم من المرحلتين والرياضيات واللغة العربية، مع وجود أخطاء لغوية وإملائية..


http://www.sudaneseonline.com/ar3/publish/article_2534.shtml
 
أعلى أسفل